سعاد جامعي تحذر من انتزاع حريّة الإنسان في عالم تسوده الآلات

قالت الطبيبة والروائية المغربية، سعاد جامعي، إن مسعاها الأساس في روايتها  “قسم المبعوث الأخير” (Le serment du dernier messager ) تمثل في التحذير من عالم تتشكل ملامحه منذ الآن ويمهّد لانتزاع شامل لحريّة الإنسان بتوظيف برامج وآلات الذكاء الاصطناعي.

وفي مداخلة في ندوة بعنوان “ما موقع الفكر الحر في عالم الغد؟” نظمت أمس الثلاثاء ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، قالت جامعي إن الفكر الحر يتطلب وجود مساحات للحركة تسمح له بالتشكّل، مشيرة إلى أن هذه المساحات تتعرض لقيود داخلية وخارجية.

وقالت إن روايتها ركزت على مكانة الفكر الحر في مجال معقد جدا هو الطب، حيث هناك مسافة بين “حرية الفكر وحرية الفعل”، خاصة إزاء قضايا مثل “القتل الرحيم” أو “الإجهاض”.

وأوضحت جامعي، في الندوة التي أدارها الناقد بوعزة بنعشير وشارك فيها الإعلامي إدريس كسيكس،  أنها سعت في روايتها إلى التحذير من فقدان الإنسان لاستقلاله الذاتي وقدراته الإبداعية والفكرية ومميزاته الإنسانية لصالح برامج الذكاء الاصطناعي، معتبرة أن تعريف هذه البرامج بحد ذاتها بوصفها “برمجيّات الهدف منها تعويض الذكاء الإنساني” تعريف “مأساوي جدا”.

“صحيح أن هذه البرامج المعلوماتية قد توفر علينا الوقت وتخفف علينا بعض المشقة، لكنها تعجز عن تقدير عواقب أفعالها أخلاقيّا أو عاطفيا بخلاف الإنسان”، تقول الكاتبة.

وأشارت إلى أن روايتها تجري في مستقبل تُحكم فيه شركات التأمين قبضتها على المجال الطبي وتحوّل فيه الأطباء إلى مجرّد أعوان تنفيذ لسياساتها بتوظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، غير أن طبيبا شابا يختار أن يغرّد خارج السرب ويبدأ في مساءلة الحياة “الآلية المنمّطة” التي تقترحها الشركات ويرفض الانصياع إلى أوامرها.

ويبدأ الطبيب الشاب ، تقول الجامعي، رحلة البحث عن الأنس والروابط الاجتماعية والحب والتواصل مع الآخرين في عالم يخضع لتنميط آلي وتحكم شديدين.

ورفضت الروائية ، في السياق، تصنيف روايتها “قسم المبعوث الأخير”  ضمن  جنس “الخيال العلمي”، واصفة إياها ب”العمل الاستباقي” الذي يرصد اتجاهات قد تتحول إلى حقيقة في المستقبل.