سياسة

نور الدين: مدارس البعثات الفرنسية تُلزم مغاربة بتسجيل أبنائهم قبل الولادة

نور الدين: مدارس البعثات الفرنسية تُلزم مغاربة بتسجيل أبنائهم قبل الولادة

استبعد  المحلل السياسي الخبير بالعلاقات الدولية والمختص في شؤون الصحراء، أحمد نور الدين، حدوث قطيعة بين المغرب وفرنسا على خلفية الأزمة الصامتة بين البلدين، مسجلا أن العلاقات بينها تجاوزت العلاقات الاستراتيجية لتصل إلى “علاقات دولة” والتي لا تتغير بتغير الحكومات والأولوان السياسية وفي الحالة المغربية لا تتغير حتى بتغير الجالس على العرش على الأقل خلال الـ70 سنة الأخيرة.

واعتبر نور الدين، ، ضمن حلوله ضيفا على برنامج “مع بلهيسي”، في موسمه الثاني، والذي بث على قناة “مدار21” الرقمية، أن الحديث عن القطعية وتغيير الشريك الاستراتيجي والتحرر من التبعية الفرنسية، لا يعدو أن يكون مجرد “فقاعات أو استغباء أو استبلاد للرأي العام الوطني”، مؤكدا أن مؤشرات ذلك واضحة، وبادية للعيان ومنها أن 42 ألف من خيرة الطلبة الذين تخرجوا من المدارس الفرنسية يسيطرون اليوم على مواقع المسؤولية بالمغرب بالقطاعين الخاص والعام.

وسجل الخبير بالعلاقات الدولية، أن نخبة المغرب السياسية والاقتصادية، “ودون تعميم”، وفي مختلف أجهزة الدولة و كبار موظفي الدولة، “مُفَرنَسة”، مضيفا ” بل أكثر من ذلك أنهم يتهافتون على تسجيل أبنائهم بالبعثات الفرنسية، حيث تعتبر أكبر بعثة فرنسية بالخارج هي التي توجد بالمغرب بحيث تدرس 40 ألف تلميذ سنويا”.

على نحو مثير، كشف نور الدين، أن أحد المغاربة المسجلين في البعثات الفرنسية، أطلعه أنه نظرا لقوة المنافسة على هذه المدراس، أصبحت الأخيرة تشترط تسجيل التلاميذ منذ الشهر الأول من الحمل، أي أنه حينما تحبل الزوجة بجنينها يجب أن تقيده بالبعثات الفرنسية لكي تضمن له مقعدا في صفوفها” واعتبر نور الدين، أنها “إهانة بعدها إهانة والأدهى من ذلك أن عدد من المسؤولين وكبار الساسة الذين يحاولون ايهامنا بالتخلي عن الفرنسية لصالح الانجليزية، يتحدثون مع أبنائهم وداخل بيوتهم بالفرنسية بدل العربية”.

ويرى المحلل السياسي، أن “ما يحدث اليوم بين المغرب وفرنسا “ليست أزمة غير مسبوقة” ولا يمكن وصفها بذلك بالنظر إلى أن هناك أزمات توالت على العلاقات المغربية- الفرنسية منذ خمسينيات القرن الماضي والتي وصلت إلى حدود القطيعة، خاصة مع واقعة اختطاف المهدي بنبركة سنة 1965 والتي دفعت بشالر دوكول إلى سحب السفير الفرنسي بالمغرب آنذاك بعد أن تأزمت العلاقات بين البلدين في سياق مطالب بتسليم بعض الشخصيات.

وأشار نور الدين، إلى أن العلاقات بين باريس والرباط، وصلت إلى ما لا تحمد عقباه سنة 1991 حينما ظهر كتاب “صديقنا الملك” على عهد فرنسوا ميتران والرجة التي حدثت أثناءها في العلاقات بين المغرب وفرنسا، مردفا و”بالتالي هذا النوع من الرجّات تحدث في العلاقات بين الدول، و يمكن اعتبارها سحابة صيف عابرة على حدّ قوله.

وأكد نور الدين، أنه من خلال الأرقام والمؤشرات، فإن العلاقات الاقتصادية بين المغرب وفرنسا لا تتأثر وأن مجمل العلاقات التجارية والاستثمارات الخارجية وغيرها من العلاقات الأخرى التي تندرج ضمن العلاقات الاقتصادية، فإن فرنسا “ما تزال تتربع على رأس القائمة باستثمارات تناهز 12 مليار دولار، و أن “السائح الفرنسي هو الأول في المغرب، ويشكل حوالي 35 بالمائة من السياح الذين يزورون المملكة”.

وقال الخبير في العلاقات الدولية، إن “فرنسا هي القبلة الأولى للطلبة المغاربة بأكبر جالية على المستوى العالمي ب42 ألف طالب والذين يشكلون النخبة التي تحكم ليس فقط في دواليب الدولة، ولكن على مستوى الشركات والمؤسسات العمومية الكبرى، لافتا إلى أن المغرب وصل إلى إنتاج 700 ألف سيارة سنويا وينتظر أن يبلغ مليون سيارة، بفضل استثمارات فرنسية في قطاع السيارات، إضافة إلى 30 إلى 40 من كبريات الشركات الفرنسية توجد بالمغرب، (أكثر من 800 شركة فرنسية تمارس أنشطتها ولديها فروع بالمملكة).

وعلى المستوى الأمني والاستخبارتي، سجل نور الدين، أن العلاقات بين الرباط وباريس، لا تقل عن المستوى المسجل على الصعيد الاقتصادي، حيث الإشادرة بالمخبارات المغربية في الكشف عن منفذي العمليات الإرهابية بفرنسا وبعدد من الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن القوات المسحلة الملكية، أجرت مع نظيراتها الفرنسية خلال السنة الماضية، مناورتين بالمغرب منها مناورة على الحدود الشرقية مع ما تحمله من دلالات وحتى الاسم الذي أعطي لها “رياح الشرقي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News