سياسة

الطريقة البودشيشية تفضح محاولات الجزائر للتغلغل في التصوف المغربي

الطريقة البودشيشية تفضح محاولات الجزائر للتغلغل في التصوف المغربي

استنكرت الطريقة القادرية البودشيشية محاولة توغل الجزائر في التصوف المغربي بتوظيف سياسية فرنسية ذات أصول جزائرية، من خلال ممارسات عَدّتها “آثمة وتمس شرف مؤسساتها وتُسيء إلى رسالتها الروحية والتربوية”، مؤكدة تصميمها الثابت للتصدي لكل من تسوّل له نفسه المساس بها، سواء داخل الوطن أو من خارجه، ومواصلة الدفاع عن حرمتها ومكانتها الراسخة في وجدان الأمة.

وترفض الطريقة القادرية البوتشيشية، بحسب بيان توصلت جريدة “مدار21” بنسخة منه، أي تدخل أجنبي أو وصاية مفروضة، مؤكدة تمسكها الصادق بثوابتها الروحية والشرعية المتجذّرة في البيعة الشرعية لإمارة المؤمنين، وبالقيادة الرشيدة للملك محمد السادس، الذي يوليها رعاية سامية موصولة، تعبيراً عن حرصه على صون المرجعية الدينية للمملكة، وتثبيت قيم الوطنية الصادقة و الإخلاص للوطن.

وأكدت الطريقة أن مثل هذه المؤامرات، مهما تنوعت أدواتها، لن تُثنيها عن أداء رسالتها، بل تزيدها ثباتاً على طريق التربية الروحية، وخدمة الوطن والعرش العلوي المجيد، في كنف الصفاء والوحدة والصدق.

وفي تفاصيل الواقعة، أفادت الطريقة القادرية البوتشيشية بأنها اطّلعت على عدة مقالات منشورة بعدد من وسائل الإعلام تتضمن رسالة صادرة عن سياسية فرنسية ذات أصول جزائرية موجَّهة إلى جهات رسمية مغربية، تطلب فيها التدخل في مسألة دينية داخلية تخص الوضع الصحي لشيخ الطريقة القادرية البودشيشية، جمال الدين القادري البوتشيشي.

وأشارت إلى أنه “تم لاحقاً تسريب هذه الرسالة على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، في سابقة تُثير الاستغراب، لما تضمنته من إيحاء بفرض نوع من الوصاية الخارجية على مؤسسة صوفية مغربية عريقة، ذات إشعاع وطني وعالمي، تحظى بالعناية السامية للملك محمد السادس”.

وعبرت الطريقة عن بالغ اندهاشها من هذا الأسلوب غير المسبوق في التعاطي مع شأن ديني خالص، إذ ترى في هذه الخطوة تدخلاً سافراً في خصوصيات التصوف المغربي، ومساساً مرفوضاً باستقلالية الحقل الديني بالمملكة، لاسيما وأن الملك، كان قد أصدر توجيهاته منذ الوهلة الأولى بتوفير الرعاية الطبية اللازمة لشيخ الطريقة، في إطار رعايته المولوية واهتمامه الدائم بالعلماء وأهل التصوف.

وترى بأن هذا التصرف يأتي في سياق محموم يتسم بمحاولات مكشوفة تهدف إلى تقويض النموذج المغربي الفريد في تدبير الشأن الديني، تقودها جهات جزائرية معلومة الخلفيات، عبر تحركات إعلامية وسياسية ظاهرها التعاطف، وباطنها زعزعة الاستقرار الروحي وضرب مرتكزات المرجعية الدينية المغربية، والتشويش على المكانة الدولية للطريقة، ولاسيما في القارة الأوروبية.

وتضيف أنه “لا يخفى أن النجاحات البارزة التي حققتها الطريقة القادرية البوتشيشية في أوروبا، من خلال تأسيس زوايا نابضة بالحياة وجاليات روحية تنشر قيم التسامح والتعايش والانفتاح، جعلت منها مرجعاً حضارياً وروحياً حقيقياً، وجسراً ممتداً بين المغرب وعمقه الإنساني والدولي، وقد تجلى ذلك بوضوح في الملتقى العالمي للتصوف، الذي أصبح منصة رائدة للحوار بين الثقافات ونشر قيم السلم و السلام الروحي”، مبرزة أن “هذا الحضور المشرّف لم يَرُق أعداء النجاح، ممن يسوؤهم أن تحتل مؤسسة مغربية ذات جذور أصيلة موقع الريادة في المشهد الروحي العالمي”.

وتسترسل بالقول: “ما يُفاقم من خطورة هذه المحاولات أنها لم تقتصر على الخارج، بل امتدت إلى الساحة الوطنية من خلال تجنيد بعض الصحفيين والمتعاونين من الداخل، لتوفير غطاء داخلي يُضفي المصداقية الزائفة على هذه التحركات، ضمن مخطط يستهدف النيل من وحدة الطريقة، وتشويه رموزها، والمس بمكانتها في الفضاء الديني الوطني والدولي”.

واتخذت الطريقة القادرية البوتشيشية خطوة بانتداب هيئة من المحامين والخبراء، شرعوا في مباشرة الإجراءات القانونية اللازمة، وتقديم الشكايات ضد موقع إلكتروني غير مرخّص ينتحل صفة منبر إعلامي ورقي، لم يعد يصدر منذ سنوات، ويديره أفراد صدرت في حقهم أحكام قضائية باتة في قضايا تتعلق بالاحتيال والابتزاز، وتم منعهم من ممارسة أي نشاط صحافي أو إعلامي.

وتوجهت الطريقة القادرية البودشيشية، باسم مشيختها ومريديها في مختلف أنحاء العالم، بخالص “الشكر والامتنان والعرفان إلى الملك محمد السادس، على رعايته المباركة واهتمامه الدائم بشؤونها، سائلةً الله جل وعلا أن يحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم وأن يقر عينه بولي عهده المحبوب الأمير مولاي الحسن وصنوه السعيد مولاي رشيد و سائر أفراد الأسرة العلوية الشريفة وأن يمنّ على شيخها جمال الدين القادري البوتشيشي، بموفور الصحة والعافية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News