نمو قطاع “المباني الذكية” يبشر بخفض الفواتير الطاقية للبيوت بـ50%

أعلنت الحكومة بحر الأسبوع المنصرم عن منح ترخيص لأول مقاولة للخدمات الطاقية بالمغرب، في قرار سيساهم في النهوض بقطاعات عدة تدور في فلك النجاعة الطاقية، وفي مقدمتها قطاع “المباني الذكية”، الذي يقترح حلولاً تستطيع خفض استهلاك المباني والبيوت المغربية للطاقة بما يتراوح بين 40 و50 في المئة.
ووفقاً لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، فإن الترخيص لأول مقاولة للخدمات الطاقية (ESCO)، “يروم إعطاء دفعة قوية للنجاعة الطاقية من خلال تفعيل عقود الأداء الطاقي، وهو ما سيمكن من النهوض بعدة قطاعات متعلقة وفي مقدمتها الدوموتيك (domotique) أو “المباني الذكية”.
وإذا كان قطاع المباني الذكية المذكور لا يزال غير ذائع الصيت، إلا أن ذلك لا يمنعه من التموقع ضمن القطاعات الواعدة والنامية بوتيرة سريعة في الآونة الأخيرة، و”قرار الترخيص لأول مقاولة للخدمات الطاقية يعد دفعة حقيقية للقطاع”، وفقَ ما أكدته الفاعلة في المجال، هند ازديد، لصحيفة “مدار 21”.
وأكدت المديرة المؤسسة لمقاولة « HN Bloom » المغربية النشطة في القطاع، أن التأطير الرسمي لمقاولات الخدمات الطاقية سيمكن من تأهيل سوق النجاعة الطاقة بالمغرب، ويفتح المجال أمام فرص جديدة لاسيما في قطاع المباني الذكية.
وأوضحت أن هذا التحول يظهر اعترافا بالمؤهلات التي يتيحها إدماج التكنولوجيات الذكية لتحسين الاستهلاك الطاقي للمباني بالمغرب. “بحيث سيمكن هذا الإطار القانوني من تشجيع التعاون بين المقاولات المتخصصة في المجال والفاعلين المؤسساتيين، مع طمأنة الزبناء لنجاعة الحلول المقترحة”.
واعتبرت أن الحلول التي تقترحها هذه التكنولوجيا الذكية أظهرت قدرتها على خفض الاستهلاك الطاقي للمباني والمنشآت بما يتراوح بين 40 و50 في المئة، وهو ما ينسجم مع توجهات المغرب في مجال النجاعة الطاقية وترشيد الاستهلاك الطاقي.
وفي التفاصيل؛ يقترح القطاع حلولاً ذكية للبنيات سواء السكنية والتجارية والصناعية، على رأسها التحكم في الإضاءة والتكييف والأمن، وإدارة الطاقة عن بعد، وهو ما يتيح تقليل الاستهلاك.
وفصلت بأن الاستهلاك الطاقي للبيوت والمنشآت “يخضع كثيراً لنمط عيش ساكنته ومرتفقيه، وهو ما يجعل الحلول الذكية للدوموتيك، التي تواكب نمط عيش كل مستخدم على حدة، فعالة جداً في ترشيد الاستهلاك الطاقي”.
“على سبيل المثال، تتيح المنشآت المجهزة بهذه الحلول الذكية التحكم بدقة في مواعيد فتح الستائر وتشغيل الإضاءة أو إطفائها والتحكم في قوتها وتسخين المياه… وكل ذلك بشكل أوتوماتيكي وعن بعد، وبفضل الذكاء الاصطناعي”.
وخلصت إلى أن النجاعة الطاقية التي يسير فيها المغرب تفتح أبوابا تنافسية كبيرة لهذا القطاع، “غير أن السوق المغربية لديها حاجيات خاصة وخصوصيات، وهو ما دفعنا لإجراء دراسة للسوق للتعرف على الأسباب التي تمنع المستثمرين العقاريين من اللجوء لهذه الخدمات”.
وفي هذا الصدد اقترحت ازديد رؤية تروم دمج هذه التقنيات في المشاريع العقارية الجديدة، بما يمكن من تعميمها، مشيرة إلى أن الأشغال جارية للتطوير التقني للبرامج المستخدمة لتصبح في المتناول ولا يبقى المستخدمون في حاجة لتكبد مشقة استقدام تقنيين لحل الأعطاب.