ثقافة

أدونيس: لا نزال حتى الآن ولاية لـ”عثمانية” جديدة وهذه أسباب تقدم الغرب وتخلفنا

أدونيس: لا نزال حتى الآن ولاية لـ”عثمانية” جديدة وهذه أسباب تقدم الغرب وتخلفنا

الإجابة عن أسئلة حول أسباب تراجع الفكر ودور المثقف اليوم، والحاجة إلى مشروع ثقافي بديل، دفعت المفكر السوري أدونيس إلى انتقاد أوضاع التبعية السائدة بالبلدان العربية، مفككا أسباب تقدم الغرب وتخلف هذه البلدان بسبب طغيان الطائفية والانتماءات المذهبية.

وذهب أدونيس، خلال ندوة فكرية حول أسباب انحسار دور الثقافة والمثقف بمهرجان ثويزا المقام بمدينة طنجة، إلى أن المشروع البديل يحتاج إلى “أرضية ثقافية وليست لدينا في العالم العربي هذه الأرضية، ويحتاج إلى تحليل على الأقل للمائة سنة الأخيرة منذ سقوط الخلافة العثمانية إلى اليوم، الذي يوجد فيه تدمير للبلاد العربية كلها من سوريا وليبيا ولبنان والعراق واليمن”.

ويضيف في السياق ذاته، متحسرا على الأوضاع بالبلدان العربية التي مزقتها الحروب والصراعات، أن “قلب الحضارة الكونية والعالم العربي اليوم مدمر بشكل شبه كامل.. وسوريا اليوم جائعة بالمعنى الحرفي وليس المجازي”.

وأورد أدونيس أنه “بنظرة على هذا القرن يتبين كيف أُخرجنا من الخلافة العثمانية التي كنا فيها ولاية وأُدخلنا في عثمانية جديدة من قبل البريطانيين والفرنسيين”، مؤكدا “لم نقرر نحن هذا الخروج أبدا ولم نناقش توزيع البلدان العربية، قالوا لنا هذه لبنان وهذه سوريا وهذه مصر وغيرها فقبلنا دون نقاش”.

وتابع أدونيس بقسوته المعهودة “لا نزال حتى الأن ولاية لعثمانية جديدة، بريطانية وفرنسية، والأن أمريكية، وليس هناك نظام عربي واحد ذو سيادة ليكون ذا إرادة، نحن ولاية”، متسائلا كيف يمكن أن نؤسس لمشروع ثقافي في ظل هذه الشروط.

وأفاد المفكر والناقد السوري أن “هذا القرن هو قرن التحولات الكبرى على جميع المستويات”، متسائلا “كيف أن العالم كله انتقل إلى من حسن إلى أحسن إلا العالم العربي ازداد تخلفا وانهيارا”، متابعا “محمد علي كان أكثر وعيا وانفتاحا وتأصلا من صدام حسين أو حافظ الأسد أو أي نظام عربي آخر”.

وأبدى أدونيس سخطه على مآل دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، قائلا إنه “حتى الآن لم نستطيع أن نؤسس جامعة واحدة نموذجية أو مستشفى نموذجي واحدا”، موضح أن “المأساة الأكبر هي أن المشكلة ليست في الأفراد العرب لأنهم متميزون ومتفوقون في مختلف الميادين اذا اتيحت لهم الفرص، وهم أكثر تميزا من نظرائهم في العالم”.

ويتساءل المفكر السوري “لماذا مع كل هذا الغنى في الأفراد تخلفنا؟”، مسترسلا أن الإجابة عن هذا السؤال هو مدخل تأسيس المشروع الثقافي البديل.

وبصيغة الجزم يؤكد أدونيس أنه “ليس هناك أي مجتمع مدني في كل العالم العربي ولا تزال الانتماءات بمختلف أنواعها المذهبية والقبلية والعشائرية هي الأساس الذي يدير السياسة ويدير الحياة الاجتماعية”.

وانتهى أدونيس إلى أن الجواب ليكون هناك مشروع ثقافي بديل هو الخلاص من الثنائي السلطوي والديني الذي يذمر البيئة العربية والثقافة العربية”، طارحا أسئلة مفتوحة لتشكيل ملامح الجواب “كيف نتخلص من هذه الثنائي، وكيف كيف يتحول الدين إلى تجربة فردية لا تلزم إلا صاحبها، وكيف نؤسس السلطة على ديمقراطية حقيقية؟”، مضيفا أنه في الأفق الحالي يستحيل أن نكون ديمقراطيين بالمعنى الحقيقي للكلمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News