“ارتفاع درجة الحرارة بالمغرب مستمر حتى نهاية القرن” خبير بيئي يطالب بإعلان حالة طوارئ مناخية

أفاد تقرير حديث للوكالة الدولية للطاقة أن “IEA” بأن السيناريوهات المناخية تشير إلى أن ارتفاع درجة الحرارة مستمر في المغرب حتى نهاية هذا القرن”، مضيفا أن المغرب قد يعاني من موجات حرارة أكثر تواترا وشدة في حال لم يتم تخفيف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الذي تزداد تركيزا.
ومن المتوقع، بحسب ما جاء في التقرير، أن يصل متوسط الزيادة السنوية في درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، وإلى 1.8 درجة مئوية مع حلول سنة 2050.
وأضاف التقرير ذاته الذي عنونته الوكالة بـ”مرونة المناخ لأجل الانتقال الطاقي للمغرب”، أن متوسط درجة الحرارة السنوية في المغرب ارتفع بمقدار 1.7 درجة مئوية بين عامي 1971 و2017، مشيرا إلى أن مدنا كوجدة والرشيدية وبني ملال، شهدت أكبر زيادة في درجات الحرارة، بأكثر من درجتين مئويتين.
وفي هذا الإطار، قال محمد بنعبو، خبير مناخي، إن “موجة الحر التي بدأت في شهر يونيو والتي لا زالت مستمرة في بداية شهر يوليوز في العديد من المناطق، هي من سمات المناخ الجديد الذي يشهده المغرب نتيجة التغير المناخي الذي تعيش المملكة على إيقاعه منذ سنوات”.
وتابع ذات المتحدث في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية: “التغير المناخي ظاهرة كونية تعيشها جميع دول العالم، والمغرب يعيش تغير مناخيا استثنائيا بجميع تمظهراته التي تتمثل في موجات الحر المتتالية والجفاف وندرة المياه وحرائق الغابات التي تؤدي إلى فقدان عشرات ومئات الآلاف من الهكترات سنويا على مستوى المنظومات الغابوية للمملكة”.
وأضاف بنعبو :”بالتالي اليوم نتكلم على موجة حر استثنائية مع دخول ظاهرة النينيو على مستوى كوكب الأرض”، موضحا أن “هذه الظاهرة من المتوقع أن ترفع درجة حرارة كوكب الأرض إلى مستويات قياسية”. معتبرا أن “المغرب ليس بعيدا عن تأثيرات هذه الظاهرة وبالتالي يمكن أن نسجل أرقاما قياسية خلال الأسابيع القليلة المقبلة”.
واعتبر الخبير البيئي أن “المملكة أصبحت تعيش على إيقاع فصلين فقط؛ فصل بارد وجاف جدا، وفصل حار يبدأ من فصل الربيع إلا متم نونبر ودجنبر”. وهذه من مظاهر التغير المناخي الذي بات يشهده المغرب اليوم بحسب بنعبو.
وأكد بنعبو على ضرورة إعادة النظر بشكل عاجل في جميع المخططات التي تضعها المملكة لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية، مضيفا: “نعرف جميعا أن المغرب يتوفر اليوم على مخطط وطني للتغيرات المناخية يجب تنزيله على المستوى المحلي والترابي”.
ولفت الخبير المناخي عينه إلى أن هذه التغيرات المناخية تمس مجموعة من القطاعات الاقتصادية، فالقطاع الفلاحي مثلا، يستهلك 87% من الموارد المائية على المستوى الوطني، ولذلك، يرى بنعبو ضرورة إعادة النظر في هذه القطاعات التي تستهلك الموارد المائية بشكل “كبير جدا”.
وطالب بنعبو بإعلان حالة الطوارئ المناخية على مستوى الوطني ل”وضع جميع القطاعات الاقتصادية في منأى عن هذه التغيرات المناخية، والرفع من مستوى الصمود والمرونة في مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية”.
وسجل المتحدث ذاته أن “إعلان حالة الطوارئ المناخية سيكون له وقع كبير إذ سيمكن المملكة من الحصول على تمويلات مهمة من صناديق التمويل المناخي كالصندوق الأخضر للمناخ للاستعداد لجميع السيناريوهات المحتملة”.