دعوات لمصالحة وطنية مع المجال الجبلي وجبر ضرر “الاستبعاد من التنمية”

اغتنم شباب الائتلاف المدني من أجل الجبل مناسبة حلول اليوم الدولي للجبل (11 دجنبر) لتسليط الضوء على قضايا شباب هذه المجالات وإطلاق نداء “وجوب إعلان مصالحة وطنية ضرورية”، مشددين على “جبر الضرر الجماعي لساكنة المجال الجبلي المهمشة والمستبعدة اجتماعيا وتنمويا.
نداء هذا الشباب الجبلي جاء ضمن لقاء قرية تيغزى الجبلية بمناسبة تخليد اليوم الدولي للجبال 2024، المنعقد تحت شعار: “حلول قائمة على الجبال من أجل مستقبل مستدام: الابتكار والتكيف والشباب”، الذي أعلنوا فيه تشبثهم بـ”القطع الفعلي وليس الشعاراتي مع سياسة التهميش وتعميق التفاوتات المجالية وتجاوز الخطاب التبريري للمسؤولين منذ عقود”.
الحسين المسحت، عضو السكرتارية الوطنية للائتلاف المدني من أجل الجبل وأحد القادة الشباب داخل التنظيم المدني، قال إنه “لا يمكن أن تتم هذه المصالحة الوطنية الضرورية مع ساكنة المجال الجبلي إلا أن تضمن وتتضمن إشراك الشباب الجبلي في صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم ومستقبلهم”.
وأشار المسحت، في تصريح لجريدة “مدار21” الالكترونية، إلى أن “هذا الإشراك سيتم عبر ثلاث آليات وهي الانفتاح على النخب الشابة بمجالات الهامش وفي القلب منها شابات وشباب الجبل وأن يكون شرط التنخيب ليس القرابات الحزبية والعائلية والمصلحية والقرب من المركز ولكن بمعايير الكفاءة والموضوعية”.
وواصل المتحدث ذاته أنه “لابد من توظيف آليتي الديمقراطية التمثيلية وهي مسؤولية مباشرة للأحزاب السياسية في عملية التشبيب وتعزيز مواقع الشباب وترشيحهم ودعمهم والديمقراطية التشاركية من خلال تعزيز مشاركة الشباب في المساهمة بصنع السياسات والبرامج الترابية جهويا وإقليميا ومحليا وكذا تعزيز وتقوية أدوار المجتمع المدني”.
واعتبر الفاعل المدني أن “أكبر إشكالية مرتبطة بوضعية الشباب الجبلي هو اعتماد العديد من المناطق الجبلية بالمغرب على بعض الأنشطة الاقتصادية الموسمية وهو ما يخلق تحديات كبيرة للحفاظ على اقتصاد مستقر على مدار العام”، مؤكداً أنه “لهذا نناضل من أجل توفير وتعزيز التعليم والتكوين ومحاربة الهدر المدرسي والجامعي وتوفير فرص شغل قار وكريم لبنات وأبناء الجبل حتى لا تتراكم أرقام شباب “NEET“ الذي لا يشتغل ولا يدرس ولا يتابع أي تكوين”.
وأمام تضخم إكراهات وصعوبات المجالات الجبلية بمرور عقود من الزمن من قبيل: صعوبة التضاريس وارتفاع تكلفة البنية التحتية بالجبال والظروف المناخية القاسية، دعا الناشط الحقوقي إلى “تحويل هذه التحديات إلى فرص حقيقية للتنمية المستدامة على جميع المستويات”.
وفي ما يتعلق بالتعليم والتكوين، أجمع الشباب الجبلي، ضمن النداء الذي اطلعت عليه جريدة “مدار21” الالكترونية، على ضرورة الاستثمار في هذا القطاع الحيوي لتزويد سكان المناطق الجبلية بالمهارات اللازمة للتكيف مع التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية وتوفير منصات تعليمية عبر الإنترنت للتغلب على الحواجز الجغرافية وتوفير الوصول العادل إلى التعليم.
المسحت، وبصفته من صائغي هذا النداء، أورد أيضا أهمية تحسين البنية التحتية اللوجستية، بما في ذلك الطرق وأنظمة النقل، بما يتناسب وخصوصية المناطق الجبلية ولايهدد سلامة بيئتها، مبرزا أنه من شأن ذلك “تسهيل حركة البضائع من وإلى مراكز التوزيع الوطنية والدولية، وكذلك لربط هذه المناطق ببقية العالم”.
وبحكم أهمية سلاسل الإنتاج الفلاحية في المجال الجبلي، لفت المتحدث ذاته إلى “ضرورة تقوية القدرات في المجال التقني الفلاحي وتطوير وتثمين سلاسل الانتاج ابتداء من الإنتاج ومرورا بالتثمين والتسويق مع الحرص على احترام سلامة واستدامة النظام البيئي للمناطق الجبلية بالإضافة إلى تشجيع الممارسات الزراعية المبتكرة ودعم البحث في آليات تطوير التقنيات الزراعية المتكيفة مع التضاريس الجبلية ومنع الزراعات الجائرة وتشجبع زراعة المدرجات”.