سياسة

صديق سانشيز يصل المغرب بعد تعيينه سفيرا جديدا بالمملكة

صديق سانشيز يصل المغرب بعد تعيينه سفيرا جديدا بالمملكة

من المرتقب أن يصل السفير الإسباني الجديد للرباط بداية الأسبوع المقبل، وذلك بعد إعلان مدريد تعيينه بشكل رسمي خلفا لريكاردو دييز-هوخليتنر، الذي وصل مؤخرا إلى سن التقاعد المحددة عند 70 عاما للدبلوماسيين الإسبان، بعد خدمته في المغرب لأكثر من ثماني سنوات.

ووفقا للوكالة الرسمية الإسبانية “إيفي”، وافقت الحكومة الإسبانية على تعيين إنريكي أوخيدا في منصب السفير في الرباط، مما يمثل خطوة هامة في مسيرته الدبلوماسية.

وبحسب ما نشرته وسائل إعلام إسبانية، فإن السفير الإسباني الجديد بالمغرب، مو مواليد عام 1968 في إشبيلية، وحصل على درجة في القانون من جامعة إشبيلية، وانضم إلى وزارة الخارجية في عام 1994 ومنذ ذلك الحين صعد في سلم الدبلوماسية الإسبانية.

وقادته مسيرته المهنية إلى شغل مناصب رئيسية في عدة بلدان، بما في ذلك دوره كسفير في السلفادور وبوليفيا وتشيلي.

قبل تعيينه سفيرا، شغل أوخيدا أيضًا مسؤوليات هامة في السفارات الإسبانية في بوليفيا وجواتيمالا والولايات المتحدة.

وفي يوليوز 2021، تم تعيينه مديرا لكاسا أميريكا، مؤسسة تابعة لوزارة الخارجية مكرسة لتعزيز العلاقات بين إسبانيا ودول أمريكا.

وبحسب رضوان أجديد، الباحث في العلاقات الدولية، يأتي تعيين إنريكي أوخيدا سفيرا لإسبانيا في المغرب في سياق علاقات ثنائية تتطور بشكل مستمر، مبرزا أن ثقة بيدرو سانشيز فيه وصداقته السابقة معه كانت عاملا حاسما في تعيينه.

وتوقع أن يساهم أوخيدا في تحقيق أهداف حكومة مدريد في المملكة، خاصة فيما يتعلق بتقريب وجهات النظر، وتطوير المعاملات التجارية، والتي أعلنت مدريد أكثر من مرة أنها تراهن عليها.

وأكد أجديد، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن إتقان أوخيدا عددا من اللغات، وتعلمه للعربية كان من بين العوامل التي عززت ثقة الحكومة الإسبانية وجعلته “المرشح المثالي” للمنصب، إضافة إلى أنه “رجل تواصل بامتياز ويعرف كيف يدافع عن وجهة نظر بلاده”.

ومنتصف دجنبر الفارط، وخلال زيارته للرباط، قال وزير الخارجية والاتحاد الأوروبي التعاون الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، إنه يتوقع ارتفاع المبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا، معتبرا أن حصيلة خارطة الطريق، وبعد مرور ما يقرب من 18 شهرا على الإعلان المشترك الصادر في أبريل 2022، إيجابية للغاية.

وقال ألباريس إن الرباط ومدريد عززا الشراكة الاستراتيجية ووصلت علاقات الصداقة القائمة بينهما إلى مستوى تاريخي، وهو ما ينعكس في عدة جوانب، مشيرا إلى أنه وفي المجال الاقتصادي، بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين 20 مليار يورو.

وأوضح أن إسبانيا تعد حاليا الزبون والمورد الأول للمغرب، في حين تعتبر المملكة الشريك التجاري الثالث لإسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي، ولا تتجاوزها سوى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مؤكدا أن المبادلات التجارية ارتفعت بنسبة 40 في المئة مقارنة بالفترة التي سبقت اعتماد خارطة الطريق الجديدة في أبريل 2022، ومن المتوقع أن تكون أرقام هذه السنة أعلى من ذلك.

وعبر وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني عن سعادته بالقيام بجولته الثنائية الرسمية الأولى لهذه المرحلة الجديدة للحكومة الإسبانية. بالمغرب، معلنا أن الغاية منها هي إعادة إطلاق الأجندة أو خارطة الطريق متعددة الأبعاد التي أرساها البلدان، مرجفا “نحن مثال يحتذى به في مجالات مكافحة مافيا الاتجار بالبشر ومكافحة الإرهاب”.

وأضاف “لقد زادت مبادلاتنا التجارية بشكل ملحوظ. لكن الأهم من ذلك أننا عززنا العلاقات السياسية والإنسانية أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات السابقة. وبالنسبة لي، هذه هي الأسس التي نبني عليها اليوم علاقة الشراكة الاستراتيجية هاته”.

وفيما يخص الجانب الثاني، أكد المسؤول الحكومي أنه يتعلق بالتعاون الأمني والقضائي لمكافحة المافيات الناشطة في الاتجار بالبشر والإرهاب، والذي يشكل نموذجا يحتذى به في العالم بأسره، وهو ما عززته أيضا خارطة الطريق الجديدة هاته.

والأمر الثالث، بحسب ألباريس، يهم الروابط الإنسانية القائمة بين البلدين التي تعززت هي الأخرى، مضيفا: “يجب ألا ننسى أن أكثر من مليون مغربي يعيشون في اندماج تام في بلدنا ويساهمون في ازدهار إسبانيا. كما يوجد أيضا أكثر من 20 ألف مواطن إسباني يقيمون بشكل جيد في المغرب. هؤلاء المواطنون، من كلا الجانبين، هم السفراء الحقيقيون للمغرب في إسبانيا ولإسبانيا في المغرب”.

وسجل المتحدث أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين أضحت الآن شراكة متعددة الأبعاد، لأنها تشمل كافة المجالات، معتبرا في السياق ذاته أن “هذه الشراكة تتجسد قبل كل شيء في الثقة التي نضعها في بعضنا البعض كشريكين استراتيجيين تربطهما علاقات سياسية رفيعة المستوى وروابط إنسانية يتم نسجها أكثر فأكثر. هذه الركائز جعلت من العلاقات القائمة بين المغرب وإسبانيا واحدة من أكثر العلاقات غنى وكثافة التي يمكن أن توجد في العالم”.

وقال إن المغرب يشكل الأولوية الأولى للسياسة الخارجية الإسبانية قائلا: “تربطنا به بالفعل شراكة متميزة، شراكة مربحة للجانبين. حيث إن جميع التدابير التي اتخذناها معا تعود بالنفع على البلدين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News