فن

هشام الوالي: لا يزعجني تجسيد مشهد واحد ولا تهمني الشهرة

هشام الوالي: لا يزعجني تجسيد مشهد واحد ولا تهمني الشهرة

قال الممثل هشام الوالي إنه لا يمانع تجسيد مشهد واحد في أعمال شقيقه رشيد الوالي، وليس لديه هاجس الشهرة أو التمثيل، ما يجعله يقبل الظهور في مساحة صغيرة بالسينما والتلفزيون.

وأضاف هشام الوالي، الذي شارك شقيقه في فيلمه الأخير “الطابع”، في تصريح لجريدة “مدار21” أنه خلال اشتغاله مع رشيد دائما ما يجسد مشهدا واحدا، ولو أنه ليس من الصعب عليه تجسيد دور البطولة في أعماله، مشيرا إلى أن ظهوره في هذا العمل اقتصر على مشهد واحد مع الراحل محمد عاطيفي رغبة في الوقوف إلى جانبه أمام الكاميرا، سيما أنه كان مريضا خلال فترة التصوير.

وأضاف الوالي أنه ليس لديه هاجس التمثيل والشهرة، إذ لا يعد من الفنانين الذين ينشطون كثيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يهتم لعدد المشاهد التي يجسدها في أعمال شقيقه أو غيرها، مبرزا أنه “شارك بمشهد واحد صامت في فيلمه الأول يما، وفي فيلمه الثاني قدم مشهدين، إلى جانب تجسيده لمشهد واحد في فيلمه الأخير الطابع”.

وأشار الوالي إلى أنه أُعجب بفكرة الفليم، لكونه يحكي عن أبناء الجيل الثالث من الجالية المغربية في الخارج، الذين اختاروا العيش في أوروبا ودول المهجر، وأحب تجسيد هذا المشهد الذي يبعث من خلاله رسالة مهمة، إذ يمثل فيه الشاب الذي فضل العودة إلى المغرب والاستثمار فيه، باعتبار أن هناك العديد من الأشخاص لديهم رغبة كبيرة في العودة إلى هذا البلد لا لشيء، لكن حبا فيه فقط.

وقال الوالي في حديثه للجريدة إن دوره في الفيلم كان صعبا للغاية، ولم يقتصر فيه على التمثيل، إنما شارك خلاله بمهمة أخرى تولى فيها الجانب الخدماتي المتعلق بالتجهيزات القبلية، بينما تكلف شقيقه بالجانب الفني.

وفي هذا الإطار استرسل قائلا: “كان أصعب دور قدمته في مسيرتي الفنية، رغم أنه أقصر دور أجسده في مسيرتي، ولم يكن هذا الدور الأصعب في اشتغالي في هذا العمل، حيث انطلق دوري قبل بداية الفيلم من إنتاج، وفكرة، وإخراج، وتصوير وما بعد التصوير لأنني واكبت فكرته رفقة شقيقي رشيد منذ البداية، قبل أن تتطور في الكتابة، ورافقته طيلة هذه الرحلة”.

وواصل حديثه: “اعترضتنا صعوبات كثيرة خلال تصوير هذا الفيلم في بعض المناطق منها فجيج، التي لم تكن تتوفر على فنادق كثيرة تستوعب أفراد الطاقم، إلى جانب غياب معدات التصوير بها، وقلة المطاعم، لنقرر تقسيم المهام بيني وبين رشيد، ليتكلف بكل ما هو فني، وأسند لي كل ما يتعلق بالجانب الخدماتي، إذ قمت بإيجاد الأماكن والفضاءات والفنادق، والسيارات التي نحتاج إليها”، مردفا: “كانت عملية متعبة، لكن اليوم نحكيها بمتعة، وحاولنا تحقيق ما حلمنا به”.

وأضاف: “سعيد جدا لكون رشيد حقق ما تمناه، إذ في البداية كانت هذه الأحلام تبدو صعبة، فهنيئا لرشيد، فهو ليس فنان التحديات، إنما أعتبره رجل التحديات في حياته وليس فقط في المجال الفني، إذ كان بإمكانه كتابة قصة تُصور في الرباط أو الدار البيضاء، لكنه دائما ما كان مغامرا، ففيلم “يما” صور في كورسيكا، وفيلمه الثاني في آيت برايهم ومراكش، وهذا الفليم في فجيج وبوعرفة والناظور وفرنسا، مما يعني أن العملية كانت مرهقة ماديا وجسديا خصوصا أننا صورنا خلال فترة جائحة كورونا التي كان فيها التنقل صعبا جدا، وخلال انتقالنا إلى فرنسا من أجل إتمام المشاهد، واجهنا مشكلة أخرى تزامنت مع الأزمة بين البلدين، ما حال دون حصول العديد من أفراد الطاقم على تأشيرة الولوج إلى أراضي فرنسا، لنضطر لتغيير الفريق”.

يذكر أن فيلم “الطابع” لرشيد الوالي دخل الأسبوع الماضي إلى حلبة المنافسة بالقاعات السينمائية التي تعرض باقة من الأفلام المغربية والعالمية.

وينطلق فيلم “الطابع” بمشهد العربي (حميد الزوغي)، مغربي يستقر في فرنسا ينتظر ساعة وفاته بعد أن اكتشف أن مماته سيكون بعد ثلاثة أشهر. العربي يحاول الهروب من صخب الحياة، وصراعات الأبناء، ما يدفعه لاتخاذ قرار العودة إلىالمغرب.

وسيقرر العربي العودة إلى مسقط رأسه بالمغرب، ليقود رحلة طويلة يتقاسمها معه صديقه الفرنسي اليهودي، تتخللها العديد من المواقف الدرامية والكوميدية.

ويمنح الفيلم صورة عن التعايش بين الأديان، وعلاقات الصداقة المتينة التي لا تقف اللغة والدين والجنسية حاجزا أمامها، إلى جانب رصد معاناة الجالية المغربية، بعد سنوات من العطاء والعمل لدى بلاد المهجر.

وينقل الفيلم “الموت” بصور عديدة وسط إبراز العادات المغربية في الجنائز والدفن بالمقبرة، حيث يحضر العربي طقوس جنازته قبل وفاته، استعدادا لليوم الأخير.

ويصور الفيلم معاناة الشباب المغربي الذين يعملون لدى الأجانب بالمناجم في ظروف صعبة، بحثا عن قوتهم اليومي، حيث تعود الكاميرا بالذاكرة إلى فترة ماضية عاشها شخوص الفيلم.

مشاهد اختناق ووفاة عمال المناجم بجرادة، كادت تحبس أنفاس الحاضرين لمشاهدة الفيلم بالقاعة، حيث توثق جانبا مظلما من معاناة مغاربة قادتهم الحاجة إلى المخاطرة بحياتهم، والاستسلام للموت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News