ما بعد البرناكي.. الوداد أمام مفترق طرق و”شبح” الناصيري يطارد الرئيس الجديد

تفرض أزمة فريق الوداد الرياضي نفسها بقوة على الساحة الرياضية، خاصة وأن بريق الفريق تراجع مؤخراً، في وقت أحرز غريمه التقليدي الرجاء الرياضي لقب البطولة الاحترافية، مما أضاف مزيدا من الضغوط والتحديات على كاهل الوداد.
تساؤلات عديدة تطرحها الجماهير الحمراء بحسرة عن أسباب هذا التراجع المؤلم، وعن المستقبل الذي ينتظر فريقهم في ظل هذه الظروف العاصفة، بينما تتجه الأنظار نحو الرئيس القادم الذي سيحمل على عاتقه مسؤولية إعادة بناء الفريق.
وبذلك، تتزايد التوقعات بين أوساط متتبعي الشأن الرياضي عموما، ومشجعي الفريق الأحمر بالخصوص، حول الشخصية الأنسب لقيادة الوداد في هذه المرحلة الحساسة، وحول المعايير التي يجب أن يتمتع بها هذا الرئيس، والخطوات الضرورية التي يجب أن يقدم عليها لإنقاذ الفريق من محنته هاته.
وفي هذا الصدد، يرى الاستشاري والمتخصص في التدبير الاستراتيجي لأندية كرة القدم، أيوب قطاية، أن هشام آيت منا هو الرئيس الأنسب لقيادة سفينة فريق الوداد الرياضي خلال المرحلة الحالية، باعتباره يتوفر على تجربة سابقة في تسيير فريق شباب المحمدية، والذي عاش رفقته لحظات عديدة في الأقسام السفلى قبل أن يصعد به للقسم الاحترافي، مما خول له “تمرسا” في التعامل مع الأزمات والإكراهات والمنظومة الكروية لفريق كرة القدم.
وأكد أيوب قطاية، في تصريح لجريدة “مدار21″، أنه وعند التحدث عن الرئيس المستقبلي، فإن الأنسب والمثالي لقيادة فريق الوداد الرياضي خلال هذه المرحلة بالذات هو شخص يتوفر على قدرة مالية وسياسية، معتبرا أن “هشام آيت منا المرشح الوحيد لرئاسة الوداد الذي تتوفر به هاتان الصفتان”.
وتابع قطاية أنه وفي حال شغل هشام آيت منا منصب رئاسة فريق الرداد الرياضي، فإنه من الواجب عليه تحضير وصياغة مشروع رياضي ومالي يمكنه من السير بخطوات ثابتة نحو النجاح، بقوله: “النجاح في نادي كرة القدم من قيمة الوداد البيضاوي يحتاج إلى رئيس له رؤية مستقبلية واستراتيجية مكتوبة وواضحة، إلى جانب مخطط عمل من سنة واحدة إلى 4 سنوات، دون إهمال الكاريزما والقدرة على التعامل بحزم وشدة مع كل ما يقف عائقا أمام نجاح فريقه”.
وبخصوص ما إذا كان من الواجب على الرئيس القادم للفريق الأحمر الاقتداء بتجربة سعيد الناصيري في مسألة التسيير، يرى قطاية أن بروفايل الناصيري لن يعاد أبدا في الوداد، خاصة وأنه أبان مرارا في خرجاته الإعلامية أنه لا يؤمن بما هو تدبيري وإداري وعلمي بل كان يؤمن بالإنجاز الرياضي فقط.
وشدد الاستشاري والمتخصص في التدبير الاستراتيجي لأندية كرة القدم على أن “سعيد الناصيري ليس بنموذج ناجح على مستوى هيكلة النادي”، بدعوى “أن تركيزه كان منصبا على الفريق الأول فقط، مناشدا بذلك الرئيس القادم بضرورة وضع مخطط واستراتيجية واضحة ونظام تدبيري داخل النادي”.
ويرى أيوب قطاية أن الخطوة الأولى التي ينبغي على الرئيس القادم لفريق الوداد الرياضي اتباعها تتمثل في هيكلة النادي وذلك بوضعه هيكلا تنظيميا الذي يسجل غيابا خطيرا عن القلعة الحمراء منذ 20 سنة على الأقل.
وتابع قطاية أن وضع الرئيس المقبل للوداد الرياضي لهيكل تنظيمي من شأنه أن يضبط مهام كل شخص ينتمي للمكتب المسير للنادي على حدى، علاوة على وضع fiche de poste والذي يمثل ملفا وصفيا لكل مهمة داخل الفريق، بقوله: “مثلا الشخص المسئول عن التدبير المالي للوداد، من الواجب أن يتوفر ملف وصفي له ولمهامه ولكفاءاته إلى جانب عدد ساعات عمله إلخ..”.
وأوضح المتحدث عينه أن للهيكل التنظيمي انعكاس إيجابي كبير على الفريق متمثل بتوكيل كل شخص ينتمي للنادي بمهمة أو مهام محددة لتجاوز العشوائية في التكليفات والوظائف داخل النادي.
وشدد على أن الخطوة الثانية تتجسد في خلق مكاتب إدارية وتواصلية علاوة على مكتب مخصص للإدارة التقنية للنادي دون إهمال قسم مكرس للبنية التحتية له.
كما طالب الرئيس القادم لفريق الرداد الرياضي بضرورة إقامة مدرسة كرة القدم بمؤطرين وبإدارة خاصة بها، إضافة إلى تعيين فريق طبي مهني واحترافي وآخر تقني متكامل يشتغل على مركز التكوين والفئة الكبرى بدورها.
وبخصوص الخطوة الثالثة، شدد على أهمية التركيز على الجانب القانوني للنادي لحل كافة النزاعات مع اللاعبين والمدربين والممولين، كما أكد أن لذلك وقع إيجابي كبير يخص اجتناب التراكمات في الملفات القضائية لفريق الوداد الرياضي.
كما طالب قطاية الرئيس القادم للفريق بتوفير بطائق انخراط المشجعين، مع وضع بجانبه إدارة تقنية محكمة بمهمة كبرى متمثلة في القيام بانتدابات على المستوى العالي دون تدخل الرئيس بقوله: “لا يجب على الرئيس التدخل في مسألة الانتدابات، ووضع التشكيلة أو اللاعبين ومنح المدرب الصلاحية الكاملة لوضع مخطط وبرنامج عمله”.
وأضاف قطاية أنه من بين الخطوات كطلك تسطير النادي لمشروع رياضي يهم الفريق الأول وتكوين مدرسة كرة القدم، علاوة على مشروع مالي متعلق بكيفية تدبير النادي للأزمة وتنويع مصادره المالية، وكيفية خلق توازن مالي في المستقبل القريب مع التركيز على تحقيق امتيازات مالية مستقبلا.
ورفض اعتبار المرحلة الحالية التي يمر منها فريق الوداد الرياضي انتقالية، بقوله: “القلعة الحمراء تمر من أزمة كبيرة مست جميع المستويات بما فيها نتائج الفريق ومؤسسته إلى جانب موارده وبنيته وهيكلته”، كما أقر بأن مرحلة عبد المجيد البرناكي بالوداد ما هي إلا لجنة لتصريف الأعمال إلى حين انتخاب رئيس جديد حسب قوله.