ما الذي يلزم المغرب للظفر بالعضوية الدائمة لمجلس الأمن؟

بشكل صريح، عبرت المملكة المغربية عن طموحها في الظفر بعضوية دائمة في مجلس الأمن، وذلك على لسان السفير والممثل الدائم لها لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عمر هلال، الذي أشار إلى أن المغرب يعد البلد المؤهل أكثر من غيره الذي يتوفر على أكبر “شرعية” لتمثيل القارة الإفريقية.
وسجل هلال أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، يملك القدرة على تمثيل القارة والدفاع عن قضايا ومصالح إفريقيا، معتبراً أن “المملكة مؤهلة لأن تصبح عضوا في مجلس الأمن، لأنه وبكل بساطة، فإن المعيار الأساسي للحصول على العضوية يتمثل في المساهمة في السلم والأمن في العالم، ولا سيما من خلال المساهمة في قوات حفظ السلام”.
وذكر المسؤول المغربي أن المغرب ظل منذ الستينات من القرن الماضي من أكثر البلدان نشراً لجنوده في إطار مهام حفظ السلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في جهات العالم الأربع، مشيراً إلى أن القوات المسلحة الملكية اضطلعت بدور أساس، خاصة في إفريقيا، بفضل معرفتها بالثقافة الإفريقية، واللغة، وكذا العمل الاجتماعي الذي توفره للسكان والنهوض بالحوار بين مختلف المجتمعات، وذلك تنفيذاً للتوجيهات الملكية.
وتابع هلال بأن هناك معياراً آخر للمساهمة في الأمن الدولي يتعلق بالديمقراطية، حيث ظلت المملكة المغربية، دولة الحق والقانون، متشبثة بالقيم الكونية واحترام ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة.
الباحث في العلاقات الدولية وشؤون الصحراء، نوفل بعمري، لفت إلى أن المغرب منذ ترؤسه لمجلس حقوق الإنسان وهو يطرح ضرورة إصلاح مختلف المؤسسات التابعة للأمم المتحدة بما فيها مجلس الأمن، خاصة على مستوى عضويتها وتوسيع دائرة الدول الأعضاء دائمي العضوية بمجلس الأمن.
وقال بعمري في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إن الشكل ظل مرتبطاً بظروف النشأة والحرب، خاصة الباردة منها، إذ عكست العضوية التوازن الدولي الذي كان آنذاك، وتحولت القارة الإفريقية إلى قوة ذات حضور دولي سواء داخل الأمم المتحدة أو خارجها، ومن هنا طرحت فكرة تخصيص مقعد على الأقل لهذه القارة.
وأبرز في السياق نفسه، أن المغرب بادر إلى طرح نفسه كممثل للقارة الإفريقية داخل مجلس الأمن لعدة اعتبارات منها دوره في حفظ السلم والأمن الدوليين، ودوره الكبير داخل إفريقيا على مستوى التنمية والديمقراطية، وتحوله إلى مترافع عن مصالحها الإقليمية داخل الأمم المتحدة.
وأوضح الباحث في العلاقات الدولية وشؤون الصحراء في حديثه للجريدة أن تحركات المغرب أثبتت أنها كلها مناصرة لقضايا القارة دون استثناء، إلى جانب مواقفه المتزنة من عدة صراعات دولية منها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والصراع الروسي الغربي داخل أوكرانيا.
وخلص إلى أن المغرب لا يلزمه سوى الاستمرار في ترافعه الدولي وحشد الدعم له داخل إفريقيا وخارجها، انطلاقاً من الدعم الأمريكي والعربي والأوروبي كذلك، مسجلاً أن غالبية الدول العظمى في القارة الإفريقية تصطف مع المغرب في مشروعه، ومشيراً إلى أن الرباط يجب عليها أن تحافظ على هذا الالتفاف وتقوي من حجم التحركات الدبلوماسية لدعم عضويتها داخل مجلس الأمن كعضو دائم له حق الفيتو.