بنكيران يعترف بأخطاء البيجدي ويُحذر إخوانه من مصير “الأحزاب المتهالكة”

قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، إن “هناك شيئا ما يزال يمتلكه العدالة والتنمية، رغم الأخطاء التي وقع فيها سياسيا، والتي كان السبب الأساسي في النتائج الانتخابية التي حصل عليها العدالة والتنمية برسم الانتخابات الأخيرة”.
واعتبر بنكيران، الذي كان يتحدث اليوم الأحد بمؤتمر حزبه بجهة سوس ماسة، بأن ما حصل لحزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات الأخيرة، “لم يكن بسبب حجم تدخل السلطة أو الإدارة، بل يتعلق بما هي المكانة الاعتبارية لدى عموم المواطنين، وكيف كان حماس أعضاء الحزب خلال الحملة الانتخابية والحالة النفسية للمتعاطفين مع الحزب والذين يناصرون”.
وذكر زعيم العدالة والتنمية إخوانه، بأن “الاتحاد الاشتراكي، كان يبدو لنا في وقت سابق أنه سيحصل على المركز الأول في الانتخابات، لكن لم يتمكن من الحصول سوى على 15 مقعدا وأضيفت له أربعة، وفق تعبيره، مسجلا في المقابل أن حزبه “لم يستطيع الوصول إلى مستوى القوة التي كانت لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”.وتساءل كيف أصبح الحزب بين عشية وضحاها غير موجود في مئات الجماعات التي كان يسيرها بالأغلبية؟
وقال بنكيران، ” هذا الحزب ممكن أن يظل في حجمه الحالي بـ13 مقعدا أو 14 أو يزيد أو ينقص، لكن غير ممكن أن يطيّح براسو ويصبح في المستقبل حزب حراسة أو حزب “قطع غيار” إلى غانديروا هذا الشي نمشوا بحالنا، لأن الله وبلادنا بفضل الله غانية علينا، يقدر يعاود يجوا ناس بحالنا ولا أحسن منا لكن ما خصنا نطيحوا بذاك الشي اللي طلعنا به الل”ه.
وشدد على أنه “من المفروض أن نظل حزبا لديه كرامة وغيور على استقلاليته”، وكشف بنكيران أن “هناك بعض الأفراد في هذا الحزب وحتى في القيادة يقولون بصراحة كنا ثايقين بأنه نحن ضرورين وغادي نبقوا في هذا الشي، وطامعين واحد شوية” قبل يضيف “سيظهر هذا الأمر مع مرور الزمن”، وزاد: ناس استحلوا المناصب طبيعي أن تستحلي ما يمكنش اللي جالس على كرسي من الحديد كمن يجلس على آخر من الخشب أو من يجلس على أريكة”.
وحذر بنكيران إخوانه مما وصفها بالأحزاب “المتهالكة”، “نحن ما شي علاش هذا الشي جينا نهار الأول، ووحتى إلى شي وقت طمعنا أو أعجبتني الأمور، إذا اقتضى الأمر نبدلوا الوضعية دلينا خاصنا نكونوا مستعدين لأن ما حَملْناه وحَمَلنا كان أكبر من هذا بكثير، وأن الحزب لديه كرامة وغيور على استقلاليته وغير مستعد أن يبيع ماضيه بعرض من الدنيا قليل ولا بمناصب لبعض أفراده وبترضيات عن اليمين والشمال”.
وقال بأن الأحزاب السياسية، ” بصفة عامة عندما تتلقى مثل هذه الضربات التي وقعت للعدالة والتنية، ماشي كتموت نهائيا أو ينفضوا عنها زبناءها أو أبناءها أو مناضلوها(..) الأحزاب السياسية التي يقع لها ما وقع لنا في انتخابات شتنبر تنطفئ رويدا رويدا حتى تصل إلى مستوى إما أن تندثر نهائيا على غرار ما حصل مع بعض الأحزاب الكبرى بالمغرب، من قبيل حزب الشورى والاستقلال الذي تزعمه محمد بلحسن الوزاني”.
وأشار رئيس الحكومة الأسبق، إلى أن “هناك أحزابا ظلت موجودة في الساحة، لكن ظلت تضعف شيئا فشيئا وتتطور حتى أصبحت أحزاب أشخاص لديهم مصالح يدافعون عنها ويقع نسيان المبادئ بشكل أو بآخر وهنالك بعض الأحزاب تحولت إلى ما يشبه “قطع غيار السيارات المتهالكة”.
وأضاف، “كتشوف بعض الأحزاب لم يعد لها وجود تقريبا من الناحية العملية، ولكن مرة مرة كتسمع شي واحد منه أصبح رئيسا للبرلمان أو مؤسسة عمومية، قبل أن يسترك يمكن أن يصبح دور بعض الأحزاب مستقبلا دورا للحراسة والدفاع عن الحكومات، لأن مناضليها كانوا موفلين الشراسة و القتال بحيث ما بقاش الحزب ولوا الناس صالحين غير لهذا الشي”.
وتساءل، “عما إذا كان العدالة والتنمية سيذهب في هذا المسار لا قدر الله أم أن مناضليه سيبذلون جهودا وأن يصبروا من أجل استعادة الحزب لألقه؟ مشيرا إلى أنه” إذا كان هذا الحزب من الصعب أن يرجع لتبؤ المرتبة الأولى في الحياة السياسية الوطينة، وإن كان ذلك ممكنا لأن “السياسية كتحنتّ” لكن هذا الحزب كان لديه كرامة ومكانة اجتماعية وناس وضعوا ثقتهم فيه وآمنوا به”.
وشدد بنكيران، على أن العدالة والتنمية، “إذا كان حزبا ما يزال يرغب في أن يتشرف ويسعد ويقم لنفسه في دنياه وفي آخرته بشرف تبني المرجعية الإسلامية والملكية الدستورية والدفاع عنها، وتبني المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار والدفاع عنها، إذا كانت هاته الأمور هي المحرك الأساسي لأعضاء الحزب قولوا لي احنا موجودين آسي عبد الإله ما كانش قول لي سير في حالك”.