تدفق المهاجرين يعجل بزيارة مارلاسكا للرباط في أولى رحلاته للخارج

من المقرر أن يحل وزير الداخلية، فيرناندو غراندي-مارلاسكا، اليوم الجمعة، في الرباط، في رحلته الأولى خارج البلاد منذ تعيينه في نونبر الفارط، لمناقشة التعاون بين بلاده ونظيره المغربي، عبد الوافي لفتيت، في مجال مراقبة الهجرة غير النظامية.

وسيكون هذا الاجتماع الرابعة عشر بين الوزيرين منذ عام 2018، حيث كان لقاؤهما الأخير في الثاني من فبراير في الرباط ضمن إطار الاجتماع على مستوى عال (RAN) بين إسبانيا والمغرب، حيث أثار مارلاسكا حاجة إعادة تفعيل سُبل مواجهة الهجرة غير النظامية للعودة إلى مستويات ما قبل الجائحة.

وتأتي هذه الاجتماعات في ظل أرقام قياسية للهجرة غير النظامية، حيث كشفت معطيات رسمية أن 56.852 مهاجرًا حاولوا الوصول إلى إسبانيا بشكل غير نظامي عبر البحر والبر في عام 2023، 70 بالمئة منهم (حوالي 40.000) قد وصلوا إلى السواحل الكنارية.

وفي نفس السياق، كشفت منظمة “كامينادو فروانتيراس” غير الحكومية الإسبانية، أوائل يناير الجاري أن ما لا يقل عن 6618 مهاجرا لقوا حتفهم أو فقدوا عام 2023 أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا، أي بمعدل 18 شخصا في اليوم.

وهذا العدد هو “الأعلى” الذي تسجله المنظمة غير الحكومية منذ بدء إحصاءاتها، وقد زاد ثلاث مرات (+177 بالمئة) مقارنة بعام 2022، حسب منسقتها إيلينا مالينو، التي تحدثت للصحافة منددة بـ”نقص الموارد” المتاحة لفرق الإنقاذ في البحر.

وعلى سبيل المقارنة، أحصى تقرير للمنظمة نشر العام الماضي أن 11200 مهاجر قضوا أو فقدوا أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا بين عامي 2018 و2022، أي ستة أشخاص في اليوم بالمتوسط.

وفي أول خمسة عشر يومًا من العام الجديد دخلت إسبانيا 3.678 شخصًا، وهو ما يقرب أربع مرات أكثر من عدد الأجانب الذين وصلوا إلى البلاد في نفس الفترة من عام 2023.

ويعتبر التعاون بين الرباط ومدريد أمرا أساسيا لتجنب الوصول غير الشرعي إلى إسبانيا. وقد خدمت الاتفاقيات الثنائية مع بلدان مثل المغرب والسنغال وموريتانيا وغامبيا في إيقاف 40 بالمئة من المغادرات غير النظامية للمهاجرين من هذه البلدان.

وبحسب ما نشرته وسائل إعلام إسبانية، سيتم مناقشة مواضيع أخرى في الاجتماع المرتقب بين مارلاسكا ولفتيت، أبرزها مكافحة الإرهاب وتطوير عملية عبور مضيق جبل طارق والدعم في مجال الحماية المدنية.