رياضة

إعفاء خاليلوزيتش.. نقمة أم نعمة على “الأسود” قبل المونديال القطري؟

إعفاء خاليلوزيتش.. نقمة أم نعمة على “الأسود” قبل المونديال القطري؟

منذ نهاية مارس الماضي والشارع الكروي المغربي في “حيص بيص” من أمره حول إقالة أو بقاء وحيد خاليلوزيتش ناخبا وطنيا إلى ما بعد نهائيات كأس العالم المرتقبة في نونبر المقبل، لكن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قطعت شعرة معاوية، وأنهت جدلا مُثارا لأزيد من أربعة أشهر، بإعلانها بحر الأسبوع المنصرم الانفصال بالتراضي عن المدرب البوسني.

وانتهى مسلسل خاليلوزيتش بعدما أشرف على تدريب “الأسود” لثلاث سنوات، تمكن فيها من إدراك التأهل إلى نهائيات كأس العالم للنسخة الثانية تواليا والسادسة في تاريخ كرة القدم الوطنية، فيما فشل في تجاوز ربع نهائي كأس إفريقيا للأمم، وهي العقدة التي لازمت النخبة المغربية لـ17 عاما.

وترددت أخبار إقالة خاليوزيتش منذ المباراة الفاصلة في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى مونديال قطر، عندما فاز “الأسود على الكونغو الديمقراطية بحصة (5-2) في إجمالي مبارتي الذهاب والإياب، بيد أن الأداء الباهت أمام منتخب متواضع غطى على النتيجة العريضة والتأهل السادس لكأس العالم، إذ طالبت الجماهير المغربية بالإسراع في تغيير الناخب الوطني.

وتضاعفت الانتقادات لجامعة الكرة وخاليلوزيتش خلال المباراة الودية الأخيرة لـ”الأسود” في 2 يونيو 2022، التي انهزموا فيها لأول مرة في التاريخ أمام المنتخب الأمريكي أداء ونتيجة (3-0)، واستمر الغضب الجماهيري في الجولتين الأوليين من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2023.

خاليلوزيتش والزاكي.. وجهان لنهاية واحدة

لم يشفع لوحيد خاليلوزيتش تأهيل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم وتصدر مجموعته في تصفيات كأس إفريقيا “كوت ديفوار 2023″، في سيناريو مشابه للناخب الوطني الأسبق، بادو الزاكي، عندما أعفته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في فبراير 2016، بعد أقل من عامين من تعيينه (20 شهرا)، قاد فيها المنتخب الوطني إلى التأهل لدور التصفيات الأخير المؤدي إلى نهائيات كأس العالم 2018، كما فاز بمباراتين برسم تصفيات كأس أمم إفريقيا بالغابون 2017، بعدما فاز على ليبيا وساو تومي (1-0) و(3-0) تواليا.

بدوره، ترك خاليلوزيتش المنتخب المغربي بعد جولتين من تصفيات “كان 2023″، فاز فيهما بصعوبة بالغة على جنوب إفريقيا (2-1) بالمغرب ثم ليبيريا (2-0) في مباراة أجريت بالدار البيضاء بسبب عدم توفر بلاد جورج وياه على ملعب يستجيب للمعايير الدولية.

وترك صاحب الـ70 عاما “أسود” الأطلس في صدارة المجموعة بست نقاط، فيما منتخبا “البافانا بافانا” وليبيريا ظلا بدون رصيد في انتظار المباراة التي ستجمعهما في الجولة الثالثة، علما أن مجموعة “الأسود” تضم 3 منتخبات فقط بسبب إيقاف زيمبابوي من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وظلت عقدة كأس إفريقيا للأمم متواصلة مع خاليلوزيتش، إذ لم يستطع بدوره تجاوز ربع النهائي، الذي ظل عصيا على النخبة المغربية منذ نسخة 2004 بتونس، عندما بلغت المباراة النهائية تحت قيادة بادو الزاكي.

وتنصف الأرقام وحيد خاليلوزيتش، إذ يعد ثاني أفضل مدرب في تاريخ المنتخب باحتساب نتائج 30 مباراة الأولى، إذ حصد 20 فوزا و7 تعادلات مقابل 3 هزائم فقط، ولا يتفوق عليه سوى المدرب الفرنسي الراحل هنري ميشيل الذي فاز في 21 لقاء وتعادل في 6 مواجهات وانهزم في مبارتين.

خاليلوزيتش حزم حقائبه في مارس

لم يشكل الإعفاء قبل 100 يوم صدمة لخاليلوزيتش الذي أعد حقائبه للرحيل منذ مارس الماضي، وفق ما كشفه الصحفي بقنوات “بي إن سبورتس” القطرية، حفيظ الدراجي.

وكتب الدراجي في مقال رأي نشره على موقع “العربي الجديد”، أن المدرب البوسني قال له في مارس المنصرم: “أنا أعلم أنهم سيقيلونني قبل المونديال، لكنني لن أستقيل، ويكفيني أنني قدت أربعة منتخبات إلى نهائيات كأس العالم”.

