التهديدات السيبرانية تستنفر قطاع التعليم وبرادة يدعو لتحصين منظومة “مسار”

على هامش النقاش الكبير الذي أثاره اختراق مواقع عدد من المؤسسات الرسمية خلال الفترة الأخيرة، دعا وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، سعد برادة، إلى تطوير قدرات أطر الوزارة ضد التهديدات السيبرانية والتعاملات الرقمية غير الآمنة، مشدداً على ضرورة تحصين منظومة “مسار” لضمان أمان البيانات وحماية المعلومات الشخصية للمستخدمين.
وفي خطوة تبدو وكأنها استشعار من الوزارة للتهديدات السيبرانية، راسل برادة مسؤولين كبار بوزارته، وفي مقدمتهم المفتش العام ومدراء الأكاديميات الجهوية ومدراء تكوين الأطر العليا والمدراء الإقليميين، سجل المسؤول الحكومي أنه لابد من العمل على ترسيخ ثقافة واعية للأمن المعلوماتي لدى المستخدمين مع تنمية وتطوير قدراتهم باعتبار أن العنصر البشري هو خط الدفاع الأول ضد التهديدات السيبرانية والمخاطر المحتملة الناتجة عن التصرفات غير الآمنة والعفوية التي قد تتيح لبعض الجهات فرصة لاختراق الأنظمة المعلوماتية أو نشر برمجيات ضارة.
وخاطب الوزير ذاته، ضمن مراسلته لمسؤولي إدارات قطاع التعليم، والتي اطلعت عليها جريدة “مدار21” الإلكترونية، بتأكيد أهمية تنظیم دورات تكوينية للمستخدمين من أجل تأهيلهم والرفع من قدراتهم ومعارفهم وتوفير موارد تعليمية لتمكينهم من فهم أفضل للممارسات الأمنية الجيدة، بما في ذلك كيفية التعرف على رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية وأهمية تغيير كلمات المرور بانتظام واستخدام كلمات مرور قوية، وتحديث البرمجيات بشكل دوري.
وفي ما يتعلق بنشر ثقافة الأمن السيبراني بين المستخدمين، أوضح برادة أنه لا يمكن تحقيق هذه الغاية دون تنظيم ورشات عمل وعقد لقاءات تحسيسية ونشر مواد وبرامج إعلامية لتوعية الأفراد بالمخاطر التي يمكن أن تواجههم في الفضاء الرقمي وسبل الوقاية منها.
وعلى المستوى التقني، أورد المصدر ذاته أن اعتماد نظام التحقق الثنائي (MFA) بمنظومة “مسار” سيعزز ضمان أمان البيانات وحماية المعلومات الشخصية للمستخدمين، مُشدداً على أن هذا النظام يتطلب من المستخدمين إدخال رمز تحقق إضافي عن طريق هواتفهم عند تسجيل الدخول.
وفي صدد حديثه عن نظام التحقق الثنائي (MFA)، دعت المراسلة عينها إلى تعميم هذا النظام تدريجياً على باقي الأنظمة المعلوماتية الوطنية لضمان أمان شامل لجميع هذه الأنظمة، داعياً إلى توقيف تشغيل النظم المعلوماتية خلال الفترات التي لا تستخدم فيها.
وأوضحت المراسلة ذاتها إلى أن الأمن السيبراني يعتبر من أهم التحديات التي يواجهها المرفق العمومي في ظل التحول الرقمي وتطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي انخرط فيه المغرب ضمن أوراشه الاستراتيجية الكبرى، مشيرةً إلى أن هذا التحوب الرقمي يستلزم حماية وسلامة البيانات والأنظمة المعلوماتية.
وتابع المصدر ذاته أن هذه الحماية لا يمكن أن تتم من خلال إرساء حكامة رقمية فعالة، وتبني مقاربات متعددة المستويات تعزز من قدرات الرصد والاستجابة لمختلف التهديدات والمخاطر السيبرانية التي تستهدف مختلف المؤسسات سواء كانت حكومية أو خاصة.
وشدد المسؤول الحكومي ذاته على ضرورة تحيين علب الرسائل “men.gov.ma@” بشكل تدريجي وتفعيل نظام التحقق الثنائي بها، على غرار ما هو معمول به حالياً بالبريد الإلكتروني “taalim.ma”، مبرزاً أن تعزيز الأمن السيبراني وحماية البنية التحتية الحيوية للوزارة عملية مستمرة تتطلب اليقظة والتعبئة الجماعية والتنسيق المشترك بين جميع المعنيين.