اقتصاد

رغم جمود العلاقات السياسية.. الصادرات المغربية نحو تونس تسجل ارتفاعا

رغم جمود العلاقات السياسية.. الصادرات المغربية نحو تونس تسجل ارتفاعا

كشفت معطيات حديثة للمعهد الوطني للإحصاء، تسجيل فائض في المبادلات التجارية للسلع بين تونس والمغرب في شهر يناير من السنة الجارية، وذلك بقيمة تقارب 30 مليون دينار تونسي، ما يعادل 96 مليون درهم مغربي.

وبحسب أرقام معهد الإحصاء التونسي، فإن الصادرات التونسية إلى المغرب في أول شهر من العام الجاري 2024، تراجعت بنسبة 3,3 بالمائة، فيما سجلت الصادرات إلى الجزائر ارتفاعا بنسبة 35,3 بالمائة من الفترة ذاتها.

ويشير المصدر ذاته، إلى أن بلاد الياسمين، حققت عجزا تجاريا مع عدة دول في الفترة نفسها، من بينها الجزائر ناقص 33 مليون دينار، ومع كل من الصين (-596,4م د) وروسيا (-401,3م د) وتركيا (-216,5 م د) واليونان (-218,5 م د)، مقابل ذلك تم تسجيل فائضا مع العديد من البلدان الأخرى، وأهمها فرنسا بقيمة (441م د)، وإيطاليا (397,4م د)، وألمانيا (193,3م د)، و(ليبيا 101,3م د)، و(المغرب 29,9 م د)​​​​.

وصنف المعهد المغرب ضمن “أبرز الشركاء التجاريين” لتونس، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا وليبيا والجزائر.

وأوضحت المعطيات ذاتها، أن الواردات التونسية، سجلت ارتفاعا مع روسيا بنسبة تفوق 110 بالمائة، نتيجة الزيادة الملحوظة المسجلة في مشتريات الزيوت النفطية. كما ارتفعت الواردات مع بريطانيا بنسبة 8,3 بالمائة، ومع الصين بنسبة 1,7 بالمائة، ومع الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 16,3 بالمائة. وفي المقابل تراجعت الواردات مع تركيا بنسبة تقارب 13 بالمائة، ومع الهند بنسبة 9,8 بالمائة، ومع سويسرا بنسبة 26 بالمائة.

وتعيش العلاقات المغربية التونسية، حالة من الجمود، بدأت في 26 غشت 2022، يوم استقبل الرئيس التونسي قيس زعيم مليشيات الوليساريو، على هامش مشاركته بالدورة الثالثة لمنتدى التعاون الاقتصادي الإفريقي الياباني.

واحتجاجا على هذا الاستقبال الأول من نوعه، استدعى المغرب في اليوم نفسه سفيره لدى تونس حسن طارق، للتشاور، معتبرا ما حدث “عملا خطيرا وغير مسبوق”.

وقالت الخارجية المغربية في بيان، إن الاستقبال “يجرح بشدة مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية”، معلنةً عدم المشاركة في المنتدى الذي استضافته تونس في 27 و28 غشت.

وفي اليوم التالي، ردت تونس بالمثل، إذ استدعت سفيرها لدى المغرب محمد بن عياد للتشاور.

وأعربت الخارجية التونسية في بيان، عن “استغرابها الشديد مما ورد في بيان المملكة المغربية من تحامل غير مقبول على الجمهورية التونسية، ومغالطات بشأن مشاركة (البوليساريو) في القمة”.

وأضافت الوزارة أن تونس “حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء التزاما بالشرعية الدولية، وهو موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلا سلميا يرتضيه الجميع”.

لكن الخارجية المغربية رأت عبر بيان في 27 غشت، أن البيان التونسي حول استضافة زعيم البوليساريو “لم يُزل الغموض الذي يكتنف الموقف التونسي، بل ساهم في تعميقه”، كما اعتبرت أن البيان التونسي “ينطوي على العديد من التأويلات والمغالطات”.

ومنذ غشت، ورغم الغضب الذي عبر عن مسؤولون مغاربة من الاستقبال، إلا أن دعوات “حلحلة” الأزمة، ومن الطرفين، لم تتوقف، كان آبرزها دعوة الرئيس السابق منصف المرزوقي، الذي أكد أن تجاوز ما وقع ضروري.

واعتبر المرزوقي في تصريح سابق لجريدة “مدار21″، أن تونس تحتاج لعلاقات “أخوية” مع المغرب، مشددا على ضرورة حفاظ بلاد الياسمين على موقفها “المحايد”، خاصة فيما يتعلق بالصراع الجزائري المغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News