منتجو اللحوم يربطون انخفاض الأسعار باستمرار التساقطات ويطالبون بدعم الكسابة

ربط منتجو اللحوم الحمراء في المغرب الانخفاض الملحوظ في الأسعار الذي تشهده الأسواق المحلية باستمرار التساقطات المطرية التي ساهمت في انتعاش المراعي وتوفر الأعلاف الطبيعية.
جاء ذلك على لسان رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي اللحوم الحمراء، عمر أعراب، خلال مشاركة الجمعية في فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، حيث أكد على أن استمرار الأمطار ساهم في تخفيف الضغط على الكسابة فيما يتعلق بتوفير الأعلاف المكلفة.
وأوضح رئيس الجمعية، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن مشاركة هذا العام بسيام 2025 تميزت بعرض 90 رأسًا من العجول المنتقاة من مختلف جهات المغرب، والتي تمثل أجود ما يتم إنتاجه محليًا من السلالات اللحمية.
وأشار إلى أن الجمعية، التي تهتم بالصنف اللحمي من الأبقار، تضم تحت لوائها مجموعة من الجمعيات والتعاونيات المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد، والتي تتحد في إطار ثلاث فيدراليات رئيسية بكل من دكالة، والرباط القنيطرة ونواحيها، والأطلس المتوسط، بالإضافة إلى تعاونيات وجمعيات أخرى في جهات درعة والشمال والجنوب.
واستعرض رئيس الجمعية التحديات الكبيرة التي واجهها القطاع خلال السنوات العجاف الست أو السبع الماضية، والتي تميزت بندرة الأمطار، بالإضافة إلى تداعيات جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا التي أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار الأعلاف.
وأكد أن المهنيين ومربي الأبقار واجهوا صعوبات جمة في توفير الأعلاف لحيواناتهم، رغم المجهودات التي بذلتها الدولة لاستيراد الشعير بأسعار تفضيلية، مشيرًا إلى أن أسعار الأعلاف في المغرب لا تزال مرتفعة بسبب تلك السنوات الصعبة. كما لفت إلى أن الغلاء الكبير في أسعار التبن دفع العديد من الفلاحين والكسابة إلى تقليص قطيعهم.
وفي المقابل، نوه رئيس الجمعية بانتفاع المراعي في العديد من المناطق التي شهدت تساقطات مطرية مؤخرًا، معربًا عن أمله في استمرار هذه الأجواء ليستفيد القطاع بشكل أكبر. ورغم ذلك، شدد على ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي في المواد العلفية والحبوب، متمنيًا استمرار الأمطار خلال الفترة المتبقية من السنة.
وفي سياق آخر، تطرق رئيس الجمعية إلى القرار الملكي الأخير المتعلق بعدم ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى القادم، واصفًا إياه بالقرار الصائب وفي وقته، نظرًا للنقص الكبير الذي شهده القطيع في المغرب. وأكد أنه لولا هذا القرار، لكان القطيع، خاصة الأغنام، سيشهد تقلصًا مهولًا. وأشار إلى أن هذا القرار ساهم بالفعل في انخفاض أسعار اللحوم، سواء الغنمية أو البقرية.
وبالنظر إلى المستقبل، أعرب رئيس الجمعية عن أمله في استقرار الأسعار عند المستويات الحالية في حال استمرار الأجواء المناخية الجيدة. كما ناشد الحكومة بضرورة الالتفات بعين الرحمة إلى الكسابة الذين كانوا قد أعدوا أضاحي العيد، والذين تكبدوا خسائر مالية كبيرة جراء إلغاء الذبح.
وطالب بتقديم دعم عاجل لهؤلاء الكسابة، سواء على شكل أعلاف أو دعم مالي مباشر، لتعويضهم عن خسائرهم وتمكينهم من تجاوز هذه الظرفية الصعبة، خاصة وأن موسم العيد يمثل بالنسبة للكثيرين منهم الموسم الرئيسي لتحقيق دخل مادي.
كما أكد على ضرورة دعم الكسابة الذين لن يتمكنوا من بيع إناث الأغنام المعدة للذبح، لتمكينهم من الاحتفاظ بها وتنميتها للحفاظ على القطيع الوطني وتطويره. واختتم رئيس الجمعية بالتأكيد على أهمية إيصال صوتهم إلى المسؤولين، متمنيًا التفاتة جادة لمطالبهم.