يوميات رمضانية: وأين باقي سلة الغذاء؟
في الأيام الأولى من شهر رمضان، هيمن النقاش حول غلاء كل شيء، في أسواق المغرب، ومع ذلك يتواصل سيل الصور ومقاطع الفيديو المظهرة لما لذ وطاب من شهي الأكل المغربي أو المعاد إعداده بوصفات معاصرة، على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي مساجد المغرب، تدفق كبير، مع كل صلاة عشاء لعشرات آلاف المصلين على مساجد المغرب، في طقس روحاني جماعي رمضاني، استوطن مغربيا منذ سنوات طويلة، في تمظهر رمضاني جميل آخر، يلقى ارتياحا حول الوضعية الروحانية لفئات واسعة من المغاربة.
يتواجد رمضان في قلوب المغاربة، ولو بدرجات متفاوتة، فهو مناسبة سنوية لشحن بطاريات غذاء الروح، تعبدا لله وحده، فيما يفضل آخرون الانهماك في عمل الخير، بتوفير قفف تمويلية تضامنية، أو مساعدة المحتاجين بما تيسر، على قدر الإمكان، فرمضان المغربي فسيفساء من الأفعال المقصود بها التقرب من الله العزيز القدير في شهره الفضيل.
ولكن يبقى السؤال الذي يشغلني، هل الله يمكن التقرب منه تعبدا فقط في شهر رمضان؟ ماذا عن باقي الأشهر؟ وهل الله لا يجازي خيرا إلا في يوميات وأمسيات شهر رمضان؟ هل الحالة التعبدية المغربية فيها بصمة إجتماعية بتفضيل شهر رمضان عن باقي الشهور؟؟؟
في رمضان هذا العام، تربع النقاش حول كلفة المعيشة، وسط تراجع لباقي النقاشات الموسمية الرمضانية، فالطماطم الحمراء التي تزين الحريرة المغربية أصبح ثمنها قياسيا، كما يردد مغاربة، فيما الشكاوى من مقاهي بتراجع في الزبناء الليليين بسبب تأثيرات موجة الغلاء.
لا تتنازل الأسر المغربية عن الشهيوات في رمضان، فالعلب البلاستيكية للتخزين في البيوت حاضرة، حلويات ومعسلات ومثلثات مالحة، ومربعات حلوة، عالم من دون خرائط من المعسل والمخلل والمالح، ربما نسيت شيئا ما.
يبقى رمضان، مثل باقي الأشهر، فرصا لعبادة أخرى، هي الفعل التضامني الإنساني بمساعدة الآخرين بقليل أو بكثير، في سياق البحث عن التقرب من الله عز وجل، برسم الابتسامة على الوجوه بتخفيف من الغم ومن الهم، ما استطاع الواحد منا إلى ذلك سبيلا.
ورمضان أيضا يبقى شهرا للخير بفعل الخير، فدين الإسلام في المغرب، في أقصى العالم العربي والإسلامي، على المحيط الأطلسي، محفوظ من المغاربة في قلوبهم.
