دين وحياة

المجلس العلمي يدشن حوارا غير مسبوق مع مسؤولين ومؤسسات دستورية

المجلس العلمي يدشن حوارا غير مسبوق مع مسؤولين ومؤسسات دستورية

احتضن المجلس العلمي الأعلى، أمس الأحد، بمقره في مدينة الرباط، لقاء تواصليا هاما وغير مسبوق، جمع نساء ورجال الدولة من شتى المؤسسات المغربية، باختلاف اختصاصاتها، لتقديم آراء متقاطعة تبرز أهمية الدين والأخلاق في حياة المجتمع، وتنبه لعدد من الظواهر المستعصية داخل بلادنا، وما يستدعيه ذلك من إسهام مختلف المتدخلين في تبليغ المجتمع.

الجلسة التي حضرها وزراء حاليون وسابقون، ومسؤولو مؤسسات دستورية وأمنية وفكرية، والتي تأطرت في سياق خطة “تسديد التبليغ”، دشنت حوارا إيجابيا بين علماء الدين وباقي المسؤولين، قدمت خلالها مداخلات قيمة قاربت أهمية الدين والتدين في حياة الأفراد والمجتمع من مختلف الزوايا، بما يكفل الحياة الكريمة والآمنة للمجتمع قاطبة.

ولاقت المبادرة التي نظمها المجلس العلمي العلمي الأعلى استحسانا بالغا من لدن الرأي العام، لكون الحوار ابتعد عن لغة المزايدات والجدل العقيم، واقترب أكثر من الصياغة الجماعية لأجوبة عن الأسئلة المجتمعية، التي تستدعي تظافر جهود الجميع.


ولا أدل على جودة اللقاء ومخرجاته من طبيعة الحضور القيم والرفيع، حيث شهد اللقاء تقديم كلمات من المفكر المغربي علي بنمخلوف، مدير معهد الدراسات الإفريقية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات ببنجرير، كذا بوبكر سبيك، المراقب العام للشرطة والناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

وعرف اللقاء كذلك حضور شخصيات تسهر على تدبير الشأن العام في الوقت الحالي من شتى القطاعات، ويتعلق الأمر بنزار بركة وزير التجهيز والماء، وفوزي لقجع الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، ومصطفى بايتاس الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة.

ومن جهة أخرى حضر اللقاء مسؤولو مؤسسات مهمة، بينهم محمد عبد النباوي الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، وزينب العدوي الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات، وآمنة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان.

وحضر اللقاء التواصلي مسؤولون سابقون، ويتعلق الأمر بعواطف حيار الوزيرة السابقة للتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وخالد آيت الطالب وزير الصحة السابق، وسعد الدين العثماني رئيس الحكومة السابق.

وبصمت المداخلات على مقاربات متنوعة وقيمة، أكدت نجاح المجلس العلمي الأعلى في تدشين حوار غير مسبوق، وفي تعبئة مختلف المسؤولين للانخراط في الجهد الجماعي لإصلاح المجتمع من مختلف المداخل الممكنة.

ولخص سعيد شبار، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، أهداف اللقاء التواصلي، مؤكدا “اقتناع العلماء بأنه بقدر ما يتحقق التبليغ المسدد ويتم التعامل مع تقويم التدين الأخلاقي بمجهود الجميع، بقدر ما ستخف الكلفة المادية والنفسية على الأفراد والجماعات وعلى الدولة”، مشيرا إلى اقتناع العلماء بأن “النجاح التدريجي لهذا التعاون من شأنه أن يبني نموذجًا تتوفر شروطه السياسية والمعنوية في المملكة المغربية”.

واعتبر شبار أن هذا اللقاء “تجربة أولى لاستماع العلماء للخبراء، وهم يتحدثون من منطلق السؤال المطروح عليهم حول دورهم في التبليغ، لذلك فإن العلماء بعد الاستماع والنظر المتفحص في الأفكار سيقترحون الكيفيات التي يمكن أن يستمر بها هذا الحوار غير المسبوق”.

ولفت شبار إلى حرص العلماء على “استحضار الإقناع بأن المقصود سواء من التبليغ أو الحوار مع الأطراف الأخرى هو الآثار العملية المحسوسة وليس المجادلات النظرية مهما كان نوعها، ولذلك حرص المجلس على حضور فعاليات إعلامية للشهود على هذا القصد المشترك، لا للتعليق على ما يمكن أن يكون قد عبر عنه هذا المتدخل أو ذاك، لأن هؤلاء المتدخلين تحلوا بشجاعة كبرى للكلام في سياق غير مألوف، وأعانهم في ذلك حسن ظنهم بالعلماء ورغبتهم في تشجيعهم”.

وشدد على أن “التبليغ المسدد يكون من الآن فصاعدًا في الميدان، وانطلاقًا من المساجد، وبتدخل المبلغين في مختلف الفضاءات التربوية والاجتماعية عبر خطب الجمعة، والوعظ والإرشاد، والتواصل المباشر، والإعلام المسموع والمرئي والرقمي الذي تشرف عليه المجالس العلمية المحلية بتأطير العلماء والعالمات، والمرشدين والمرشدات، والوعاظ والواعظات، والأئمة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News