المغرب ينوّع مصادر وارداته من الحبوب وفرنسا متشبثة بالصدارة

كشفت معطيات حول واردات الحبوب إلى المغرب خلال الفترة الممتدة من الأول من يونيو 2024 وحتى 31 من مارس 2025 عن استراتيجية واضحة تتبناها المملكة لتأمين احتياجاتها من الحبوب الأساسية وتنويع مصادرها في ظل التحديات العالمية المتزايدة.

وبحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة “مدار21” الإلكترونية، يظل القمح اللين المكون الأساسي في سلة الحبوب المستوردة للمغرب خلال الفترة المذكورة، إذ بلغت الكميات الإجمالية المستوردة منه 5,264,629 طن.

وتتصدر فرنسا قائمة الموردين بلا منازع بكمية قدرها 2,468,974 طن، ما يؤكد على العلاقات التجارية القوية والتاريخية بين البلدين في هذا القطاع.

إلى جانب فرنسا، تبرز أهمية منطقة البحر الأسود كمصدر رئيسي للقمح اللين، إذ ساهمت روسيا بكمية كبيرة بلغت 1,239,074 طن، تلتها أوكرانيا بكمية 974,573 طن، على الرغم من الظروف الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.

كما استورد المغرب كميات أقل من دول أخرى مثل كندا (237,756 طن) وألمانيا (101,988 طن) والأرجنتين (94,440 طن)، مما يعكس تنوعاً نسبياً في المصادر.

وفيما يتعلق بالقمح الصلب، الذي يعتبر ضرورياً لصناعة بعض أنواع الخبز والمعجنات، فقد بلغت الكميات المستوردة 478,174 طن. وتأتي كندا في صدارة الموردين بكمية 242,000 طن، ما يعكس جودة القمح الصلب الكندي وقيمته في السوق المغربية.

وتحتل إسبانيا المرتبة الثانية بكمية 188,174 طن، مما يشير إلى أهمية الجوار الأوروبي في توفير هذا النوع من الحبوب. كما تم استيراد كميات أقل من الولايات المتحدة الأمريكية (28,000 طن) وإيطاليا (20,000 طن).

وبالنسبة للشعير الذي يعد مكوناً هاماً في قطاع الأعلاف الحيوانية، فبلغت الكميات المستوردة منه 598,215 طن. تتصدر إسبانيا قائمة الموردين بكمية 332,405 طن، مستفيدة من قربها الجغرافي ووفرة إنتاجها.

وتحل روسيا في المرتبة الثانية بكمية 123,400 طن، مما يؤكد على دورها المتزايد كمورد للحبوب إلى المغرب. كما تم استيراد كميات أقل من فرنسا (77,500 طن) وألمانيا (31,000 طن) والأرجنتين (21,000 طن).

وتظهر واردات الذرة تنوعاً أكبر في المصادر، إذ بلغت الكميات الإجمالية المستوردة 1,134,539 طن. وتأتي الأرجنتين في المقدمة بكمية 362,222 طن، تليها البرازيل بكمية 286,000 طن، ثم الولايات المتحدة الأمريكية بكمية 238,547 طن.

كما تم استيراد كميات من أوكرانيا (130,000 طن) وفرنسا (87,770 طن)، مما يعكس استراتيجية لتأمين إمدادات الأعلاف من أسواق عالمية متنوعة.

وتشير البيانات أيضاً إلى استيراد كميات أقل من أنواع أخرى من الحبوب مثل الشيلم (المانيا)، والدخن (إسبانيا)، وبذور اللفت (كندا وأوكرانيا)، وفول الصويا (الأرجنتين والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية)، مما يدل على تغطية المغرب لمجموعة واسعة من احتياجاته الغذائية والزراعية.