فن

الناقد فؤاد زويرق:فساد المنظومة جعل شركات تنفيذ الإنتاج تتسلط على الصناعة الدرامية

الناقد فؤاد زويرق:فساد المنظومة جعل شركات تنفيذ الإنتاج تتسلط على الصناعة الدرامية

لا يرى الناقد الفني فؤاد زويرق أن هناك عيب في أن يشارك كاتب سيناريو في أعمال متعددة في السنة نفسها، معتبرا أن المشكل الأساسي يكمن في فساد المنظومة التي جعلت شركات تنفيذ الإنتاج تتسلط على الصناعة الدرامية.

وفي هذا الإطار، قال النقاد الفني فؤاد زويرق أنه ليس عيبا أن يشارك كاتب سيناريو في أعمال متعددة في السنة ذاتها، إضافة إلى أن وجود اسم السيناريست في عملين فنيين أو ثلاثة في السنة ذاتها لا يعني أنه كتبها كلها في الوقت نفسه إنما قد تُنتج في فترة واحدة بمحض الصدفة، مبرزا أن المشكل لدينا في المغرب أعمق وأعقد من هذا بكثير.

وأضاف زويرق في تدوينة نشرها عبر حسابه الرسمي على موقع “فيسبوك”: “لو تتبعنا كتاب سيناريو كبار في العالم الغربي وكذا عالمنا العربي لوجدنا لهم أعمالا متعددة في سنة واحدة، لكن هل هم كتبوها في نفس توقيت إنتاج العمل الدرامي أو السينمائي؟ لنأخذ مثلا الكبير أسامة أنور عكاشة سنجد أن له ثلاث أعمال متعددة في سنة واحدة، كسنة 1989 التي كتب فيها مسلسل ‘ليالي الحلمية’، وفيلم ‘كتيبة الإعدام’، ومسلسل ‘أنا وأنت وبابا في المشمش’، وكلها أعمال مميزة، أما سنة 1983 فله فيها أربع مسلسلات منها الشهد والدموع، ونفس الشيء بشكل متفاوت في سنوات أخرى، فهل هذا ينتقص من إبداعه؟ طبعا لا”.

وتابع في السياق ذاته: “لو أخذنا بشير الديك كمثال أيضا، فسنجد اسمه على ثلاث أعمال سينمائية في سنة 1992 لوحدها، وهي ‘ناجي العلي’، و’مهمة في تل ابيب’، و’ضد الحكومة’، حيث تنوعت كتاباته فيها ما بين القصة والسيناريو والحوار، وهذا لا ينقص من قيمتها الفنية. من بين الأسماء المعاصرة سأختار مريم نعوم التي أبدعت في كتابة السيناريو ولا أحد يشكك في إبداعها بتاتا، ففي سنة 2001 أنجزت سبع مسلسلات مابين التأليف والسيناريو والسرد والحوار والإشراف على الكتابة”.

ويشير زويرق إلى أن كتابة السيناريو، هي كتابة تقنية في الأساس، وحرفة قائمة على آليات وأدوات تدرس أو تكتسب بالتكوين والممارسة، ليس بالضروري أن يكون كاتب سيناريو روائيا أو قاصّا، إنما هي كتابة فيها من الإبداع والخيال لكنها لا تعتبر جنسا أدبيا خالصا يفرض في ممارسه إتقان الكتابة الإبداعية ببنائها ولغتها وبلاغتها.

ويرى الناقد الفني ذاته، أن المشكل في المغرب يكمن في فساد المنظومة التي جعلت شركات تنفيذ إنتاج معينة تتسيد وتتسلط على الصناعة الدرامية، بفرضها وجوها وأسماء بعينها في إطار العلاقات والمصالح، وأغلب هذه الأسماء خُلقت من عدم دون إضافة تذكر، وفق تعبيره.

ويضيف: “فلو كان العدل والحرية وعدم الرقابة، وفُتح المجال للخواص، لشاهدنا مواهب ومبدعين حقيقيين يمارسون عملهم بصدق وجدية، حتى لو تفرغوا لخمس أعمال في السنة، فنحن ننتقد الأسماء المتواجدة في السوق على أساس أنها شبعت وعليها أن تنسحب وتترك مكانها لأسماء أخرى حتى تحصل بدورها على نصيبها من الكعكة”.

وعد زويرق أن القضية اليوم ليست قضية موهبة ولا إبداع، بقدر ما هي الحق في المال العام، فحتى لو قطعنا الطريق على كل هذه الأسماء، وأتينا بأسماء أخرى فنفس المشكل سيتكرر، ولن يتغير أي شيء وواهم من ظن أن مشكل الدراما لدينا في كتاب السيناريو فقط، وفق تدوينته.

وواصل حديثه قائلا: “بل حتى لو أتينا مثلا بـ’آرون سوركين’ أو ‘جوي ايستيرهاس’ ودفعناهما لتقديم سيناريو من إبداعهما تحت ظل المنظومة نفسها، فسنحصد الهراء الدرامي نفسه الذي نشاهده اليوم لأنه بكل بساطة هناك عملية إنتاجية مسوسة من الداخل، هي التي تتحكم في كل شيء من أجل مصالحها الضيقة”.

وتابع زويرق: “السيناريست قد يدفع مشروعه لشركة ما ويكون محكما ومتقنا ويتفاجأ أثناء عرض العمل أنه قد تحول إلى شيء آخر سميه ماشئت إلا سيناريو، يغيرونه ويتلاعبون به حسب أهواءهم دون إذن صاحبه في غياب تام لقانون يحمي الكٌتاب، وينصفهم، ويصطف بجانبهم، رغم أن السيناريو الناجح هو عمود أي عمل فني ناجح”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News