قيادي سابق بالبوليساريو: الجزائر متيقنة أن رهانها على الصحراء خاسر وتوهم شعبها بحرب دائمة

اعتبر القيادي السابق في جبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، أن استغلال عبد المجيد تبون لملف الصحراء بالانتخابات الرئاسية في الجارة، والتي حصل فيها على 94.65 بالمئة من الأصوات، تطبيق من عسكر الجزائر لنظرية “أن من أهم شروط بقاء السلطة في يد جماعة صغيرة هو خلق حالة حرب دائمة”، وذلك منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، بهدف إيهام الجزائريين بأن جهات خارجية تهدد حدود بلادهم الغربية حتى لا ينشغلوا بالاختلالات التنموية الداخلية وينتفضوا ضد حكم العسكر.
وأبرز أن خلافات قيادات البوليساريو تطفو على السطح بين الفينة والأخرى حينما يختل ميزان قسمة الغنائم والريع المتأتي من استمرار مشروعهم، ويشعر بعضهم بالتهميش أو الحيف، تماما كما يحصل بين السراق، ولا علاقة له بتطورات النزاع وتقدم المغرب في النقاط، باعتبار أن الجزائر هي قائدة مشروع البوليساريو “وهي صاحبة المصلحة فيه، وتعلم يقينا أن الصحراء لن تنفصل عن المغرب، لكن لا بأس من فرملته خاصة وأن المكابح والعجلات التي ستتضرر ليست من صنع جزائري”.
وأورد القيادي السابق في جبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن الاعتراف الفرنسي بالسيادة المغربية على الصحراء كان منتظرا في أي وقت بعد إعلان الرباط أن الموقف من نزاع الصحراء هو النظارة التي تميز الحليف والصديق عن غيره، وعلى ضوئه تتجدد اتجاهات شراكات المملكة.
ويرى مصطفى سلمى أن ذلك شكل ضغطا على صانع القرار الفرنسي، وزاده أن الموقف المغربي جاء في توقيت سيء لفرنسا داخليا (أزمة اقتصادية)، وخارجيا كان مجال نفوذها يتقلص بشكل مطرد في إفريقيا تكاد معه تفقد كل مصالحها في الجنوب.
وسجل القيادي السابق في جبهة البوليساريو أن دعم فرنسا للموقف المغربي يأتي “انسجاما مع تاريخ تعرفه أكثر من غيرها، فهي من رسم خرائط المنطقة، ودعما للاقتصاد الفرنسي، ثم إنقاذا لما تبقى من مصالح فرنسا الآيلة للأفول في إفريقيا باعتبار المصداقية والعلاقات الجيدة التي تربط المغرب بغالبية دول إفريقيا”.
وفي جوابه عما إذا كان دعم القوى الكبرى للمغرب، الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وفرنسا، “بداية نهاية البوليساريو”، أشار مصطفى سلمى ولد سيدي مولود إلى أن الأخيرة التي تأسست منتصف 1973 بهدف تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب من الاستعمار الإسباني، عمليا منتهية الصلاحية منذ تحرير الصحراء وخروج آخر جندي إسباني من الإقليم مطلع 1976.
واسترسل موضحا “لكن الجزائر دخلت على الخط وأسست لنزاع جديد مع المغرب عنوانه تقرير مصير ما تزعم أنه “الشعب الصحراوي” بقيادة البوليساريو. ولم تكن هذه العملية بحاجة للدخول في صراع مسلح دموي بل الجلوس على طاولة مفاوضات للتفاهم وهو ما وقف عليه الجميع بعد 16 سنة من الحرب المدمرة بين الأشقاء، ومع الأسف فما زالت الجزائر تعاند وتدفع البوليساريو لرفض أي حل. وبالتالي فالبوليساريو لن تنتهي ما دامت تحقق مصلحة جزائرية”.
وبحسب ولد سلمى فإن تزايد الدعم الدولي لسيادة المغرب على الصحراء ناتج أولا من شرعية تاريخية مؤيدة بمجهودات تنمية جبارة ثم اشتغال الدبلوماسية المغربية في كل الساحات “وهو ما يعطي زخما ومصداقية للطرح المغربي، في مقابل جمود وانحصار يلحظه العالم بأسره لدى الطرف الآخر، ما يعظم أزماته”.