سياسة

نور الدين: ماكرون “منْحُوسْ” وكَعْكَة الغاز الجزائري تتحكّم بمواقف فرنسا تجاه المغرب

نور الدين: ماكرون “منْحُوسْ” وكَعْكَة الغاز الجزائري تتحكّم بمواقف فرنسا تجاه المغرب

أكد  المحلل السياسي الخبير بالعلاقات الدولية والمختص في شؤون الصحراء، أحمد نور الدين، أن فرنسا تتعامل مع الجزائر في الميادين التي تكون فيها باريس بحاجة إليها، وعلى رأسها الطاقة، خاصة مع تفجر الأزمة الأوكرانية منذ احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم، مشيرا إلى أن 90 بالمائة من مصادر تسلّح الجزائر تأتي من روسيا، وهو ما قد يلق المغرب في حال حصولها على  دعم فرنسي في هذا الصدد.

وقال نور الدين، ضمن حلوله ضيفا على برنامج “مع بلهيسي”، في موسمه الثاني، والذي بث على قناة “مدار21″ الرقمية، إن الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، ” لا يريد أن يُفرّط في “الكعكعة الجزائرية الطاقية”،  سواء على مستوى الاستقلال الطاقي عن روسيا والأزمة التي خلفها ذلك، والتي ما زالت ارتدادتها ستتواصل في السنوات القادمة قبل أن يتم استبدال الغاز الروسي بالغاز المسال الذي يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية أو بعض الدول الخليجية.

ويرى نور الدين، أن هذه التحولات التي تمارس على أوروبا، ربما في شقّ الطاقة، تؤكد أن ماكرون لا يتحرك لوحده وإنما هناك قرار أوروبي من خلال تنويع مصادر الطاقة حيث تبدو أمامهم في افريقيا نجيريا الجزائر، التي قد تصل إلى 11 بالمائة من تمويل السوق الأوروبية، حيث تقدر حاجيات ايطاليا مثلا من الغاز الجزائري حوالي 60 بالمائة.

وأضاف الخبير بالعلاقات الدولية قائلا: “وبالتالي أمامهم الجزائر جاهزة بحيث هناك أنابيب للغاز عبر تونس وعن طريق البحر نحو سردينيا ومن خلال اسبانيا”، مؤكدا أن دولة من حجم فرنسا أو الدول الديمقراطية، لا تتحرك من دون دراسات استراتيجية و تقارير تقوم بها عدة أجهزة، حيث لا يتم اتخاذ القرار على غرار ما يقع في الدول “الديكتاتورية والمتخلفة” بمنطق “الله ينصر من اصبح”

وتابع، لكن مع ذلك تبقى لمْسَة الرؤساء والأحزاب الحاكمة واضحة في السياسات الخارجية، ومن هذا الباب أظن أن الرئيس الفرنسي أساء التقدير (..) “ماكرون يمكن أن نقول بالدارجة المغربية “انسان منحوس” ما وضع يديه على شيء إلا فشل فيه داخليا وخارجيا أوروبيا أو افريقيا، فتصريحاته كلها مجانبة للصواب”.

وعمّا إذا كان من الممكن أن يشكل التقارب المغربي- الاسباني ورقة ضغط مغربية على الرئيس الفرنسي يمانويل ماكرون، قال نور الدين: ” أخشى في العلاقات الاسبانية مع المغربية أو في علاقات الدول الغربية بصفة عامة مع المملكة، أن تكون هذه الدول متواطئة للتعامل بكيفية معينة مع المغرب في مقابل منطق التفرقة العربية في التعامل معهم”.

وأشار الخبير في العلاقات الدولية، إلى زيارة وزير الداخيلة الهولندي مؤخرا إلى المغرب، والتي حاول المسؤول الهولندي من خلالها، أن يأخذ من المغرب موافقة على قبول القاصرين دون أحكام المحاكم الهولندية، مسجلا أن “هناك محاولات جارية لاستغلال الأزمة الصامتة بين المغرب وفرنسا من أجل الضغط للحصول على امتيازات فيما يتعلق بالشراكة بين الرباط و بروكسيل لدفع المغرب لتقديم تنازلات أكثر على هذا المستوى.

كما عبر نور الدين، عن تخوفه  من تبادل الأدوار، من أجل انتزاع أكبر الامتيازات من المغرب بسبب ما أسماه بـ”الجار الغبّي” في إشارة إلى الجزائر، الذي قال إنها ورّطت المغرب في هذا المأزق وجعلت البلدين في معرض الابتزاز على المستوى العالمي وليس فقط على الصعيد الأوروبي بحيث وضعونا في موقع نبتز فيه لأننا لدينا مصالح استراتيجية ووحدة ترابية مهددة و بالتالي أصبحنا عرضة للابتزاز من كل هبّ ودبّ”.

وحول الأسباب التي يمكن تقف وراء الزمة الصامتة بين الرباط وباريس، يرى نور الدين، أن فرنسا، أصبحت تُحسّ أن البساط يسحب من طرف الدول التي كانت تعتبرها حادئق خلفية لها أو أنها تدخل في دائرة نفوذها ولاتقبل المنافسة عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والصين وعدد من الدول الصاعدة ومنها تركيا والبرازيل واسرائيل.

وشدد الخبير في العلاقات الدولية، على أن المغرب عندما نفسه حينما يرى بأن شريكا اقتصاديا بهذا الحجم يتلاعب في توازناته مع الدولة الجارة التي تعلن العداء للمغرب، سيعبر عن رفضه لهذه التحركات، مردفا و”بالتالي الرباط تبدو أنها غير راضية على هذه العلاقة المتصاعدة مع الجزائر وهو ما يمكن أن يعتبر ضمن العوامل المؤثرة في العلاقات الفرنسية المغربية.

إلى ذلك، أعرب الخبير في العلاقات الدولية وشؤون الصحراء، عن الأمل في أن تتحلى الدبلوماسية المغربية بقدر كبير من الويقظالحذرة وأن تمتلك هذا البعد الاستراتيجي  التاريخي وأن تتجنب تقديم تنازلات استراتيجية قد تكون لدينا محاولات تكتيكية و لكن ينبغي الانتباه من أجل تفادي الانزلاق، على حدّ قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News