4 عوامل عَبّدت الطريق لعادل هالا لدخول سباق رئاسة الرجاء مرشحا وحيدا

يدخل عادل هالا سباق رئاسة الرجاء الرياضي خلال الجمع العام المرتقب في 12 شتنبر الجاري مرشحا وحيدا، بعد إغلاق باب الترشيحات، عشية يوم أمس الثلاثاء، بلا منافس له.
ووضع رئيس الرجاء بالنيابة، عادل هالا، أمس الثلاثاء ترشحه رسميا لرئاسة “القلعة الخضراء” خلفا لمحمد بودريقة، الموقوف بألمانيا.
وأعلن هالا ترشحه للاستمرار في قيادة “سفينة” الرجاء في مقطع صوتي أُرسل بالمجموعة الرسمية لمنخرطي الفريق الأخضر، أكد فيه وضع ملفه لرئاسة الرجاء في إطار الاستعداد للجمع العام المقبل المقرر في 12 شتنبر 2024 بلائحة مكونة من 99 بالمئة من أعضاء المكتب المديري الحالي للفريق.
وبرّر هالا إعلان ترشحه بتسجيل صوتي عبر تطبيق المراسلة الفورية “واتساب” برغبته في عدم التواصل مع المنابر الإعلامية حتى لا يتجاوز مؤسسة المنخرط التي يتشرف بالانتماء إليها، وحتى يكون المنخرطون أول من يسمع خبر الترشح منه شخصيا.
وعبّر عادل هالا عن أمله في أن يسمح الوقت الضيق المتبقي حتى موعد الجمع العام في عقد لقاء تواصلي مع المنخرطين لوضعهم في الصورة الحقيقية وللإجابة عن جميع تساؤلات مؤسسة المنخرط.
وفي وقت شهدت الجموع العامة في السنوات الأخيرة منافسة قوية على رئاسة الرجاء، مع بعض الاستثناءات القليلة، يدخل الرجاء جمعه لطي صفحة بودريقة بمرشح وحيد خبِر خبايا البيت الداخلي الأخضر، ونجح في المحافظة على توزان النادي في فترة غياب رئيسه الموقوف.
رفع المنع وأزمة الموارد المالية
يجتاز الرجاء فترة صعبة بسبب الضائقة المالية التي عادت لتخيم على الفريق بسبب تراكم النزاعات، جرّاء التدبير غير الناجع للرؤساء السابقين لملفات فسخ عقود بعض اللاعبين والمدربين.
الأزمة المالية تعد من النقاط الساخنة التي تشكل تحديا أمام الرئيس الجديد لـ”القلعة الخضراء”، ما عدّه منخرط رجاوي، فضّل عدم الكشف عن اسمه، من الأمور التي دفعت المنافسين المحتملين لهالا إلى التردد والبقاء بعيدا عن الأضواء حتى تتضح الصورة عن الوضعية المالية للفريق مستقبلا.
وأبرز المتحدث ذاته أن الرجاء اليوم يحتاج إلى ميزانية تصل 20 مليار سنتيم سنويا لتغطية مصاريفه، ما يجعل دخول السباق الرئاسي في هذه الظرفية إلى جانب عادل هالا مغامرة تحتاج مشروعا يرتكز على جلب موارد مالية على المدى القصير للخروج من نفق الأزمة الحالية.
ونجح الرجاء حتى الآن في رفع المنع على الصعيد الدولي بعدما سدّد ما يناهز 900 مليون سنتيم، وما يزال المكتب المديري يسابق الزمن من أجل رفع المنع على الصعيد المحلي، وتبلغ قيمة أحكام النزاعات المطالب بتسديدها 3 ملايير و200 مليون سنتيم.
مغامرة غير محسوبة العواقب
شكل تأخير موعد الجمع العام الانتخابي من القرارات التي ساهمت في إخلاء الطريق أمام عادل هالا لمنافسة نفسه على رئاسة “القلعة الخضراء” في 12 شتنبر.
