اقتصاد

“كان 2025” تعزز “القوة الناعمة” للمغرب وتخدم استراتيجية جنوب-جنوب

“كان 2025” تعزز “القوة الناعمة” للمغرب وتخدم استراتيجية جنوب-جنوب

يكاد تنظيم المغرب لمونديال 2030 يستأثر بكل الاهتمام والإشادة بفوائده المتعددة اقتصاديا واجتماعيا ورياضيا، لدرجة يحجب معها كأس إفريقيا 2025، التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أشهر معدودة، وهي لا تقل بدورها أهمية من كافة الجوانب المذكورة، ولاسيما في مجال تمتين العلاقات “جنوب-جنوب” التي يراهن عليها المغرب كثيراً في استراتيجياته الاقتصادية بل حتى الجيو-سياسية.

ذلك ما ذكرت به الأستاذة بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، أمينة عزمي، مؤكدة أن أثر تنظيم كأس إفريقيا على العلاقات جنوب-جنوب وازن ويوفر للمغرب مزيدا من “القوة الناعمة” عن طريق الدبلوماسية الرياضية؛ “نعلم جيدا أن هذا الحدث الكروي يمثل للمغرب أكثر من فرصة للانتعاش الاقتصادي، بل هو كذلك فرصة لها أبعاد سياسية ودبلوماسية وجيوسياسية؛ لاسيما وأننا كدولة مغربية نبذل الجهود لكي تكون الروابط جنوب-جنوب متينة”. 

وأضافت المتخصصة في التسيير الرياضي أن المغرب يريد أن يعزز علاقاته مع الدول الإفريقية؛ ويمكن أن يمثل تنظيم كأس إفريقيا فرصة لذلك من خلال تقوية الشراكات المغربية الإفريقية بفضل زيارة الاتحادات الرياضية للمغرب أثناء التظاهرة، مما يمكن من ربط علاقات بين الاتحادات الرياضية والحكومات الإفريقية للتعاون في مجالات أخرى”. 

وقالت أثناء مداخلة لها بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد: “يمكن أن يصبح المغرب فاعلا محوريا في هذه العلاقات بتنظيمه لهذه الدورة، وهنا نتحدث عن دبلوماسية رياضية فعالة، إذ نعلم جميعا أن الرياضة أصبحت من وسائل الدبلوماسية الحديثة وأداة للقوة الناعمة”.

وتابعت بأن تنظيم هذه الدورة بالمغرب هو تجسيد للرؤية الملكية التي ترى أن مستقبل المغرب في مستقبل إفريقيا، “إذن لما ننجح في تنظيم هذا الحدث ستكون الروابط جنوب-جنوب فكرة أمتن بدل التبعية الغربية، والمغرب بتنظيم هذه الدورة سيكسب ثقة الدول الإفريقية وسينجح في خلق علاقات متينة بين الحكومات الإفريقية”.

ومن الناحية الاقتصادية، وخاصة على مستوى القطاع السياحي، أوضحت المتحدثة أن الدورة ستعرف مشاركة 24 منتخبا بلاعبيهم وأطقمهم التقنية والطبية إلى غير ذلك، بالإضافة للجماهير، وبالتالي سيعرف تدفقا سياحي سيوازيه ارتفاع العائدات السياحية.

و”للإشارة فالكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والخطوط الملكية المغربية، أبرموا اتفاقية لكي تكون الأخيرة الناقل الرسمي المعتمد للوفود، وهذا في حد ذاته مكسب كبير لقطاع النقل الجوي وللاقتصاد المغربي”.

وتابعت بأن الانتعاش السياحي وانتعاش البنية التحتية سيواكبهما خلق فرص شغل في عدة ميادين، فرص شغل دائمة وأخرى مؤقتة، “لأننا نعرف أن أي استثمار له أبعاد وله تبعات إيجابية، فالشركات التي ستستثمر في السياحة، وفي النقل، ستنمو وهذا النمو سيمكنها من تشغيل المزيد من اليد العاملة، لأننا سنحتاج لموارد بشرية في الأمن، وفي اللوجستيك، وفي البناء، في السياحة وغيرها”.

وأضافت أن “هذه الموارد البشرية ستعمل، وسترتفع مداخيلها، وبالتالي ستستهلك، وهذا يعني أن دورة الاقتصاد ستكون في حال أفضل”.

وبالإضافة إلى ذلك، سيساهم تنظيم “الكان” في جلب الاستثمار الخارجي إلى المغرب؛ “لأن المغرب إذا نجح في تنظيم تظاهرة من هذا الحجم سيبعث مؤشرات ورسالة إلى المستثمرين الأجانب على جاهزيته لتنظيم تظاهرات، ليست رياضية فقط، وهو ما سيعزز ثقة المستثمر الذي سيأتي للمغرب ليستثمر في البنية التحتية، في الصحة، في التكوين، وفي التعليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News