حمضي: تسجيل المغرب إصابة بجدري القردة لا يدعو للقلق ويدل على فعالية نظام المراقبة

أكد الطيب حمضي، طبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن تسجيل أول حالة لفيروس جدري القرود بالمغرب لا يدعو إلى القلق وأمر عادي، مشددا على أن رصد هذه الإصابة يدل على فعالية نظام المراقبة ببلادنا.
وقال حمضي، في تصريح لجريدة “مدار21″، إن رصد أول حالة إصابة بجدري القردة منذ مارس الماضي “ليس مفاجئا ولا يدعو للقلق مطلقا، لأن نظام المراقبة واليقظة لا يهدف إلى منع الفيروس من الدخول إلى أي بلد”، مؤكدا أن “فيروس جدري القرود ينتقل بسرعة من إنسان إلى آخر، ويمكنه أن يدخل إلى أي دولة”.
وأضاف الباحث في السياسات والنظم الصحية أن “هدف نظام المراقبة هو الكشف على حالات الإصابة بشكل مبكر للحالات الوافدة، والهدف الثاني هو التخفيض من انتشار الفيروس محليا، والهدف الثالث هو التكفل بالحالات المصابة وعزلها لتفادي نشرها للفيروس ولتجنب حدوث مضاعفات”.
وأوضح لمتحدث ذاته أنه “لا شيء يدعوا للقلق، وما يمكن للمواطنين فعله لتفادي انتشار هذ الفيروس هو الحرص على النظافة، وعزل الحالات التي ظهرت عليها أعراض تشبه أعراض الفيروس وعدم الاختلاط معها”.
ونبّه الطيب حمضي إلى أنه “لا يجب أن ننتظر حتى ينتشر المرض لاتخاذ الإجراءات الاحتياطية بل يجب أن نحتاط من الآن لتفادي انتشار جدري القردة، وكل من ظهرت عليه أعراض الفيروس يجب أن يتوجه إلى الطبيب لكي يجري عملية الفحص، وذلك من جل حماية أنفسنا وبلادنا”.
وأعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مساء أمس الخميس، تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بمرض جدري القردة (إم-بوكس) في المغرب، في إطار المنظومة الوطنية لليقظة والرصد الوبائي، وتنفيذاً لسياستها التواصلية.
وأوضحت وزارة الصحة، في بلاغ توصلت “مدار21” بنسخة منه، أن الحالة تم اكتشافها ضمن البروتوكول الصحي المعتمد في المملكة منذ بدء هذا الإنذار الصحي العالمي، مؤكدة أن المصاب خضع للرعاية الصحية اللازمة في أحد المراكز الطبية المتخصصة بمدينة مراكش، وهو في حالة صحية مستقرة لا تستدعي القلق.
وشددت على أن المصاب يتلقى الرعاية الطبية المناسبة وفقاً للإجراءات الصحية المعتمدة، ويخضع للمراقبة الطبية الدقيقة لضمان استقرار حالته، كما تم تفعيل إجراءات العزل الصحي والمتابعة الطبية اللازمة وفقًا للمعايير الصحية الوطنية والدولية.
وكشفت وزارة الصحة أنه مباشرة بعد التوصل بنتائج التحاليل المخبرية للحالة المؤكدة، باشر المركزان الوطني والجهوي لعمليات طوارئ الصحة العامة، بالإضافة إلى فرق الاستجابة السريعة، التحريات الوبائية المعتمدة من أجل حصر لائحة جميع المخالطين للمصاب، بغية مراقبتهم واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع تفشي الفيروس، وفقاً لمعايير السلامة الصحية الوطنية والدولية. ولم تظهر على المخالطين أية أعراض حتى الآن.
وأكدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أنها ستستمر في التواصل مع الرأي العام الوطني، وإخباره بكل المستجدات المتعلقة بالوضع الوبائي بانتظام، كما دأبت على ذلك منذ بداية هذا الإنذار الصحي العالمي.
ودعت المواطنين إلى الاعتماد على المصادر الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة وتجنب نشر الشائعات أو المعلومات غير المؤكدة، مع الالتزام بالتدابير الوقائية الموصى بها، مثل غسل اليدين بانتظام، وتجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين أو المشتبه في إصابتهم، والحرص على النظافة الشخصية.