طنجة المتوسط.. حضور لافت بمعرض الفلاحة ودعم متواصل للصادرات الغذائية

يواصل المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (SIAM) فعالياته في مكناس حتى يوم غد الأحد، مسجلًا حضورًا لافتًا لميناء طنجة المتوسط، الذي يؤكد من جديد دوره المحوري في دعم وتنمية الصادرات الغذائية المغربية نحو الأسواق العالمية.
وتحت شعار الدورة “الفلاحة والعالم القروي: الماء في صلب التنمية المستدامة”، يستعرض طنجة المتوسط، خلال الفترة الممتدة من 21 إلى 27 أبريل، بنيته التحتية اللوجستية المتطورة والمخصصة لخدمة مهنيي قطاع الصناعات الغذائية الزراعية، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي.
ويتميز جناح الميناء بعرض مفصل لإمكاناته اللوجستية، خاصة تلك المتعلقة بتسهيل تدفقات الصادرات. وفي هذا السياق، يُسلط الضوء على البنية التحتية “Export Access”، الممتدة على مساحة 19 هكتارًا، والمخصصة حصريًا لمعالجة تدفقات التصدير، بطاقة استيعابية تصل إلى 2100 وحدة يوميًا، مع متوسط زمن عبور لا يتجاوز 3 ساعات.
وقد تم تصميم هذه المنصة خصيصًا لمعالجة صادرات المنتجات المغربية المتنوعة، من النسيج والجلود إلى السيارات والطيران والإلكترونيات والبستنة والمنتجات الطازجة، مما يعكس دورها الحيوي في الحفاظ على تنافسية المنتجات المغربية في الأسواق الخارجية.
ولا يقتصر حضور طنجة المتوسط على استعراض الإمكانات الحالية، بل يكشف أيضًا عن مشروع طموح لتوسيع محطة المسافرين والدحرجة باستثمار يناهز 440 مليون يورو.
ويهدف هذا المشروع الاستراتيجي إلى رفع القدرة الاستيعابية للميناء لمعالجة أكثر من مليون شاحنة TIR سنويًا، وهو ما سينعكس إيجابًا على قدرة مناولة الشاحنات ودعم الصادرات الوطنية بشكل عام، وقطاع الصناعات الغذائية الزراعية على وجه الخصوص.

وتُظهر أرقام عام 2024 الدور المتنامي لطنجة المتوسط في معالجة المنتجات الغذائية الزراعية، إذ تعامل الميناء مع ما يقارب 3.6 مليون طن من المنتجات النباتية المستوردة والمصدَّرة عبر الشاحنات ذات المقطورة، بالإضافة إلى أكثر من 3 ملايين طن من المنتجات النباتية المصدَّرة بالطريقة نفسها.
كما تم شحن 20.3 مليون حاوية نمطية مبردة (EVP)، ما يؤكد مكانة الميناء كمركز رئيسي لعبور هذه النوعية من البضائع الحساسة.
وتشير الإحصائيات إلى أن فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة وهولندا وألمانيا تُعد من أبرز الوجهات لصادرات المنتجات الغذائية الزراعية التي تمر عبر ميناء طنجة المتوسط.
وتشمل قائمة المنتجات الرئيسية المتداولة الحبوب، ومختلف أنواع الفواكه والخضروات كالطماطم والبطيخ والفلفل، والمنتجات الاستهلاكية مثل الشوكولاتة والزبدة والفراولة، بالإضافة إلى الأسماك والمأكولات البحرية والأجبان.
ويُعد توفر خيارات النقل المتعدد الوسائط في طنجة المتوسط، سواء عبر الشاحنات المبردة أو الحاويات المبردة بحرًا، ميزة تنافسية تساهم في توفير حلول لوجستية متنوعة وفعالة للمصدرين الوطنيين، مما يعزز قدرتهم على الوصول إلى الأسواق العالمية بكفاءة عالية.
ويؤكد طنجة المتوسط مكانته كمركز استراتيجي رئيسي يقع على مضيق جبل طارق ويرتبط بأكثر من 180 ميناءً في 70 دولة. وبفضل قدراته المعالجة الضخمة ومستوى إنتاجيته العالية، يترسخ الميناء كقائد في إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، وعنصر حيوي في سلاسل الإمداد العالمية.
كما أن قربه من أوروبا وبعده عنها بـ14 كيلومترًا فقط، يجعله جسرًا بحريًا طبيعيًا يربط بين قارتين، ويسهّل التبادلات التجارية بفضل ميناء متخصص في تدفقات شاحنات الاستيراد والتصدير ونقل المركبات والمسافرين.
يُضاف إلى ذلك التزام المركب المينائي بطنجة المتوسط بتبنّي التكنولوجيا الحديثة وتعزيز الاستدامة في عملياته، من خلال مبادرات تهدف إلى رقمنة الأنشطة وخفض الانبعاثات الكربونية، بما يخدم تحقيق لوجستيات أكثر كفاءة وابتكارًا واستدامة.
وفي سياق متصل، سجّل ميناء طنجة المتوسط أداءً قويًا في نشاط مناولة الحاويات خلال عام 2024، حيث بلغ حجم المناولة 10.24 مليون حاوية نمطية، مسجلًا نموًا بنسبة 18.8% مقارنة بعام 2023.
ويعكس هذا الأداء الثقة الكبيرة التي يوليها المشغّلون المينائيون وخطوط الشحن للميناء، بالإضافة إلى المستوى العالي من الإنتاجية الذي حققته جميع الفرق العاملة. وقد ساهم في هذا الإنجاز تعزيز بعض المرافق، وتشغيل معدات جديدة، وتحسين جداول رسو السفن، مما أدى إلى تقليل أوقات الانتظار والمناورة.
وخِتامًا، يبرز الحضور المستمر والفاعل لطنجة المتوسط في فعاليات SIAM 2025 كدليل على الدور المتنامي الذي يلعبه هذا الميناء الحيوي في دعم القطاعات الإنتاجية المغربية، وعلى رأسها قطاع الصناعات الغذائية الزراعية، وتعزيز قدرتها التصديرية نحو الأسواق العالمية، مؤكدًا بذلك مكانته كبوابة لوجستية رئيسية تخدم الاقتصاد الوطني وتعزز تنافسيته على الصعيد الدولي.
