خبراء يربطون “أحداث الفنيدق” بتدهور الأوضاع السوسيوـ اقتصادية للشباب

أرجع خبراء في مجال الهجرة والتحليل النفسي سبب الأحداث التي عاشتها مدينة الفنيدق في الأيام السابقة إلى “البطالة وحالة اليأس التي يعيشها الشباب المغربي”، مؤكدين أن “الحكومة لا تحرك ساكنا رغم الإشارات الملكية وأن أحداث الفنيدق سببها هو انسداد الآفاق أمام الشباب مع عدم استبعاد احتمالية وجود أطراف خارجية تريد ضرب ما حققه المغرب من منجزات وتحاول أن تبتز المغرب وتخلق البلبلة في الفضاء المتوسطي”.
في هذا الصدد قال عبد الفتاح الزين، الخبير في الهجرة ومنسق الشبكة الإفريقية للهجرة والتنمية، إن “الحكومة لم تحرك ساكنا بينما الجنوب جرفته الفيضانات والفنيدق يعيش على وقع أحداث غير مسبوقة على الرغم من الإشارات الملكية التي ينتظر المواطنون تطبيقها”.
وأكد الزين، في تصريح لجريدة “مدار21” الاكترونية، أن “الفاعل السياسي لا يفكر إلا في مقعده”، مقتبسا مقتطفا من أحد الخطابات الملكية حين قال بـ”أن المغاربة لا يتقون في الفاعل السياسي”، مشيرا إلى أن “أحداث الفنيدق سببها هو انسداد الآفاق أمام الشباب كما أن هناك عوامل خارجية غذَّت تلك الأحداث منها امتداد آفاق الهجرة أمام الشباب منذ صدور الميثاق الدولي للهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية إلا أن بعض الدول أخلت بهذا الميثاق رغم أنه غير ملزم”.
وسجل الزين أن وسائل التوصل الاجتماعي أصبحت “وسيلة لتهيج وتأليب الرأي العام”، مبرزا أن “هناك أطراف في المنطقة تستغلها لضرب ما حققه المغرب من منجزات وتحاول أن تبتز المغرب وتخلق البلبلة في الفضاء المتوسطي”.
ومن جانبها قالت بشرى المرابطي، أخصائية نفسية وباحثة في علم النفس الاجتماعي، إن “الأسباب الحقيقية للهجرة هي أسباب اقتصادية محضة، مثل البطالة والمخدرات وعدم القدرة على لتمتع بالحقوق الأساسية التي تضمن العيش الكريم، والشباب المغاربة يعيشون حالة يأس”، مشددة على أن “الهجرة لا ينبغي أن نحولها إلى إشكال الثقافي أو تاريخي بل ينبغي أن تكون على طاولة الحكومة في الدخول السياسي الجديد، لكن الهجرة والتشغيل ليست ضمن الملفات التي سوف تناقشها الحكومة”.
وأردفت الباحثة في علم النفس الاجتماعي “المغاربة يعانون من غلاء المعيشة وضعف الأجور وقلة فرص الشغل، هذا ما يجعلهم يفكرون في الهجرة” الفئات التي لديها أجور محترمة، وتعيش حياة كريمة ولديها تغطية صحية، وتستطيع أن تدرس أبناءها، لا تفكر في الهجرة”.
وكشفت المرابطي أن “الإحصائيات الرسمية تقول بأن الألاف من المقاولات الصغرى تفلس سنويا، وآلاف الأشخاص يخسرون وظائفهم كل سنة، إضافة إلى ارتفاع معدل البطالة بعد جائحة كورونا، ماذا فعلت الدولة لإنقاذ هؤلاء الأشخاص؟، ماهي البدائل التي تقدمه لهم لمنعهم من الهجرة؟”.
وسجلت الأخصائية النفسية ذاتها، في حديثها مع جريدة “مدار 21″، أن “الإحصائيات تقول بأنه تم إيقاف 140 طفل من بين الشباب الذين حاولوا الهجرة عبر معبر سبتة المحتلة، وهذا يرجع إلى الثقافة السائدة في تلك المنطقة، فإسبانيا عندما تستقبل المهاجرين القاصرين تعلمهم اللغة وتساعدهم على إكمال دراستهم أو تعلمهم حرفة ما”.
وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أن “الدول الأوربية لا تقبل هجرة الشباب لكنها تقبل هجرة القاصرين، لأنهم فئة هشة وقابلة لإعادة التنشئة ويسهل إدماجهم، والبلدان الأوربية المستقبلة تربح مواطنين جدد يساعدون في التخفيف من الأزمة الديمغرافية وأزمة اليد العاملة التي تعاني منها أوروبا”، مؤكدة أن “الدول الأوربية لها خطابين متناقضين، فهي ترفض هجرة شباب دول الجنوب، لكنها ترحب بهجرة القاصرين، لأنها تستفيد منهم، وهذا ما يشجع القاصرين على محاولة الوصول إلى الأراضي الأوروبية”.