صوت الجامعة

كلية الطب بالبيضاء “تصبُّ الزيت” على احتجاجات طلبة الطب ودعوة للحكومة للتحلي بالجدية

كلية الطب بالبيضاء “تصبُّ الزيت” على احتجاجات طلبة الطب ودعوة للحكومة للتحلي بالجدية

يتواصل الشد والجذب بين “أطباء الغد” وكليات الطب والصيدلة بعد أزيد من 9 أشهر من مقاطعة الدورس والامتحانات والتداريب الاستشفائية، بعدما أقدمت كلية الطب بالدار البيضاء، اليوم السبت، على إيصاد أبوابها في وجه الطلبة ومنعهم من تنظيم وقفة احتجاجية بمحيطها.

وفوجئ طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالدار البيضاء بمنع الوقفة الاحتجاجية السلمية بالكلية، والتي دعت إليها اللجنة الوطنية بحر هذا الأسبوع، إضافة إلى منعهم من إجرائها أيضا بمحيط الكلية، ما شكل “صدمة” للطلبة وفق ما أكده محمد أيمن فتحي، المنسق الوطني لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة.

وقال محمد أمين، في تصريح لجريدة “مدار21”: “كنا نريد أن نقوم بوقفة احتجاجية بكليتنا التي ننتمي إليها، وأردنا الدخول فأوصدوا الأبواب أمامنا، وأردنا أن نقوم بها أمام الكلية فمنعونا من محيطها”، متسائلا “هل هذا جزاء طلبة لديهم ملف مطلبي أكاديمي يهم المجتمع المغربي ككل؟ هل ذنبهم أنهم مارسوا حقهم الدستوري؟”.

وأكد المنسق الوطني لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة أن أزمة “أطباء الغد” لم تبارح مكانها “لأن لا أحد يريد إيجاد حل، فقط وعود شفهين من قبيل ‘دخلو وإن شاء الله يكون خير.. حتى دخلوا ونشوفو، مشكل الموقوفين حتى دخلو ونبتو فالتوقيفات”، مؤكدا أن “طريقة التعامل هاته أصبحت واضحة للجميع، ولا أحد يمكنك التحايل عليه بها”.

وأوضح أن اقتراب الأزمة من دخول شهرها العاشر “غير مقبول ولا يعجب الطلبة، فلا يمكن أن نقبل بضياع 10 أشهر من تكوين طبيب وصيدلي”، متعجبا بعبارات استنكارية “ألا يوجد شخص داخل الحكومة يقدر على حل هذه الأزمة؟ ولماذا وزارة التعليم العالي والحكومة لم تأخذ هذا الملف بجدية كافية؟”.

ويرى المتحدث أن سبب استمرار إضرابات طلبة الطب يعود بالأساس إلى غياب الجدية لدى الحكومة في حل هذا الملف، الذي لا أفق لانفراج قريب في مساره التصعيدي حتى الآن، مبرزا أن “الطلبة كانوا منفتحين على جميع الحلول، فقد ناقشنا وراسلنا وقمنا بإضرابات إنذارية وحذرنا وأصدرنا بلاغات وبيانات تنديدية وحاولنا تفادي تأزيم الوضع لسنتين، لكننا أُرغِمنا على الدخول في المقاطعة لأننا لم نجد آذانا مصغية”.

وأشار فتحي إلى أن ممثلي الطلبة طرقوا كل الأبواب لإيجاد حل يُنهي الأزمة وصولا عند “الاجتماع مع فرق المعارضة والأغلبية بمجلس النواب الذي حددنا فيه 4 نقاط خلافية، لكن وزارة التعليم العالي مباشرة بعد الاجتماع برمجت الامتحانات بطريقة أحادية وأغرت الطلبة الذين سيجتازون الامتحانات بدورة تعويضية”.

وأكد أن الإجماع داخل طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان على الصعيد الوطني يؤكد أن ملفهم المطلبي أكاديمي بالأساس ويضع تجويد التكوين في صلب الإصلاح، وعضد موقفه بالقول: “امتحانات الاستدراكية (التي انطلقت الخميس الماضي) لم يصدر بلاغ للجنة الوطنية لمقاطعتها، لكن الطلبة قاطعوها من تلقاء أنفسهم”.