وأضاف الدراجي أن هذا يعني “أن ما حدث له كان متوقعاً لديه، وفي كل الأوساط الإعلامية والكروية المغربية التي كانت كل مرة تنتظر القرار الذي يبدو أنه تأخر بخمسة أشهر عن موعده، ما يخلف تداعيات قد تكون سلبية على تحضيرات المنتخب المغربي لمونديال قطر، خاصة أن سوء التفاهم بلغ ذروته بسبب عناد البوسني في مواقفه تجاه بعض نجوم الفريق”.

زياش يربح “معركته” مع خاليلوزيتش

يبدو أن حكيم زياش تغلب في نهاية المطاف على وحيد خاليلوزيتش، بعدما ربط تراجعه عن اعتزاله اللعب دوليا برحيل الأخير.

وأقر فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بأن سبب فسخ عقد وحيد خاليلوزيتش، يعود بالأساس إلى تعنته في إبعاد بعض الركائز الأساسية لـ”أسود الأطلس” دون أن يذكر أسماءهم، في إشارة إلى حكيم زياش، الذي أعلن اعتزاله دوليا بسبب مشاكله مع المدرب البوسني المُقال، ويونس بلهندة، ويوسف العربي، وأمين حارث.

وأوضح لقجع في حوار مع وكالة الأنباء الإسبانية “إفي”، إن إقالة المدرب البوسني تعود بالأساس لاستبعاد لاعبين كانوا أساسيين في المنتخب المغربي، وقال “لا يمكن للمنتخب الوطني استبعاد لاعبين من المستوى الرفيع، والذين يلعبون لأندية في مختلف أنحاء العالم، مهما كان السبب”، مبرزا “هذا الشعور كان لدى الجمهور واللاعبين أنفسهم”.

وأضاف “اللاعبون والجمهور لم يفهموا أن من لعبوا للمنتخب لمدة ست أو سبع سنوات طردوا ومنعوا من تمثيل الفريق، زيادة على الإهمال في تعزيز ارتباط اللاعبين بمنتخب بلادهم وتحفيزهم على تقديم أفضل أداء”، وهو الدور الأساسي لخاليلوزيتش والذي لم يلعبه منذ وصوله إلى المنتخب حسب رئيس جامعة الكرة.

وأكد لقجع أن طريقة اشتغال الناخب الوطني الأسبق ولدت شعورا بـ”اللامبالاة داخل المنتخب، وكان من الضروري أن نوضح لوحيد أن المغاربة تعبوا من فلسفته”، لتتم إقالته، ويُفتح المجال أمام زياش وباقي اللاعبين المغضوب عليهم.

أبو شروان: الإقالة سيف ذو حدين

وبهذا الصدد، قال هشام أبو شروان، الدولي المغربي السابق، إن إعفاء خاليلوزيتش على بعد أقل من ثلاثة أشهر من انطلاقة مونديال قطر سيكون له أثر سلبي على المنتخب الوطني، وأوضح في اتصال هاتفي مع “مدار21” أن “إقالة خاليلوزيتش تأخرت، لأننا أصبحنا على بعد أقل من ثلاثة أشهر من المونديال، والناخب الوطني المقبل لن يكون أمامه وقت كاف من أجل التحضير للمونديال”.

ويرى نجم النجم السابق للرجاء الرياضي أن “خاليلوزيتش رغم كل شيء مدرب كبير، فقد أهلنا إلى المونديال وكنا قادرين على بلوغ أدوار متقدمة في كأس إفريقيا للأمم الأخيرة”، بيد أنه استدرك بالقول “لكنها صفحة أصبحت طي التاريخ الآن، وعلينا المضي قدما والتطلع لتقديم الأفضل مستقبلا”.

رغم ضيق الوقت وعدم إعلان جامعة الكرة عن خليفة خاليلوزيتش حتى الآن، شدد أبو شروان في حديثه للجريدة على ضرورة توجه لاعبي المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم، المرتقبة نونبر المقبل بدولة القطر، بعزيمة البصم على مشاركة مشرفة مهما كانت العقبات.

الحضريوي: عودة المغضوب عليهم لا تعني التألق بالمونديال

بدوره، يرى نجم المنتخب الوطني في تسعينات القرن الماضي، عبد الكريم الحضروي، أن فسخ عقد الناخب الوطني، وحيد خاليلوزيتش، سيخلق مشكلة للعناصر الوطنية في المونديال المقبل، سيما بسبب حالة عدم التجانس التي بدت على المنتخب الذي كان يقوده الناخب الوطني المقابل، حتى وإن عاد “نجوم” المنتخب المبعدون عن عرين “الأسود”.

وأكد الحضروي في اتصال هاتفي مع “مدار21” أن “إعفاء خاليلوزيتش مشكلة كبيرة، وقد جاء هذا في وقت صعب بحكم اقتراب موعد نهائيات كأس العالم”.

وجوابا عن سؤال ما إذا كانت عودة الركائز الأساسية المبعدة عن المنتخب من طرف خاليلوزيتش قد تمنح نفسا جديدا لـ”الأسود”، قال الحضريوي الذي شارك في مونديال 1994 و1998 إنه “حتى بعودة اللاعبين المغضوب عليهم، سيكون الأمر صعبا على المنتخب الوطني في كأس العالم، لأنه سيحتاجون وقتا من أجل التأقلم مع اللاعبين الجدد في المنتخب وطريقة لعب الناخب الوطني الذي سيقود العناصر الوطنية في العرس العالمي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News