هل يؤثر الارتفاع الصاروخي لأسعار اللحوم على الأنماط الغذائية للمغاربة؟

أجبرت العديد من العائلات المغربية على عادة النظر في عاداتها الغذائية، بعد موجة ارتفاع الأسعار التي شملت العديد من المواد الأساسية، وعلى رأسها اللحوم الحمراء.
فاطمة بجاوي، ربة بين، تقصد سوق الحي من حين لآخر، وتقول إنه بسبب الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم الحمراء مؤخرًا، أصبحت غير قادرة على شرائها بشكل منتظم، في وقت كانت تقتنيها مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع في السابق.
وأضافت في حديثها لـ”مدار21″، أنه الآن أصبح من الصعب جدًا تحمّل تكاليف اللحم الأحمر، وتحاول تعويض ذلك بزيادة استهلاكها للخضروات والبقوليات، مشددة على أن السبيل لموازنة نمطها الغذائي هو اقتناء الدواجن والأسماك رغم ما تعرفه هي الأخرى من ارتفاع في الأسعار.
وتعي فاطمة أن تعويض اللحوم الحمراء في النمط الغذائي أم صعب رغم وجود خيار لحم الدواجن والسمك، سيما مع استمرار تراجع القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة، مؤكدة أنها “لم تعد قادرة على استهلاك المنتجات نفيها التي كانت تقتنيها سابقا”.
في الجهة المقابلة، يؤكد عبد الرحمان كيناوي، هو الآخر رب أسرة، أم موجة الغلاء لم تؤثر على نمط أسرته الغذائية، مؤكدا أنه رغم ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء فلا يستطيع الاستغناء عنها تمامًا، لكنه قلّل من الكميات المستهلكة مقارنة بالسابق.
ويعتبر عبد الرحمان اللحوم جزءًا مهمًا من النظام الغذائي لعائلته، كما يحاول جاهدا توفيرها من خلال التوجه لأسواق شعبية ذات جودة وأقل ثمنا لإقتنائها على الأقل ثلات مرات في الأسبوع، مشددا على أن الجودة الغذائية تستحق التضحية.
وفي السياق ذاته، صرّح جزار في منطقة سيدي بوعثمان ضواحي مراكش، وهي محطة لاستراحة المسافرين، بأنه رغم الارتفاع الملحوظ في أسعار اللحوم الحمراء، فالإقبال على محلات الجزارة ما يزال كبيرًا، مضيفا في تصريحه لجريدة “مدار21″، أن لحوم المنطقة تتمتع بجودة عالية وشهرة واسعة بين المواطنين المغاربة.
وأضاف أن “المستهلكين يقدرون القيمة الغذائية والجودة التي نقدمها، وهذا ما يجعلهم مستمرين في الإقبال على شرائها رغم الغلاء”.
لكن هذا لم يمنع المهني ذاته من الشكوى من تأثير ارتفاع الأسعار سلبًا على الجميع، سواء من حيث تكلفة تربية المواشي أو تقديم اللحوم بسعر يناسب المستهلك، مضيفا أن “سعر الكيلوغرام الواحد من اللحوم الحمراء يمكن أن يصل إلى 100 درهم، وهو مبلغ ليس بالقليل بالنسبة للكثير من العائلات وبالنسبة لقدرتهم الشرائية”.
وأورد المتحدث نفسه أن امتلاكه للمواشي الخاصة به مكنه من تقديم أسعار أقل من المعتاد مقارنة ببعض المحلات الأخرى، لافتا إلى أن هذا الأمر “يساهم في تخفيف العبء قليلاً على الزبائن الذين يأتون خصيصًا إلى سيدي بوعثمان للحصول على لحوم حمراء ذات جودة غذائية ممتازة”.