سياسة

هولاند يُعلن رفضه لقرار باريس بتقليص التأشيرات الممنوحة للمغاربة

هولاند يُعلن رفضه لقرار باريس بتقليص التأشيرات الممنوحة للمغاربة

استنكر الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، قرار بلاده، القاضي بتقليص عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين والمغاربة بنسبة 50 بالمئة والتونسيين بنسبة 30بالمئة، مشيرا إلى أن “هذه الطريقة تضُر بالبلاد دون أن تكون فعالة في ضبط الهجرة غير النظامية”.

وتأسف الرئيس السابق فرانسوا هولاند، لسياسة بلده بتقليص التأشيرات الممنوحة لمواطني الدول المغاربية، داعيا ضرورة إحياء شراكة مربحة للطرفين مع هذه المنطقة التي اعتبر أن لفرنسا مصيرا مشتركا معها مما يفرض عليها وعلى أوروبا الالتفات نحوها والاهتمام بالتحديات التي تواجهها خاصة في مثل هذا الوقت المضطرب دوليا.

ووصف هولاند، في مقال رأي نشره على صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، الروابط بين بلاده والدول المغاربية، بـ “العلاقات الاستثنائية” لما تحويه من مزيج مكوّن من تاريخ وجغرافيا وتبادلات شتى نتجت عن تيارات الهجرة التي “شكّلت فرنسا نفسها وربطت بين مجتمعاتنا بعيدا عن اللغة”.

وزاد المتحدث: ” يؤسفني أكثر قرار السلطات الفرنسية بتخفيض شديد لعدد التأشيرات التي كانت تُمنح لأشخاص مرتبطين بثقافتنا وبلدنا بشكل كبير. هذه الطريقة تؤذي بلا داعٍ، ودون أن تكون فعالة في السيطرة على الهجرة غير الشرعية”

ودعا هولاند في مقالته إلى التضامن والعمل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط معتبرا أن المنطقة “بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تعميق هذه العلاقة وإعطائها معناها الكامل” بالنظر إلى “الاضطرابات الدولية وخاصة الحرب في أوكرانيا التي تؤثر بلا هوادة على الاقتصاد العالمي، متسببة في ارتفاع عامّ للأسعار يضغط على مستوى معيشة شعوب الضفتين.

وثمّن الرئيس الفرنسي السابقن مضامين خطاب الملك محمد السادس بمناسبة خطاب عيد العرش الأخير، مشدّدا على أنه كلّما زار “الجزائر والمغرب وتونس” يوقن بأن “مصيرنا مشترك”.

ويرتكز هذا “المصير المشترك” على دعائم الطاقة والأمن والتنمية الاقتصادية والتغير المناخي والاستقرار في مناطق الساحل وغربي القارة الأفريقية.، بحسب الرئيس الفرنسي السابق، في قوله “مصيرنا مشترك فيما يتعلق بمسائل الطاقة والدور الرئيسي للجزائر التي تضمن بحكمتها الإمداد السليم للسوق”.

من جهة أخرى استنكر الرئيس السابق الاشتراكي، الانقسامات حول الصحراء المغربية معتبرا أنها تشكل “عائقا في وجه التبادلات بين دولتين عظيمتين تفخران بما هما عليه وتتطلعان إلى العمل من أجل الصالح العام”.

وتابع هولاند: “أفريقيا بأسرها تحتاج إلى مغرب مُزدهر وقوي لمواكبة التحولات الناجمة من تعاقب الأزمات الصحية والأمنية والبيئية”، وبالتالي فإن “على فرنسا وأوروبا أن تفهما أن ما هو على المحك الآن هو سياسة متوسطية تُبنى على استثمارات ذات منفعة متبادلة وعلى ابتكارات إيكولوجية وشراكات متعددة في الصحة والتكوين والأبحاث وكذلك على التضامن السياسي مع احترام توجهات كل طرف”.

وحذّر هولاند من عدم مبالاة أوروبا بتحديات قارة سيبلغ عدد سكانها أكثر من 2 مليار نسمة بحلول عام 2050 مما قد يدفع “بتلك الدول الصديقة” إلى البحث عن شراكات أخرى.

واعتبر أنه “حان الوقت لإعادة إطلاق الشراكة مع المغرب الكبير بأسره وطرح جميع المواضيع التي يمكن أن تبعدنا عن بعض وتوطيد كل ما يجمعنا حتى نتمكن من الانتقال إلى مرحلة جديدة وبسرعة”. ولذا ف”يجب على فرنسا أن تبدي استعدادها”.

وذكّر فرانسوا هولاند أن بلاده سبق وأن شهدت اختلافات في وجهات النظر مع دول المغرب الكبير، ولكنها تمكنت دائما من تخطيها، لأن ما يجمعها بهذه الدول أمور أساسية تتجاوز نقاط الخلاف.

وكانت فرنسا قد قررت في شتنبر الماضي، تقليص عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين والمغاربة بنسبة 50 بالمئة والتونسيين بنسبة 30بالمئة ، مبررة ذلك برفض سلطات بلدانهم إعادة رعاياها من المهاجرين الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن، بعدما تم الإعلان عن الترحيل من الأراضي الفرنسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News