أكاديميون وخبراء يفككون الخطاب الملكي ويبرزون تنامي الدعم الدولي لمغربية الصحراء

أكدت الأستاذة الباحثة في العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة محمد الخامس، كريمة غراض، أن الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، أتى بنهج جديد في منطق التعامل مع قضية الصحراء المغربية.
وأوضحت غراض، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الخطاب الملكي الذي تمحور حول القضية الوطنية، “أتى بنهج جديد في منطق التعامل مع القضية الوطنية على الصعيدين الوطني والدولي، وفي أشكال التدخل في هذا الملف”.
وأبرزت أن هذا النهج الجديد “يأتي في سياق دولي وإقليمي يشجع مبادرة الحكم الذاتي ويدعمها صراحة “، مشيرة في هذا الصدد إلى تعاظم عدد الدول في المنتظم الدولي التي تدعم سيادة المغرب على صحرائه وتؤيد مبادرة الحكم الذاتي، بما في ذلك الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وأشارت أيضا إلى أن الخطاب الملكي تضمن دعوة صريحة إلى الجدية في التعامل واليقظة وتوسيع نطاق الدبلوماسية الموازية ليشمل كل القوى الوطنية الحية، سواء المؤسساتية الرسمية أو غير الرسمية، بما يعكس “الانتقال الفعلي إلى دينامية التغيير وإلى الاستباقية في تدبير القضية الوطنية “.
وتوقفت غراض، في هذا السياق، عند الدعم الفرنسي المباشر للوحدة الترابية للمملكة، الذي أكدته رسالة الرئيس إيمانويل ماكرون التي وجهها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما سجلت الموقف “التقدمي التاريخي” لإسبانيا الداعم للقضية الوطنية.
وخلصت الأستاذة الباحثة إلى أن الخطاب الملكي أكد أيضا اعتزاز المغرب بعمقه الإفريقي الذي يتجلى من خلال مقاربات التعامل مع الدول الإفريقية، لاسيما عبر إطلاق جلالة الملك للمبادرة الرامية إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، ومشروع أنبوب الغاز المغرب – نيجيريا.
تنامي الدعم الدولي لمغربية الصحراء
أكد الأكاديمي الإسباني والخبير في الشؤون المغاربية، رافائيل إسبارزا ماتشين، أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، أبرز الدعم الواضح الذي تقدمه دول مؤثرة لمغربية الصحراء.
وقال إسبارزا ماشين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “أكثر من 115 دولة أبدت بالفعل دعمها الواضح لمبادرة الحكم الذاتي”، مشيرا إلى أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية المؤيد لسيادة المغرب على صحرائه يعزز هذه الدينامية بدعم من قوى عالمية مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا.
وبالنسبة للزعيم الاشتراكي السابق والأستاذ في جامعة لاس بالماس في غران كناريا، فإن “الصحراء مغربية بحكم تاريخها وشرعيتها وإرادة ساكنتها”.
وأضاف قائلا “هي كذلك مغربية في الوقت الحاضر، لا سيما من خلال الدعم الدولي”، مذكرا بافتتاح أكثر من 30 قنصلية في مدينتي العيون والداخلة.
وتابع بالقول إن الساكنة الصحراوية تعيش في الصحراء المغربية، وتشارك بفعالية في الحياة الديمقراطية وتنمية المنطقة والبلاد.
وأوضح الباحث أيضا أن الدعم الذي أعربت عنه العديد من الدول المؤثرة لمغربية الصحراء يعزز وجاهة مخطط الحكم الذاتي المغربي، الذي يعتبر الآن الحل الوحيد لإنهاء هذا النزاع المفتعل حول الوحدة الترابية للمغرب.
وخلص إلى أن هذا الدعم يعكس أيضا رفضا قاطعا للنزعات الانفصالية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.
الخطاب الملكي “ضمان للاستقرار والثقة”
وأكد الخبير الفرنسي في العلاقات الأورو إفريقية، غيوم شابان ديلماس، أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان “ضمان للاستقرار والثقة” لجميع شركاء المملكة.
وأكد الخبير الفرنسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “اليوم، وفي وقت تتضاعف فيه بؤر التوتر والنزاعات في جميع أنحاء العالم، يقدم الخطاب الملكي ضمانات الاستقرار والثقة لجميع شركاء المملكة، بما في ذلك فرنسا التي ورد ذكرها بشكل مكثف في الخطاب”.
وأكد ديلماس أن الخطاب “البناء” لجلالة الملك يسمح كذلك بـ”تملك طموح سليم، متجدد وقوي” بخصوص الصحراء المغربية، وهي قضية “مركزية” و”حيوية” بالنسبة للمغرب، مشيرا إلى الأهمية القصوى التي أولاها خطاب جلالة الملك لفرنسا عقب دعمها لمخطط الحكم الذاتي المغربي باعتباره “الأساس الوحيد” لحل النزاع المفتعل حول الصحراء.
كما سلط الضوء على الاستراتيجية الملكية التي تتسم بـ”التناسق والطموح والقوة” والتي “ليست وليدة الأمس” فيما يخص قضية الصحراء.
وأضاف قائلا “أعتقد أن هذا الدعم يلقى نفس التأييد من طرف شركاء المغرب الأوروبيين الآخرين، الذين سبق لهم قبل فرنسا أن أعربوا عن دعمهم للمخطط الذي قدمه المغرب كخيار وحيد، ولا سيما إسبانيا التي لها تأثير كبير في هذا الملف”.
وأشار شابان ديلماس، كذلك، إلى أن الخطاب الملكي أمام البرلمان “يأتي ليعزز هذا الزخم الذي يتمتع به المغرب، والذي يرسخ نفسه كقوة من الطراز الأول ويعزز الاستقرار في المنطقة، مع الأهمية التي ما فتئ جلالته يوليها لمنطقة الساحل والصحراء ضمن رؤيته منذ خطابه أمام الاتحاد الإفريقي”.
ترسيخ سيادة المغرب على صحرائه
أكد راوول براغا بيرش، الخبير البرتغالي في الشؤون الإفريقية، أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الجمعة، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، يرسخ بشكل لا رجعة فيه سيادة المغرب على صحرائه.
وقال براغا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الخطاب الملكي يسلط الضوء على “الدعم الدولي غير المسبوق لمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لتسوية هذا النزاع المفتعل بشأن الصحراء المغربية”، مشيرا إلى أن “رؤية جلالة الملك الاستباقية أسهمت في ترسيخ سيادة المملكة على كافة ترابها بشكل لا رجعة فيه”.
وأبرز الخبير البرتغالي أن الخطاب الملكي ركز أيضا على الإشارة إلى أهمية الدعم الصريح والواضح للدولة الفرنسية لسيادة المغرب على صحرائه، التي تشكل الأولوية الوطنية الأولى للمغرب.
وأشار إلى أن كلمات الشكر التي وجهها جلالة الملك في خطابه للرئيس الفرنسي تعكس قوة هذا الدعم من أجل توطيد وتعزيز الموقف المغربي على الصعيد الدولي وفي إطار الأمم المتحدة، فضلا عن دعم الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا والعديد من الشركاء العرب والأفارقة للمغرب.
وخلص المتحدث إلى التأكيد على أهمية المبادرة الملكية لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، وخط أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا الذي سيحدث ثورة في المشهد الطاقي الدولي، لافتا إلى أن هذه المبادرات، التي تشكل مشاريع قارية ضخمة، ترسخ موقع الأقاليم الجنوبية للمملكة كحلقة وصل للتبادل والتعاون بين المغرب وعمقه الإفريقي.