المغرب يطمح لاستقطاب مليون سائح صيني في 2030 عبر الترويج الرقمي
يولي المغرب اهتمامًا خاصًا بتعزيز جاذبيته السياحية للسوق الصينية، من خلال تبني استراتيجية متكاملة تجمع بين تكثيف الربط الجوي المباشر وتفعيل أدوات الترويج الرقمي الحديثة التي تستهدف بشكل مباشر المنصات الصينية الأكثر استخدامًا.
وفي هذا الإطار الطموح، يتوقع المكتب الوطني المغربي للسياحة (ONMT) استقبال ما لا يقل عن 300 ألف سائح صيني بحلول نهاية عام 2025، ويتطلع إلى تحقيق قفزة نوعية تصل بالعدد إلى 500 ألف زائر في عام 2026.
وتستند هذه التوقعات المتفائلة إلى سلسلة من الإجراءات الهامة، في مقدمتها استئناف الرحلات المباشرة بين الدار البيضاء وبكين، والترقب لافتتاح خط جوي جديد يربط شنغهاي بالدار البيضاء بحلول نهاية عام 2023.
كما يعول المغرب بشكل كبير على الدور المحوري للخطوط الملكية المغربية في مضاعفة الرحلات الجوية، بالإضافة إلى بناء شراكات وثيقة مع كبرى المنصات الرقمية الصينية المتخصصة في السفر والسياحة، وعلى رأسها Ctrip، Tuniu، و Fliggy، التي تعتبر بمثابة البوابة الرئيسية لوصول السياح الصينيين إلى وجهاتهم المفضلة.
يواكب هذا الجهد التسويقي، تطوير مستمر للبنية التحتية السياحية القادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من الزوار، حيث تشير المعطيات إلى زيادة في القدرة الاستيعابية للطائرات بـ 69 ألف مقعد إضافي، بالإضافة إلى توفير 67 ألف سرير فندقي إضافي.
وحدد منظمو الرحلات الصينيون هدفًا أوليًا باستقبال 80 ألف زائر، مما يعكس الثقة في الإمكانات السياحية المتنوعة التي يزخر بها المغرب.
وتركز الخطة التسويقية بشكل خاص على الترويج للمدن المغربية التي تحظى بشعبية لدى السياح الصينيين، والتي تشمل الدار البيضاء، وطنجة-تطوان-الحسيمة، والرباط، وفاس، ومراكش، وورزازات، والعيون، والداخلة، نظرًا لما تقدمه هذه المدن من تجارب ثقافية وتاريخية وطبيعية فريدة.
وتعتمد الاستراتيجية المغربية على شقين أساسيين، أولهما تعزيز الوجود الرقمي المكثف للوجهة المغربية على المنصات الصينية الرائدة Ctrip، Tuniu، و Fliggy، من خلال محتوى جذاب ومبتكر يستجيب لاهتمامات المسافر الصيني، بالإضافة إلى التعاون مع المؤثرين الرقميين الصينيين الذين يتمتعون بمصداقية وتأثير كبيرين على جمهورهم.
وإلى جانب ذلك، يولي المغرب أهمية لتنظيم معارض ترويجية مباشرة في المدن الصينية الكبرى مثل بكين وشنغهاي، بهدف التعريف المباشر بالمقومات السياحية للمملكة وبناء علاقات مباشرة مع وكالات السفر والجمهور الصيني.
تندرج هذه الجهود ضمن رؤية استراتيجية أوسع نطاقًا تهدف إلى استقبال المملكة المغربية لمليون سائح صيني بحلول عام 2030.
ويعول المغرب في تحقيق هذا الهدف على تنوعه الثقافي والتراثي الغني، ومناظره الطبيعية الخلابة، بالإضافة إلى الاستعدادات لاستضافة فعاليات عالمية كبرى، وعلى رأسها كأس العالم لكرة القدم، التي تمثل فرصة استثنائية لوضع المغرب على الخريطة السياحية العالمية وجذب المزيد من الزوار من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الصين.
