امرأة

حقوقيات: الرياضة النسائية تتحدى العقلية الذكورية وحملات التنمر المرتبطة بنجاحها

حقوقيات: الرياضة النسائية تتحدى العقلية الذكورية وحملات التنمر المرتبطة بنجاحها

بعد حملة التنمر الذي تعرضن له بعد خسارتهن أمام المنتخب الألماني، طرح السؤال عن ما إن كانت الرياضة النسوية قادرة على تحقيق ذات التفاعل والتأثير الذي تحققه الرياضة الرجالية، وعن السبب الذي يجعل البعض يرى في الرياضة مجالا ذكوريا محضا.

المجتمعات التقليدية لا ترى النساء في المجال الرياضي

خديجة الرباح، فاعلة حقوقية ومؤسسة الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، ترى أن رفض المجتمعات التقليدية الذكورية لولوج النساء إلى عالم الرياضة، نابع من إيمانها بأن عمل المرأة يجب أن يظل دائما في إطار الأعمال ذات الطبيعة الاجتماعية؛ أي الأعمال ذات الطبيعة التقليدية الكلاسيكية، وكل ما يرتبط بالعمل الإنجابي والعمل المنزلي والرعاية والاهتمام بالأطفال والمسنين”.

وتابعت الرباح في حديثها لجريدة “مدار21” الإلكترونية مؤكدة أن “المجتمعات التقليدية الذكورية لا ترى المرأة إلا في الأعمال المرتبطة بالمجال الصحي والاجتماعي، وترى اهتمامها بالقضايا ذات الطبيعة الاقتصادية أو الثقافية أو الفنية وكذلك السياسية، تدخلا في مجالات رجالية”.

واعتبرت الفاعلة الحقوقية عينها، أن “دعم النساء في المجال الرياضي يجب أن يبدأ من خلال التفكير في كيفية جعل الرياضة أداة لتمكين النساء، عن طريق ضمان ولوجهن لجميع المرافق الرياضية والانخراط في الأنشطة والأندية الرياضية، والإسهام في تكريس ثقافة أهمية المشاركة في الأندية الرياضية في جميع أنواع الرياضات”.

وأكدت المتحدثة ذاتها أن “النساء المغربيات برزن بالفعل في العديد من الرياضات”، مشيرة ل”لنجاح الذي حققته لبؤات الأطلس بوصولهن لمونديال السيدات لأول مرة، كأول فريق عربي يصل إلى هذه المنافسات، على الرغم من أن كرة القدم كانت دائما حكرا على الرجال”.

وأضافت الرباح أن “الفريق النسوي المغربي قدم لنا صورة إيجابية عن المنتخب المغربي، إذ برهن للعالم أن النساء المغربيات قادرات على يتزعمن ويتصدرن الرياضة في منطقة المشرق والمغرب”، معتبرة أن “ما حققته اللبؤات يستحق منا التنويه والتشجيع ولا يستحق منا زرع الأفكار العدمية والظلامية”.

وأفادت المتحدثة ذاتها أن “نجاح المنتخب النسوي لكرة القدم هو إلهام كبير يجب أن يكون دافعا لكي يكون موضوع حضور النساء في المجال الرياضي نقاش الساعة وليس نقاشا مرتبطا بسياق المنافسات العالمية الرياضية، إذ يجب أن يكون نقاشا دائما ومتواصلا. وأن نجعل من هذه النخبة آلية من آليات التحسيس والتعبئة بأهمية التثقيف الرياضي، وبأهمية ولوج النساء للأندية الرياضية وخاصة كرة القدم باعتبارها رياضة ذكورية بامتياز”.

وأردفت الرباح قائلة إن “الوزارة الوصية عن قطاع الرياضة يجب أن تعمل على تتبع كل المواقع التي تسهم في نشر ثقافة التنمر التي تسيئ إلى ثقافة حقوق الإنسان، وتضرب في توجه المغرب الذي يسعى في اتجاه ثقافة المساواة”، متسائلة: “كيف يمكن للدولة المغربية اليوم أن تقول بأنها تنشر ثقافة المساواة وهي لا تقوم بأي آلية أو سلوك عقابي تجاه كل من يقود حملة التنمر والتمييز التي تسيء لصورة المنتخب الوطني النسوي وصورة اللاعبات المغربيات”.

حملات التنمر ترتبط دائما بتميُّز النساء الرياضيات

من جهتها، اعتبرت بشرى عبده، مديرة جمعية التحدي والمساواة والمواطنة، أن “الرياضة النسائية المغربية كانت دائما في مواجهة العقلية الذكورية، لكون النساء الرياضيات استطعن احتلال مراتب مهمة في مختلف الرياضات التي كانت حكرا على الرجال، والتي عندما اقتحمتها النساء، استمرت هذه العقلية عبر وصم المرأة الرياضية بكونها “مْرجلة وفاقدة للأنوثة”.

هذا التنمر والسب والشتم، تضيف عبده في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، “يظهر كلما برزت النساء في رياضة من الرياضات وأظهرن تميزهن، لتبدأ حملات التنمر هذه النابعة من العقلية الذكورية، من خلال السب والشتم الذي ينهال على النساء الرياضيات”.

وأوردت الناشطة الحقوقية ذاتها أن “الحركة النسائية المغربية اليوم يجب أن تدعم النساء الرياضيات، كما يجب أيضا على جميع النساء والرجال الذين يؤمنون بقضايا النساء أن يدعموا النساء الرياضيات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة هذا التنمر الذي يتعرضن له”.

وشددت عبده على أن “دعم الرياضات النسائية يجب أن يتم بكل الوسائل؛ من خلال الحركات النسائية وكذلك من الدولة، لكي ترقى الرياضة النسائية لمستوى أفضل”، مضيفة: “فلا يمكن أن تكون لنا نساء رياضيات بهذا المستوى ونعتبرهن في درجة ثانية، فكما نهتم بالرياضات الرجالية يجب الاهتمام أيضا بالرياضة النسوية”.

تعليقات الزوار ( 1 )

  1. هنيئا لهن
    يجب الإفتخار بهن
    نتمنى لهن كل التوفيق
    و النجاح
    آمين يارب العالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News