سب وكلام نابٍ.. سلوكات تخدش “الصورة الاعتبارية” للفنان المغربي

دخل المغني الشعبي المعروف بـ”سعيد ولد الحوات” إلى دائرة الجدل هذا الأسبوع بسبب مقطع فيديو وثق تلفظه بعبارات شتم وسب وتهديد في حق أحد الأشخاص، مما فتح باب النقاش حول الصورة الاعتبارية للفنان أمام الجمهور، وعن طبيعة مساءلته والرقابة عليه من قبل المتتبعين للشأن الفني.
وظهر “ولد الحوات” الذي يستقطب قاعدة جماهيرية عريضة في سهراته وحفلاته من محبي الفن الشعبي، في مقطع فيديو بمهرجان “البئر الجديد”، وهو يتلفظ بعبارات قدحية، في صورة عدها البعض “مسيئة” لا تعكس دور الفنان الذي يؤثر في شرائح مجتمعية بسلوكاته وأعماله.
ووثق مقطع الفيديو تدخلات مجموعة من الأشخاص الذين يرافقونه في هذا الحدث، والذين عوض تصحيح سلوك المغني الشعبي، عمدوا إلى توجيه عبارات مشابهة، في “تصرف” وصف بـ”الهمجي”، مما يسائل أيضا فرق عمل الفنانين التي يناط بها الحفاظ على الصورة العامة للفنان.
ولا يقتصر حضور هذا المغني الشعبي فقط على السهرات الخاصة، بل يشارك في العديد من المهرجانات التي تنظمها وترعاها جهات رسمية من قبيل “مهرجان تيفلت” و”مهرجان أسفي” و”سطات” وغيرها من التظاهرات المحلية.
ولم تكن هذه الواقعة الأولى، التي يوضع فيها فنان مغربي في قفص الجدل بسبب سلوك يخالف الذوق العام، إذ فتح سلوك “الغراندي طوطو” على خشبة أحد مسارح تظاهرة فنية سابقة، شتم فيها أحد الحاضرين، النقاش حول من يسائل الفنان ويراقبه.
وخلق الكوميدي عبد الفتاح جوادي في وقت سابق، أيضا جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تدوينة يتمنى فيها حدوث المزيد من الزلازل وإلحاق الدمار بالمغرب وغياب التساقطات المطرية، كما سبقه تصرف الممثل رفيق بوبكر الذي تحدث في الدين بشكل مسيئ، وهو في حالة سكر، مما وضعه في قفص الاتهام، وقاده إلى التحقيق.
وتحول الفنان المغربي الشاب أيمن السرحاني بين عشية وضحاها، من نجم الأغنية الشبابية إلى موضوع تدوينات وتعليقات غاضبة وناقمة ومستاءة منه بسبب ما تفوه به في بث مباشر على تطبيق “تيك توك”، بعدما ظهر في حالة غضب شديد، ووزع الشتائم، وسب الذات الإلهية خلال حديثه، ما جعله موضوع هجوم من قبل نشطاء، طالبوا بمحاسبته، في وقت سابق.
وبسبب خطأ تقني، وجد أصحاب عرض “نوستالجيا” بمراكش، أنفسهم في ورطة وفضيحة أخلاقية، إثر نسيان ملتقط الصوت “الميكروفون” يعمل دون عزله عن مسامع الحاضرين، مما أدى إلى تسرب حديث خاص تضمن كلمات نابية، بشكل عده البعض يقلل من صورة “الفنان” ويسيئ إلى العرض التاريخي الذي ترعاه وزارة الشباب والثقاقة والتواصل.
وفي حديث لجريدة مدار21، قال النقيب أيوب ترابي، إنه ليست هناك أي رقابة على الفنانين وأنشطتهم الفنية سواء الإبداعات الفنية أو السهرات.
وأرجع ترابي هذا الاختلال وغياب الرقابة الصارمة إلى التعددية النقابية والانتماءات، إذ توجد بحسبه “أزيد من 14 نقابة فنية حسب التخصصات والأنماط ومنها الشاملة كالنقابة المهنية لحماية ودعم الفنان، ما يجعل المحاسبة أو الرقابة شبه مستحيلة لأن هناك الفنان المستقل نقابيا وكذا المنتمي”.
واقترح اعتماد بعض النقابات القانونية بجموعها العامة وأنشطتها وهيكلتها لكي تساهم إلى جنب الوزارة في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والمهني للفنان المغربي، والدفاع عن حقوقه المشروعة مع ظبط عمله في المجال من خلال تطبيق مساطر وتقنين العمل في كل نمط وتشكيل لجان مشرفة ومواكبة لكل الممارسات الفنية.