مجتمع

أكثر من 340 ألف تلميذ هجروا حجرات الدراسة بسبب صعوبات التعلم

أكثر من 340 ألف تلميذ هجروا حجرات الدراسة بسبب صعوبات التعلم

كشفت نتائج دراسة للبرنامج الوطني لتقييم المكتسبات، عن معطيات مفصلة تخص مستويات مكتسبات التلاميذ في موارد المقرر الرسمي، معتبرة أن نقص المكتسبات وصعوبات التعلم من بين الأسباب التي دفعت 128 ألف و195 من تلاميذ السلك الابتدائي و212 ألف و133 من تلاميذ السلك الثانوي الإعدادي إلى هجر الدراسة والتخلي عنها.

وأظهرت معطيات الدراسة، التي اطلع “مدار21” على تفاصيلها، نقصا ملحوظا بشكل عام على مستوى مكتسبات تلامذة السنة السادسة ابتدائي والسنة الثالثة ثانوي إعدادي ويمثل السلكان الابتدائي والثانوي الإعدادي التعليم الأساس الإلزامي، الذي يعتبر بمثابة القاعدة الأساس للمكتسبات الدراسية التي تمنح التلاميذة امكانية متابعة الدراسة في الثانوي  التأهيلي والعالي أو التسجيل في التكوين المهني مع التوفر على الكفايات الضرورية للنجاح.

ووفقا للمعطيات ذاتها، فإن بعض التلاميذ يصلون إلى السنة السادسة من التعليم الابتدائي من دون أن يكونوا قد استوفوا مكتسبات السنوات الخمس السابقة، وتصْدقُ نفس الملاحظة على تلامذة السنة الثالثة ثانوي إعدادي، “وهو الأمر الذي ينجم عنه هدر مدرسي تؤثر كلفته المالية والاجتماعية سلبيا على المنظومة التربوية وعلى المجتمع في كليته”، تؤكد الدارسة التي أشرف عليها المجلس الأعلى للتربية والتكوين.

وسجلت نتائج دراسة للبرنامج الوطني لتقييم المكتسبات، “عجز التعليم الأساس الإلزامي يجر المنظومة التربوية إلى الأسفل، ويحد من قدراتها من هنا نحو النجاح وبالتالي تصير تعبئة الموارد من أجل الإصلاح أمرا إلزاميا وإلا سيكون تطوير الرأسمال البشري في خطر”، مؤكدة أنه “من واجب التعليم الأساسي الألزامي أن يمنح كل تلميذ القاعدة الأساس لتربية جيدة ضروري لكل فرد، خاصة في سياق الهدر المدرسي وضعف التكوين مدى الحياة وصعوبة محو الأمية والقضاء عليها”.

وتُظهر مستويات مكتسبات التلامذة، في الكفايات اللغوية أن نسبة هامة منهم لا تتحكم في الكفايات اللغوية الأساسية والضرورة لمتابعة التحصيل في اللغة العربية، فحسب معطيات الدراسة بخصوص الكفايات في اللغة العربية، فإن 31 في المائة من التلاميذ اكتسبوا أقل من 42 في المائة من البرنامج الرسمي للسنة السادسة ابتدائي مقابل 46 في المائة من تلاميذ السنة الثالثة ثانوي إعدادي الذين اكتسبوا أقل من 36 في المائة من برنامج السنة الثالثة إعدادي.

ويأخذ المشكل طابعا أكثر حدّة في اللغة الفرنسية، حيث تشير الدراسة، إلى أن 41 في المائة من تلامذة السنة السادسة ابتدائي لم يكتسبوا بالمرّة طوال سنوات السلك الابتدائي الموارد الضرورية لمتابعة دوروس  اللغة الفرنسية في السنة السادسة ابتدائي، فقط 12 في المائة من تلاميذ السنة السادسة ابتدائي و11 في المائة من تلامذة السنة الثالثة ثانوي إعدادي هم الذين استوعبوا مجموع البرنامج الرسمي، مشيرة إلى أن أغلبية التلاميذ يجدون في نهاية السلك الأساسي صعوبات في الكتابة باللغة الفرنسية بشكل سليم.

وتؤكد دراسة البرنامج الوطني لتقييم المكتسبات، دور التعليم الأولي وتأثيره الايجابي على مكتسبات التلامذة ونجاحهم طوال مسار التعليم الأساس حسب التشخيص استفاد  نصف تلامذة السنة السادسة من التعليم الابتدائي وثلث تلامذة السنة الثالثة ثانوي إعدادي من خدمات روض الأطفال قبل الشروع في مسارهم الدراسي.

وبحسب المصدر ذاته، يتطلب رفع تحدي تقليص فئة التلاميذ الذين يواجهون صعوبة في التعلم أثناء مرحلة التعليم الأساسي، ضرورة القيام بمعالجة مزدوجة تقوم على التدخل منذ السنة الأولى من التعليم الابتدائي، من أجل ألا يمضي التلامذة سنوات الدراسة دون اكتساب ما يلزم اكتسابه كل سنة لترصيده للوصول إلى نهاية السلك الابتدائي أو الثانوي الإعدادي بنقص المكتسبات.

وأكدت الدرا سة، أنه “ينبغي لهذه المعالجة أن تقوم على نظام لتشخيص الصعوبات لدى التلاميذ منذ السنوات الأولى من التعليم الابتدائي وقبل أن تتراكم التعثرات لتكون سببا في عدم التمكن من متابعة التمدرس على هذا المستوى وحده إصلاح التعليم الأول، وبشكل أخص مند السنة الأولى للتعليم الابتدائي يمكنه أن يقلص على المدى المتوسط والبعيد من حجم فئة التلامذة الذين يواجهون صعوبات في التعلم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News