وحمّل المنسق الوطني لأطباء المستقبل الحكومة مسؤولية الاحتقان الحالي ةما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا في حال عدم إيجاد حلول مُرضية للطلبة، مبرزا أن “التعامل الحكومي لا يتحلى بالجدية الكافية لإيجاد الحل، والطلبة سيبقون الطرف الذين يريد الحوار، وكلما جاءت فرصة الحوار يتمسكون بها ويناقشون ويُحاجون من أجل إيجاد الحل، وقد بيّنا حسن النية أكثر من مرة ولن نتعب من أننا نكون الطرف الذي يريد الحل، والطرف المقابل يجب أن يتحلى بالجدية نفسها، وإذا ذهبنا للسنة البيضاء فليتحملوا المسؤولية”.

وبانفعال كبير، عبّرت نرجس الهلالي، طالبة بالسنة الخامسة بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء وعضوة اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب، عن سخطها من منع الوقفة الاحتجاجية التي كانت مقررة بالكلية اليوم السبت.

ففي وقت طرق طلبة الطب باب مؤسسة الوسيط تعبيرا منهم عن حسن النية لإيجاد انفراج للأزمة يعيد الطلبة إلى مدرجات ومختبرات كليات الطب “فوجئنا اليوم بأوامر رفض وجود الطلبة في محيط الكليات لمنع الوقفة الاحتجاجية، ومن العيب والعار أن تطردنا الكليات التي ننتمي إليها”، تقول نرجس في حديثها لـ”مدار21”.

وتابعت بصوت مرتفع متشنج “9 أشهر ونحن نعاني، في هذه المدة المرأة الحامل تضع مولودها ولكن أزمتنا نحن ما زالت لم تصل مرحلة المخاض، ولا نعرف ماذا ينتظر المسؤولون لإيجاد حل واقعي”.

وتؤكد نرجس بدورها أن الطلبة متشبثون بـ”منطق الحوار والعقل لإيجاد حلول واقعية”، مجددة رفض “الإجراءات الفاشلة المقترحة، لأنها لو كانت ترقى لتطلعات الطلبة لعادوا إلى الكليات من تلقاء أنفسهم”.

وأشارت عضوة اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب إلى أنه من “غير الممكن أن تطبق علينا إصلاحات عشوائية، ومن غير المقبول الطريقة العشوائية التي يتم التعامل بها مع ملفنا، فنحن نريد حلولا”.

وتساءلت في تصريحها للجريدة “لماذا ستذهب دفُعات ضحية إصلاح غير مكتمل في حين أنه جاء إصلاح الإصلاح في ما بعد ليطبق على الدفعات الجديدة؟ ولماذا يتم التضحية بنا وبتكويننا؟”، مشددة على أن “هذا أمر لا يعقل ولا يمكن الاستمرار في هذا النهج”.

واتهمت نرجس الحكومة ووزارة التعليم العالي بـ”دفعنا بخطى ثابتة إلى السنة البيضاء”، مؤكدة أن “هذا السيناريو لن يستفيد منه لا الطلبة ولا بلادنا، ولا نعرف لماذا لا يتم التعامل مع مطالبنا، التي هي أكاديمية محضة وليست فئوية، بجدية”.

وذكّرت بأن ملفهم المطلبي حول تحسين ظروف التكوين انضافت إليه مطالب جديدة “التي جاءت في سياق الإضراب والمقاطعة للتراجع عن حل مجالس الطلبة والتوقيفات التي طالت ممثلي الطلبة”.

تعليقات الزوار ( 2 )

  1. اتقوا الله في بلدكم، تدرسون و تستفيدون من تداريب مجانية و الدولة تنفق عليكم الملايين من أجور الأساتذة و غيرهم من الإداريين في الكليات. و عند إنتهاء التكوين تذهبون إلى الخارج. أين هو حب الوطن و التضحية من أجله. الحمد لله على نعمة المغرب.🇲🇦

  2. لا حوار قبل استئناف الدراسة.
    يجب على الدولة تشجيع كليات الطب الخاصة ومنح منح لابناء الفقراء للتدريس بها.
    الكل يعلم أن المدرسة العمومية والصحة العمومية. مضيعة لاموال دافعي الضرائب. معلموا واطباء وممرضوا القطاع العمومي ريع لأصحابها لايعرفون سوى نهاية الشهر للاستفادة من الأجرة.
    يجب تحويل اجورهم لابناء الفقراء للتدريس والتطبيب في القطاع الخاص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News