دين وحياة

التوفيق: قواعد الذكاء الاصطناعي تُجمع على إيجابية خطب الجمعة الموحدة

التوفيق: قواعد الذكاء الاصطناعي تُجمع على إيجابية خطب الجمعة الموحدة

قال أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، خلال تقديمه ملخصا عن التقرير السنوي حول حصيلة أنشطة المجالس العلمية وعن الشأن الديني عن السنة 1447/2025، أمام أمير المؤمنين الملك محمد السادس، خلال ترؤسه لحفل إحياء ذكرى المولد النبوي، إنه “من تباشير الفلاح أن الناس بدؤوا يظهرون اهتماما أكبر بخطب الجمعة المقترحة ضمن خطة التبليغ”، مضيفا أن تحليلات قواعد الذكاء الاصطناعي تُجمع على “إيجابية هذه الخطب”.

واستدرك التوفيق، خلال الحفل الذي احتضنه مسجد حسان بالرباط مساء أمس الخميس، أن قواعد الذكاء الاصطناعي “تتساءل عن مقدار الوقع والتأثير، إذ يغيب عنها أن التأثر هو مسؤولية المتلقي، وأن التبليغ الميداني كما يحضر له العلماء يتضمن المتابعة عن قرب إسوة بالمنهاج النبوي”.

وشدد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية على أنه “مما يزيد في الإقناع بهذه الخطة أنها بتأصيلها في القرآن هي سبيل المسلمين لتحقيق النموذج المطلوب منهم، وهو أن يكونوا خير أمة تخرج للناس، بينما العالم حولهم، وهو يواجه مختلف أزمات السلوك، قد أخذ يراجع اقتراحات الأنماط التي اهتدى إليها على أساس تجاربه التاريخية المنقطعة عن الوحي”.

وأردف التوفيق مخاطبا أمير المؤمنين إن “ما يجري في مملكتكم في جانب التأطير الديني، بمبادرة العلماء، مشروع يطمح إلى آفاق كونية، لأن سؤال الإنسان الأكبر هو نفس السؤال الذي جاءت لتجيب عنه الديانات ودارت حوله مباحث الفلسفات، ما هو سبيل النجاة”.

وأكد أن العلماء “يعتبرون أن توفر شروط التبليغ برعاية إمامتكم فرصة مواتية لاقتراح نموذج شامل في الفهم يستمد من النموذج النبوي، ولذلك دعا المجلس العلمي الأعلى، في بداية هذه السنة، إلى لقاء نوعي غير مسبوق مع ثلة من كبار المنخرطين في التنمية ليجيبوا بأبحاثهم عن مدى حاجة التنمية إلى وازع القرآن”، بناء على القول المنسوب للخليفة عثمان: “يزع الله بالسلطان ما لا يزع بالقرآن”.

وأشار إلى أن المقصود بـ”وازع السلطان” هو “تدخل مختلف الجهات المسؤولة بالمال والتدبير والحماية القانونية، بينما المقصود بـ”وازع القرآن” هو التبليغ المؤثر الذي يجعل المتدين يحاسب نفسه أمام الله على ما ينبغي فعله وما ينبغي تركه، وقد فتح هذا اللقاء باب الحوار في الموضوع الذي يليق بأن يكون الهم المشترك للجميع، وهو تحقيق الحياة الطيبة بما وصف الله لها من شروط”.

وواصل الوزير نفسه أن الواقع الحالي يكشف عن أمرين “أولهما أن ضعف التدين، على أساس السلوك، بارز في ما هو مرصود بمؤشرات الإحصاء، وثانيهما أن كلفة تدخل الدولة لإصلاح الحياة في هذا الوضع تزداد كل عام فداحة، ومن هنا الحاجة الماسة والملحة إلى تقوية وازع القرآن بتبليغ مسدد مبين يقتضي يقظة شاملة تعم الناس جميعا، ويستحضرها، على الخصوص، المسؤولون عن التنمية بمختلف أنواعهم ومواقعهم، يقظةَ ضمير تحرسها الأخلاق ويصحح بها النظر إلى الدين، لا على أنه مجرد جزء من الحياة، بل على أنه نظام الحياة في شموليتها، وذلك على أساس فهم رباني لقضيتين جوهريتين، هما قضية الحرية وقضية المسؤولية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News