فوكس يقترح “تطويق” سبتة ومليلية المحتلتين بجدار بتمويل أوروبي

رغم أن العلاقات بين الرباط ومدريد “تمر بأفضل الحالات منذ عقود”، وفق ما جاء على لسان، رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز في أكثر من مناسبة، إلا أن حزب “فوكس” يأبى إلا أن يواصل إعلانه العداء للمملكة.
وجدد الحزب اليميني المتطرف اقتراحه المثير للجدل والذي تدور رحاه حول تطويق المدينتين المغربيتين المحتلتين ب”جدار فاصل” يموله المجتمع الأوروبي، “لحماية حدودهما وتوضيح انفصالهما عن المغرب وتجنب ابتزازه بورقة المهاجرين” بحسب تعبيره.
وعلى الرغم من طبيعته المثيرة للجدل وغير المعقولة، والتي لا يمكن أن تؤدي إلا لتوترات بين البلدين، فإن حزب اليمين المتطرف يلعب هذه الورقة لأغراض انتخابية شعبوية، متجاهلا معطيات الحاضر التي تشير إلى “إستحالة” تنفيذ هذا المشروع، ومعطيات التاريخ كون أن آخر جدار بالعالم أسقط سنة 1989(جدار برلين).
ويمكن للحزب أن يعول على صعود الشعبوية والعنصرية المتطرفة في إسبانيا لحصد الأصوات في الانتخابات الأوروبية المقبلة، حيث يمزج بين الأفكار الحمائية التي تحركها الحملات الإعلامية الموجهة ضد المغرب، والمواقف من الهجرة، لتحويلها إلى برنامج سيادي وفاشي.
ووفقا لآخر استطلاعات الرأي واستطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات الأوروبية في إسبانيا، يحتل حزب فوكس المركز الثالث خلف حزب العمال الحاكم والحزب الشعبي اليميني.
وفي برنامجه ذكر الحزب المتطرف “تعزيز حدودنا وحمايتها لن يتم إلا ببناء جدار منيع في سبتة ومليلية وتجهيز الشرطة والقوات المسلحة بكل الموارد المادية والبشرية التي يحتاجونها لحماية حدودنا بكفاءة كاملة”, وذلك طمعا للاستفادة من التحول اليميني المتطرف التي تتخذه القارة العجوز في الانتخابات الأوروبية المزمع تنظيمها في 9 يونيو.
ويدعو الحزب، الذي يرأسه النائب سانتياغو أباسكال إلى مطالبة بروكسيل “المغرب بالاعتراف الكامل بالسيادة الإسبانية على سبتة ومليلية واحترامها”.وكثيرا ما يتكرر هذا المطلب في خطاب فوكس، خاصة في المدينتين المحتلتين، متجاهلا القضايا الرئيسية التي تهم إسبانيا.
ويذهب حزب فوكس، بأيديولوجيته العنصرية بشكل أساسي، إلى أبعد من ذلك في برنامجه، حيث يطالب بإغلاق المساجد التي تعتبر “أصولية”، ويتحدث عن “حظر تدريس الإسلام في المدارس العامة”، ويدعو إلى طرد الأئمة الذين “ينشرون الأصولية ويحرضون على احتقار النساء أو يدعون للجهاد”.
وسيتوجه أكثر من 38 مليون ناخب إسباني إلى صناديق الاقتراع، يوم الأحد المقبل، للاختيار بين مرشحي الأحزاب والائتلافات السياسية التي تسعى إلى الحفاظ أو الرفع من تمثيليتها في البرلمان الأوروبي الذي يضم 720 مقعدا.