ومنذ إيقاف الرئيس الحالي، محمد بودريقة، في 16 يوليوز الماضي بألمانيا في انتظار ترحيله إلى المغرب على خلفية مذكرة توقيف من السلطات الإسبانية مرتبطة بمعاملات مالية مشبوهة وطلب تسليم من السلطات المغربية، تولى عادل هالا الرئاسة المؤقتة للرجاء وقرر إجراء الجمع العام الانتخابي في 31 غشت الماضي.
بيد أن هالا رضخ لضغوطات “برلمان” الرجاء، وأجل الجمع العام إلى غاية 12 شتنبر الجاري، أي بعد انطلاقة الموسم الكروي، الذي ينافس فيه ‘النسور” على أربع واجهات؛ البطولة الاحترافية وكأس العرش وكأس التميز ودوري أبطال إفريقيا.
وأشرف هالا على استعدادات الفريق للموسم الحالي، كما اختار المدرب البلجيكي روسمير سفيكو لخلافة جوزيف زينباور، الأمر الذي سيُجبر أي رئيس غير هالا على تحمل نتائج اختيارات “لا ناقة ولا جمل” له فيها.
كل الطرق تؤدي إلى هالا!
ضيق هالا الخناق على الراغبين في منافسته على كرسي الرئاسة بعدما رفض تجديد انخراط أمين المسيوي، قبل أن يتراجع عن القرار.
وكشف المسيوي في تصريح سابق لجريدة “مدار21” أنه كان ينوي تقديم ملف ترشحه خلال الجمع العام المقبل، بيد أن المكتب المديري الحالي تماطل في تسليمه بطاقة انخراطه.
وأبرز أن إدارة النادي أبلغته بالموافقة على تجديد انخراطه، بيد أنها لم تسلمه بطاقة انخراطه إلى غاية أول أمس الإثنين، أي قبل يوم واحد من غلق باب الترشيحات للرئاسة، مؤكدا استحالة إعداد ملفه في ظرف وجيز وفق الشروط التي حددها بلاغ النادي.
واشترطت إدارة الرجاء على المترشح لمنصب الرئاسة والمترشحين لمهام المكتب المديري توفرهم على الشروط القانونية، وأن يقدم المترشح لمنصب الرئاسة طلبا باسمه الشخصي مرفقا بلائحة المترشحين لعضوية المكتب المديري، بصفته وكيلها، وتتضمن هذه اللائحة من 3 أعضاء إلى 15 عضوا.
وشدد بلاغ الفريق الأخضر على أنه يتعين على المرشح لمنصب الرئيس، بصفته وكيلا للائحة، أن يقدم لائحة الأسماء المرشحين مصحوبة بإمضاءاتهم مصادق عليها من لدن السلطات المحلية، وأن يقدم في اللائحة جنس المترشحين وأسماءهم الشخصية والعائلية ورقم بطائقهم الوطنية، كما ينص على ذلك النظام الأساسي للنادي.
وألزم المكتب المديري للرجاء المرشحين لرئاسة الرجاء بتقديم لوائحهم للكتابة العامة للنادي في ظرف مختوم، ثمانية أيام على الأقل قبل تاريخ انعقاد الجمع العام.
ضغط الجماهير
بعد ثنائية الدوري والكأس الموسم الماضي، لن يكون مسموحا للرئيس المقبل للرجاء أن يقود الفريق إلى موسم بلا ألقاب، سيما بعد العودة القارية من بوابة دوري أبطال إفريقيا.
ولن تتنازل جماهير الرجاء عن بلوغ “النسر” الأخضر الأداور النهائية لدوري الأبطال الأفارقة، سيما أنها متعطشة للكأس القارية الغائبة عن خزانة ألقاب الفريق لربع قرن.
وتشكل جماهير الرجاء عنصر ضغط داخل منظومة الفريق الأخضر، وقد يصل تأثيرها إلى إجبار إدارة النادي لاتخاذ قرارات مصيرية سواء متعلقة بالتعاقدات أو بتسيير الفريق، كما أن طريق أي رئيس جديد لـ”القلعة الخضراء” يمر بالضرورة من “رضا افتراضي جماهيري” قبل التحوّل إلى استمالة أصوات برلمان النادي.