فقر الأطفال.. بلجيكا من بين أسوأ بلدان الاتحاد الأوروبي

أظهرت دراسة أنجزت بطلب من مؤسسة الملك بودوان وعرضت نتائجها، اليوم الأربعاء، أن بلجيكا تعد من بين أسوأ بلدان الاتحاد الأوروبي أداء في مجال فقر الأطفال.

وبحسب هذه الدراسة، التي أجراها الباحثان آن كاثرين غيوت من معهد “ليزر” بلوكسمبورغ، وويم فان لانكر من الجامعة الكاثوليكية للوفان، فإن الصعوبات اليومية لا تزال قائمة بالنسبة للعديد من الأطفال في بلجيكا، حيث يعد 12,8 بالمائة منهم ضحايا لـ “الحرمان المادي”، ويفتقرون يوميا إلى ثلاثة على الأقل من العناصر السبعة عشر التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي “ضرورية لتنمية صحية ومتوازنة”.

وأكدت مؤسسة الملك بودوان في بلاغ لها، أن هذه النسبة تضع بلجيكا ضمن البلدان الضعيفة أداء في تصنيف الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن مستوى فقر الأطفال يتم حسابه وفقا لمؤشر يقيس الصعوبات اليومية التي يواجهها الأطفال، استنادا إلى إمكانية الولوج إلى ما مجموعه 17 عنصرا، أهمها التغذية الصحية والسكن الدافئ على نحو صحيح.

ويعتبر الطفل محروما في حال فقدانه لثلاثة على الأقل من العناصر السبعة عشر، حيث تكشف الدراسة أنه على الرغم من انخفاض معدلات حرمان الأطفال بشكل كبير في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي منذ العام 2014، إلا أن هذا الانخفاض كان محدودا بشكل أكبر في بلجيكا.

وأشارت الدراسة إلى أنه “من الملفت للنظر أن بعض الدول الأعضاء، التي يعد مستوى رخائها منخفضا إلى حد ما (مثل سلوفينيا وإستونيا وكرواتيا)، تمكنت من توفير حماية أفضل للأطفال من الحرمان المادي مقارنة ببعض البلدان الأكثر تقدما، مثل بلجيكا”.

وأوضحت المؤسسة أن “فقر الأطفال يمثل مشكلة مجتمعية كبرى لها عواقب وخيمة، سواء بالنسبة للأطفال ومن يحيط بهم، أو للمجتمع ككل”.

إلى جانب ذلك، سلطت الدراسة الضوء على التفاوتات الجهوية القوية. ففي بلجيكا، يعاني 12,8 بالمائة من الأطفال من الحرمان على المستوى الوطني، لكن هذا المعدل يرتفع إلى 21 بالمائة في بروكسيل و17,3 بالمائة في الجهة الوالونية، وينخفض إلى 8,5 بالمائة في الجهة الفلامانية.

بالإضافة إلى ذلك، يعد بعض الأطفال أكثر عرضة للحرمان المادي، مثل أولئك الذين يكون آباؤهم عاطلين عن العمل، أو ذوي مؤهلات منخفضة، أو مستأجرين، أو ينحدرون من بلد خارج الاتحاد الأوروبي، معزولين، أو من ذوي الدخل المنخفض.