ثقافة | فن

المغاربة و”أب الفنون”..هل نجح صناع الفرجة في مصالحة الجمهور مع قاعات العرض؟

المغاربة و”أب الفنون”..هل نجح صناع الفرجة في مصالحة الجمهور مع قاعات العرض؟

عاد النبض إلى المسارح من جديد بالمغرب مع تقديم عدد من الأعمال الفنية، التي يعول عليها صناع الفرجة لعقد صفقة صلح مع الجمهور المغربي، الذي هجر قاعات العرض بسبب الفقر في الإنتاج والندرة في العرض.

وتبقى مسألة الإقبال، حسب بعض المختصين، حبيسة التسويق القبلي للعرض المسرحي أو السينمائي، وترتبط أيضا بنوعية العمل المقدم والمحتوى الفني الذي يعتمد عليه.

خلل في التواصل

وفي هذا السياق، قال المخرج المسرحي أمين نسور إن الإشكال الحقيقي يكمن في آليات التواصل التي يشوبها الخلل، وتجعل الإقبال  محدودا أحيانا لعدم توفر خطة تواصلية جيدة، أو فريق تواصل جيد، مشيرا إلى أن التواصل يؤدي دورا مهما جذب الجمهور إلى المسارح وحضوره العروض.

وأكد نسور، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن هناك إقبالا على بعض التجارب الجديدة، مثل مسرحية “بضاض” لفرقة “سينرجيا”، التي شهدت عروضها بمختلف المدن المغربية إقبالا كبيرا من قبل الجمهور المسرحي، عن طريق اقتناء التذاكر وليس فقط عبر الدعوات، وكذلك الأمر بالنسبة لفرقة “ستيلكوم” من خلال مسرحية “نايضة تو”.

وأوضح نسور أن مسألة التواصل قبل العروض، يجب أن يقف عليها القطاع الوصي وليس فقط الفنانين أو الفرق المسرحية، خاصة في ظل البحث عن صناعة الثقافة، والرغبة الملحة في جعل المسرح يحقق القرب من المواطن وفق ما ينص على ذلك دستور قطاع الثقافة، مشددا على أنه ينبغي للدولة نهج سياسة تأخذ بعين الاعتبار، مسألة التواصل والإشهار، وتعميم إعلانات العروض، كونه الحلقة الأساس والوسيط بين الفنان وجمهوره.

أزمة قديمة

من جانبه، يرى الممثل المسرحي عبد النبي البنيوي أن إشكالية إقبال الجمهور على القاعات السينمائية والمسارح ليست وليدة اليوم، ولم تنشأ بعد جائحة كورونا، وإنما أزمة قديمة تعايش معها الفنان وصناع الثقافة بالمغرب.

ورغم ذلك، أعرب البنيوي، في حديثه حديثة الى جريدة مدار21، عن سعادته بعودة الحياة الثقافية والفنية ولو بشكل نسبي، مبرزا أن عودتها لإيقاعها القديم يعد نقطة إيجابية.

وتوقف المتحدث ذاته عند بعض التجارب التي عرضت مؤخرا بالقاعات السينمائية، والتي تحمل طابعا كوميديا، إذ بغض النظر عن الملاحظات التي تسطر حولها، إلا أنها تخلق نقاشا، حسب البنيوي، وتستقطب الجمهور لصالات العرض”، لافتا إلى أن هذا النقاش هو ما يمنح إمكانية التداول ومناقشة الذوق الفني، الذي ينطلق عبره البحث عن التجديد وتحسن جودة الأعمال.

البنيوي ربط، في سياق حديثه، إقبال الجمهور على صالات العرض بمجموعة من الأمور من بينها، المجتمع المدني والهندسة الثقافية للبلاد، بالإضافة إلى التربية والتعليم، مؤكدا أنه كل ذلك يفرض على الجهات المسؤولة ضرورة البحث عن آلية لخلق قاعدة جماهيرية مهمة خلال السنوات المقبلة.

واستشهد المتحدث عينه باستراتيجية بعض الدول التي تدمج المسرح أو السمعي البصري مادة ثانوية في السلك الإبتدائي والإعدادي، مما يبني جيلا يهتم بالثقافة لكونها جنسا أدبيا مثل باقي الأجناس الأخرى من الشعر والنثر والرواية، والتي تعد حلولا بيداغوجية فعالة، حسب تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News