بعد رحيل ميركل.. ألمانيا “تغازل” المغرب وتوضح موقفها من الصحراء المغربية

مباشرة بعد أيام من انتخاب مستشار جديد خلفا لأنجيلا ميركل، اعتبرت ألمانيا أن المملكة المغربية تعتبر، سياسيا وثقافيا واقتصاديا، حلقة وصل بين الشمال والجنوب، وشريكا أساسيا للاتحاد الأوروبي وألمانيا في شمال إفريقيا، حيث “تجمع البلدان علاقات دبلوماسية منذ عام 1956”.
وحسب بلاغ رسمي لوزارة الخارجية الألمانية، اليوم الإثنين، فإنه و”على مدى العقد الماضي، أجرى المغرب إصلاحات شاملة”، مشيرة إلى أنه “يلعب دورا رئيسيا في الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة، حيث يتضح هذا بشكل خاص، من خلال التزامه الدبلوماسي بعملية السلام الليبية”.
وفي ما يخص قضية الصحراء، أكدت الوزارة دعم ألمانيا المتواصل لـ”جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، لتحقيق نتيجة سياسية عادلة ومستدامة ومقبولة، على أساس قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”، معتبرة أن المغرب قدم مساهمة مهمة عام 2007 مع خطة الحكم الذاتي.
ووصف البيان العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب وألمانيا بـ”اللافتة للنظر”، مستدلا على ذلك، باحتلال ألمانيا في عام 2019، المرتبة السابعة في الميزان التجاري المغربي، وهي السنة التي شهدت كذلك، استيراد الشريك الأوروربي بضائع من المغرب، بقيمة 1.4 مليار يورو، وتصديره لأخرى إليه، بقيمة 2.2 مليار يورو، فضلا عن إنشاء ما يقرب من 300 شركة برأسمال ألماني في المغرب، ولاسيما في الدار البيضاء وطنجة.
كما أكد المصدر ذاته أن المغرب يعد مقصدا سياحيا للألمان، حيث شكلوا حوالي 6 بالمئة من السياح الأجانب، عام 2019.
كما عبرت ألمانيا عن دعمها لعملية التحديث في المغرب، حيث تعتبر واحدة من المانحين الرئيسيين، بالنظر إلى حجم التزاماتها التي تقارب 1.2 مليار يورو، في عام 2020، مشيرة أن التعاون الإنمائي الألماني المغربي يركز على مجالات التنمية الاقتصادية المستدامة والتوظيف والطاقات المتجددة وإدارة الموارد المائية.
وختمت وزارة الخارجية الألمانية بلاغها بالجانب الثقافي والعلمي، حيث أشارت إلى تركيز ألمانيا على تعزيز اللغة الألمانية بالمغرب والتعاون العلمي بين البلدين، عن طريق مجهودات معاهد ومدارس وجمعيات ألمانية.
وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، قد قال في لقاء عقده مع برلمانيين، إن علاقة المغرب وألمانيا، يجب أن “تراعي الوضوح والمعاملة بالمثل”.
وفي 6 ماي الفارط، استدعى المغرب سفيرته لدى برلين زهور العلوي، للتشاور بسبب ما وصفه بموقف ألمانيا “السلبي” بشأن قضية إقليم الصحراء و”محاولة استبعاد الرباط من الاجتماعات الإقليمية حول ليبيا”.
وقبل استدعاء السفيرة بشهرين، كان المغرب أعلن مطلع مارس، قطع علاقاته مع السفارة الألمانية بالعاصمة الرباط، جراء “خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية (لم يتم توضيحها وقتها بالضبط)”.
وأوضح التقرير البرلماني، أن “العلاقات الحالية للمغرب مع ألمانيا، تحتاج لعمل ومجهود، وفق منطق يراعي الوضوح والمعاملة بالمثل”.
وكان الوزير أثناء تقديمه مشروع ميزانية وزارته لسنة 2022، قد قال إن “علاقات المملكة مع الدول الأوروبية شهدت خلال سنة 2021، تطورا ملفتا”.
واعتبر بوريطة، أن “اتصالات المملكة مع الشركاء الأوروبيين خلال عام 2021، مكنت من إعادة تقييم شامل للعلاقات الثنائية مع جل الدول الأوروبية، استعداد لمرحلة ما بعد الجائحة”.
وزاد: “المملكة المغربية حافظت بشكل إيجابي، على مبادلاتها التجارية مع مختلف شركائها الأوروبيين، مراهنة في ذلك على الثقة التي تتمتع بها كشريك اقتصادي متميز للاتحاد الأوروبي”.