اختيار أم إكراه.. لماذا يقبل بعض الفنانين المغاربة الغناء في الملاهي الليلة و”الكباريهات”؟

أصبح العديد من الفنانين المغاربة يتجهون إلى الغناء في المطاعم والملاهي الليلية بغاية تحقيق أرباح مادية إضافية، إلى جانب إحياء السهرات الفنية الرسمية والخاصة.

ويرى بعض الفنانين، وكذا فئة من الجمهور، أن الغناء في هذه الأماكن “لا يليق” بالفنان، لأنه، في نظرهم، “يقلل” من قيمته و”يشوّه” سمعته وصورته، ويضعه في قالب يسيء إلى مساره الفني، ويختزل نجحاته في ليال عابرة.

إضافة إلى ذلك، نجد مجموعة من الفنانين الذين سطع نجمهم في بداية مسارهم، لكن الغناء في الأعراس والعلب الليلية أبعدهم عن التوهج في الساحة الفنية، وأقبر مواهبهم قبل بروزها.

في المقابل، يشير آخرون إلى أن المجال الفني “صعب ولا يحقق أرباحا طائلة”، ما دفع ثلة من الأصوات إلى البحث عن فرص أخرى “مغرية”، ومصدر رزق بديل.

اختيار أم إكراه؟

في هذا الإطار، قال الفنان أحمد شوقي إن الغناء في المطاعم والملاهي الليلية “يعد خيار الفنان وينبني على توجهه في الحياة ورغباته، حيث إن القناعات تختلف من شخص إلى آخر”.

وأضاف شوقي، في حديث إلى جريدة مدار21، أن قبول بعض الفنانين عروض الغناء في المطاعم والملاهي الليلية، يرجع ربما إلى “المسؤوليات والأعباء التي يتحملونها، لأن المجال الفني لا يحقق الربح السريع”، وفق تعبيره.

وأوضح المتحدث نفسه في السياق ذاته قائلا: “متطلبات الحياة كثيرة والمجال الفني ليس سهلا، إذ لا يخول للشخص في بداية مساره أن يحقق أرباحا، لكن لكي تصبح نجما في هذا المجال وتحيي سهرات كبرى يجب أن تكون صبورا ومجتهدا في عملك، لذلك تجد أن عددا قليلا من الفنانين الذين صمدوا ونجحوا في الوسط الفني المغربي”.

“ظاهرة طبيعية وليست عيبا”

في المقابل، يرى الفنان عماد الدراج أن غناء بعض الفنانين في المطاعم والملاهي الليلية “ليس عيبا، بل يجب على الفنان أن “يشتغل يوميا لتدريب صوته”، حسب قوله.

وأشار الدراج، في حديثه إلى الجريدة، إلى أن الفنان يكون “مجبرا على البحث عن مدخول مادي يساعده في إنتاج أغانيه، بحكم أن المغرب لا يتوفر على شركات إنتاج، لذلك يظل مرغما على إيجاد طرق لكسب قوته، وليصل إلى ما يطمح إليه”.

من جهته، أكد الفنان سي مهدي، أن ظاهرة الغناء في الملاهي الليلية والمطاعم “ليست حديثة”، إذ أقدم عليها بعض الفنانين منذ زمن طويل.

وعدّ صاحب أغنية” فينيتو”، في حديثه لـ”مدار21″، بدوره، أن اختيار بعض الفنانين الغناء في الكباريهات والأفراح والأعراس “أمرا طبيعيا”.