هل تُصحّح أوروبا الاختلالات وتعيد رسوم تأشيرات شنغن المرفوضة للمغاربة؟

رغم أن اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء المغربية يعد نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، فإن هناك تحديات مثل سياسات تأشيرات الشنغن ما زالت قائمة، وذلك وفقاً لما سجلته سفيرة المغرب في فرنسا.
واعتبرت سيتايل أنه رغم هذا التقدم، فإن “الأمور ليست كلها على ما يرام.. ما تزال سياسات تأشيرات الشنغن تظلل العلاقات. وغالباً ما يدفع المتقدمون المغاربة رسوماً باهظة للحصول على تأشيرات يتم رفضها بشكل متكرر”.
ووصفت سيتايل هذه الممارسة بأنها “غير لائقة”، مطالبة بضرورة “معالجة هذه الوضعية”، قائلة: “على أوروبا تصحيح هذا.. فمصداقية نظام إصدار التأشيرات بين الشعوب الإفريقية هي على المحك”.
وأكدت المسؤولة الدبلوماسية المغربية أن العلاقة بين فرنسا والمغرب عادت إلى طبيعتها بعد سنوات من التوتر. وشكلت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمملكة أواخر أكتوبر نقطة تحول، معتبرة أن الأخيرة لم تكن زيارة بروتوكولية فحسب.
وقالت إن إقرار فرنسا بالوحدة الترابية للمغرب كان لحظة توافق حقيقية، وثمرة جهد ملحوظ لبناء الروابط الدبلوماسية والاقتصادية، وتمهيد الطريق لتعاون أكبر في مجالات التجارة والأمن والهجرة.
ووصفت سميرة سيتايل، سفيرة المغرب في فرنسا، هذا الاعتراف في مقابلة مع قناة “TV5 Monde” الفرنسية بأنه “اعتراف بالحقيقة”، وأوضحت أن قرار فرنسا لم يكن تنازلاً أو خدمة.
وبهذا الصدد، أضافت سيتايل في المقابلة المصورة مع القناة: “الاعتراف من باريس بسيادة المغرب على الصحراء ليس هدية. الأرشيفات تكشف أن هذه الأرض كانت دائماً جزءاً من المملكة المغربية”.
وقد وجهت النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، حنان أتركين، سؤالاً كتابياً إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، حول دراسة تمكين المغاربة الذين يتم رفض طلباتهم للحصول على تأشيرة “شنغن” من استرجاع رسوم التأشيرة، التي يقول تقرير إنها كلفتهم ما يناهز 118 مليون درهم خلال العام الماضي.
وأوضحت أتركين، في سؤالها، أن المغاربة يقبلون بشكل كبير ومتزايد سنة تلو الأخرى على تقديم طلبات الحصول على تأشيرة شنغن، حيث احتلوا، وفقاً لتقرير المفوضية الأوروبية، المرتبة الرابعة عالمياً والأولى عربياً وإفريقيا من حيث الطلبات المقدمة للحصول على تأشيرة “شنغن” خلال العام 2023.
وأضافت النائبة البرلمانية أن تقديم هذه الطلبات أصبح لدى شريحة واسعة من المغاربة مرادفاً لاستنزاف طاقتهم المالية والنفسية أيضاً، بسبب صعوبة الحصول على المواعيد واستحواذ السماسرة عليها، والتأخر الكبير في الرد على طلباتهم من قبل قنصليات بعض الدول.
وأكدت حنان أتركين أنه بعد تجاوز كل العراقيل المرتبطة بتقديم طلب الحصول على تأشيرة شنغن، يجد العديد من المغاربة أنفسهم أمام رفض طلباتهم، حيث أفاد تقرير المفوضية الأوروبية المشار إليه أعلاه بأن دول منطقة شنغن رفضت 136 ألفاً و367 طلب تأشيرة تقدم بها مغاربة، وقد كلف هذا الرفض جيوب المغاربة ما يقارب 118 مليون درهم غير قابلة للاسترجاع.
وأشارت إلى أن رفض طلب الحصول على الفيزا من قبل الدول يدخل ضمن اختصاصات دول الاتحاد الأوروبي التي لا يمكننا الخوض فيها، متسائلة عن دراسة إمكانية تمكين المغاربة الذين يتم رفض طلباتهم للحصول على فيزا شنغن من استرجاع رسوم التأشيرة.