أحلام “الفردوس الأوروبي” تُغرّر بقاصرين للمخاطرة بأرواحهم بسواحل سبتة المحتلة

شهدت سواحل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتان بداية الأسبوع الجاري تدفقا لقاصرين مغاربة استغلوا الضباب ليتمكنوا من السباحة عبر سواحل مدينة المضيق صوب مدينة سبتة المحتلة.
وأمس الإثنين، رحلت سلطات إسبانيا 500 مهاجر إلى المغرب، دخلوا أراضيها بشكل غير قانوني، واعترضت أكثر من 50 مرشحا للهجرة على الحدود الجنوبية لسبتة المحتلة.
واللافت، ما أكدته صحيفة “ذي أوبجيكتيف” بأن العديد من القُصَّر نجحوا في عبور البحر سباحة من المغرب صوب سبتة، “مستغلين الضباب الذي غطى الساحل، مما أبقى السلطات في حالة تأهب دائم”.
وبهذا الصدد، يرى عبد الجبار شكري، باحث في علم النفس وعلم الاجتماع، أن الأطفال والمراهقين غالبًا ما يتأثرون بما يسمعونه من الكبار في محيطهم، سواء كانوا من أفراد العائلة، الجيران، أو الأصدقاء. هؤلاء الكبار، في الغالب، هم من الشباب الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على فرص عمل رغم جهودهم المستمرة وبحثهم المضني”.
ولفت شكري، في حديثه لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إلى أن هذه الفئة من الشباب العاطل عن العمل باتت ترى في أوروبا الحل الأمثل لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم، حيث يعتقدون أن الهجرة إلى تلك البلاد هي السبيل الوحيد للخروج من دائرة الفقر والبطالة التي تحاصرهم.
وأورد المتحدث نفسه أن هذا التصور المتعلق بالهجرة إلى أوروبا لم يقتصر فقط على الشباب، بل انتقل أيضًا إلى عقول القاصرين، إذ نجدهم يحملون نفس الصورة النمطية التي تربط بين الهجرة وأمل تحسين الحياة.
وأكد شكري أن أسباب رغبة القاصرين في الهجرة يمكن تفسيرها من خلال العديد من عوامل، كتأثرهم العميق بإخوانهم وأقاربهم العاطلين عن العمل، حيث يرونهم يعيشون في ظل ظروف قاسية من الفقر والمرض والبطالة، مبرزا أن هذا التأثر يغذي لديهم الشعور بأن مستقبلهم سيكون أفضل إذا ما اتبعوا نفس الطريق الذي يسعى إليه أولئك الشباب.
وشدد الباحث في علم النفس والاجتماع أن القاصرين يتأثرون بالنماذج الإيجابية التي يمثلها الشباب المهاجر إلى أوروبا، والذين نجحوا في العثور على عمل هناك، مضيفا أن “هؤلاء الشباب المهاجر أصبح قدوة لقاصرين، حيث يُنظر إليهم على أنهم نجحوا في تحقيق طموحاتهم وأهدافهم بفضل هجرتهم، ولذلك بات عدد المهاجرين يتضاعف للوصول إلى سبتة بحرا”.
كما أكد الباحث في علم النفس والاجتماع أن الصورة السلبية المتداولة بين بعض المواطنين عن الأوضاع في المغرب، بالمقارنة مع أوروبا، تسهم في تعزيز رغبة القاصرين في الهجرة، وزاد موضحا “فالشعور السائد بتدني الوضع الاقتصادي والاجتماعي في المغرب، وانتشار المحسوبية والرشوة، وضعف فرص العمل، وغياب العدالة والقانون، كل هذه العوامل تضافرت لتدفعهم إلى الاعتقاد بأن الهجرة إلى أوروبا هي السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل أفضل”.