برنامج التنمية الحضرية يعزز مكانة أكادير وجهة سياحية

عززت المشاريع التنموية، التي تم إنجازها في إطار برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2024-2020، الذي أطلقه الملك محمد السادس في 4 فبراير 2020 بأكادير، الجاذبية السياحية لمدينة الانبعاث، خاصة مع حلول فصل الصيف الحالي.

وشملت هذه المشاريع تأهيل البنيات التحتية والشبكة الطرقية والإنارة، فضلا عن مشاريع المحافظة على المحيط البيئي وإنشاء وتأهيل الفضاءات الخضراء والحدائق والساحات العمومية.

ففي إطار المشاريع البيئية والترفيهية، تم، خلال هذه السنة، افتتاح حديقة للا مريم بعد إعادة تأهيلها، إذ تعتبر هذه الحديقة التاريخية الفضاء الأخضر الرابع الذي تم افتتاحه هذه السنة.

كما تم افتتاح كل من حديقة إبن زيدون وحديقة “أولهاو” بحي تالبرجت، وحديقة عبد ‏الرحمان اليوسفي بحي الداخلة، والتي تشكل متنفسا حقيقيا للساكنة ورافعة لتعزيز جاذبية المدينة التي تعرف إقبالا كبيرا مع حلول كل موسم إصطياف.

وبخصوص البنيات التحتية، تم خلال هذه السنة إتمام مشروع إنارة كورنيش أكادير والذي يعتبر الأول من نوعه على ‏الصعيد الوطني، لكونه يعتمد على إنارة ديناميكية يمكن التحكم فيها عن بعد، موزعة على طول ‏‏4 كيلومترات من الواجهة الشاطئية.

وتتسم هذه الإضاءة بتوفيرها 80 في المائة من الاستهلاك الطاقي، عكس ‏الإنارة العادية التي كانت معتمدة في إضاءة الواجهة البحرية للمدينة، فضلا عن كونها إنارة صديقة ‏للبيئة.‏

‏ ويسعى المجلس الجماعي لأكادير، من خلال هذا المشروع الرائد، اعتماد سينوغرافيا بالإنارة ذات ‏جودة عالية متغيرة ومتحكم فيها، من أجل تنشيط فضاء الكورنيش سياحيا.

وسيتم التحكم في الأشكال ‏الضوئية الديناميكية عن بعد، مما يخول لها إمكانية إنتاج المئات من الأشكال الضوئية ذات ‏الهوية والثقافة المحلية، إذ يعتبر هذا النوع من الإنارة مشروعا مثاليا لكونه يخفض من الانبعاثات ‏الكربونية الضارة بالبيئة.

كما تم، في إطار هذا الورش الملكي الكبير، تهيئة شبكة الطرق الفرعية التي شملت أحياء تلبرجت، بوتشكات والمنطقة السياحية. حيث تم تعزيز شبكة الطرق، وتهيئة الأرصفة، وتجويد وتقوية شبكة الإنارة على مستوى المدينة.

علاوة على ذلك، فقد تم تأهيل مجموعة من المشاريع الفرعية المتمثلة في تهيئة مدخل المدينة عبر بنسركاو، وتهيئة وتوسيع مجموعة من الشوارع الرئيسية بالمدينة وتقوية شبكة الإنارة العمومية بها، فضلا عن إنجاز مشروع التأهيل الحضري للأحياء ناقصة التجهيز بتيكوين، وتأهيل كل من القاعة المغطاة الزرقطوني والقاعة المغطاة القدس.

كما تم أيضا، في إطار برنامج التنمية الحضرية لأكادير، بناء ممر تحت أرضي على مستوى تقاطع الطريق السريع وشارع عبد الرحيم بوعبيد، وإنجاز مشاريع فرعية متعلقة بإنجاز الخـط الأول للحافلات ذات المستوى العالي من الخدمة.

وبخصوص المشاريع الثقافية، افتتح، في أبريل 2023، متحف أكادير للفن، الذي يضم معرضا دائما لمجموعة مكونة من الأعمال التي تلقاها المتحف كهبة من الفنان الخليل بلگنش الذي يرغب في تقاسم شغفه بالفن مع كل المغاربة.

ويقدم هذا المتحف مجموعة متحفية غنية، تمثل 150 عملا إبداعيا، لفنانين مغاربة وأجانب، ويعرض عدة أعمال تراثية من حلي وزرابي انبثقت من التراث المغربي منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

من جهة أخرى، تم وضع اللمسات الأخيرة لأشغال تهيئة متحف إعادة بناء ‏أكادير، الذي يحتضنه المقر السابق لبنك المغرب، حيث يشكل هذا المتحف لبنة سوسيو-ثقافية ‏جديدة بمواصفات عالمية، تسعى إلى تثمين الموروث الثقافي للمدينة والحفاظ عليه.

وخصصت تيمة المتحف لإعادة إعمار المدينة بعد زلزال 1960. حيث يعرض مجموعة من الصور الأرشيفية، ومخططات معمارية، و‏وسائط فيديو وأشرطة توثق وتعرض شهادات حية، وأخرى تحسيسية حول زلزال أكادير.

وسيشكل المتحف إضافة نوعية إلى سلسلة من المتاحف التي تم إحداثها بالمدينة من قبيل متحف الفن، ومتاحف أخرى سترى النور قريبا.

ولئن كان برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020 ـ 2024، الذي تقدر تكلفة تنفيذه بحوالي 6 ملايير درهم، والذي عرف تقدما كبيرا في إنجاز مختلف مشاريعه، فإن المجلس الجماعي لأكادير أطلق عملية تنسيق ميدانية واسعة النطاق لتسريع وتيرة الأشغال لضمان جودة الخدمات المقدمة للمصطافين.

يذكر أن برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020 ـ 2024، يهدف إلى الارتقاء بمدينة أكادير كقطب اقتصادي متكامل، وقاطرة لجهة سوس ماسة، فضلا عن تكريس مكانتها وتقوية جاذبيتها كوجهة سياحية وطنية ودولية.