دولي | صحافة وإعلام

ترامب يبوح بخيباته لصحافي فضح أسراره وساند إسقاطه

ترامب يبوح بخيباته لصحافي فضح أسراره وساند إسقاطه

فتح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قلبه لآخر من قد ترشحه التوقعات لحوار مطوّل يتسع لكتاب: مايكل وولف الصحافي الأمريكي الذي اشتهر بكتاب  “نار وغضب..خبايا البيض الأبيض في عهد ترمب” والذي سرد فيه شهادات ووقائع محرجة للرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.

الكتاب الجديد لم يحمل عنوانا أقل شراسة أو أكثر محاباة لرئيس مهوس بنفسه وإنجازاته قَبِل رغم ذلك إجراء حوار مع صحافي ساند إسقاطه ووصفه ذات مرّة ب”الإمبراطور العاري”، بل جاء ساخرا قويّا يصوّر رئيسا اهتزت من تحته الأرض في آخر أيام ولايته، ليسميّ كتابه “الانجراف:آخر أيام رئاسة ترامب”، علما أن كلمة landslide تستخدم أيضا باللغة الإنجليزية للتعبير عن “الفوز الجارف” في الانتخابات مثلا، لكن هنا وكأن الفوز ذهب وبقي الانجراف فقط.

موقع “أكسيوس” الأمريكي الذي نشر مقتطفات من الكتاب الجديد لمّح إلى أن وولف فكّر في حيرة ستراود القرّاء عن السر في قبول ترامب بالجلوس والحديث معه، فكتب مبددا هذه الحيرة : “حقيقةُ قبوله بأن يتحدث معي تفسر بمنطق واحد هو اعتقاده الراسخ بأن صوته لوحده يحمل ملكة تغيير الحقائق”. بالمقابل كشف ترامب لوولف أنه لا يلومه على كتابه “نار وغضب” وإنما يلوم المقرّبين منه الذين سيتهم كثيرا منهم بخيانة ثقته.

وفي فحوى الكتاب الجديد، لم يخف الملياردير المثير للجدل شعوره بالأسف بل وبالخيانة من مساندة ثلاثة قضاة عيّنهم بالمحكمة العليا الأمريكية لقرارات ذهبت نقيض مصالحه، منتقدا بشكل خاص القاضي بريت كفانو الذي واجه اتهامات بالاعتداء الجنسي كانت ستعصف بوصوله إلى كرسي المحكمة العليا لولا تشبث ترامب به.

وقال ترامب عن كافانو، حسب مقتطفات نشرها “أكسيوس”، ” أين كان ليكون اليوم من دوني؟ أنقذت حياته. لم يكن لينجح حتى في العمل بمكتب محاماة، من كان ليقبل به (بعد الاتهامات الجنسية). لا أحد. لقد تعرض لوصم تام، أنا فقط من أنقذته”.

وواصل ترامب واصفا خيبة أمله من كافانو “تقريبا كل الشيوخ اتصلوا بي طالبين منّي أن أرفع يدي عنه، كانوا يقولون لي إنه يدمرنا. لكنّي رفضتُ الاستجابة لمطالبهم”. وكانت أستاذة جامعية تتهم كافانو بالاعتداء عليها جنسيا قبل أعوام وخرجت إلى العلن في اللحظة نفسها التي برز فيها اسم كافانو مرشحا للمحكمة العليا، ما غذى مطالب بالتخلي عن تعيينه بها.

وكانت المحكمة العليا الأمريكية، التي تضم تسعة قضاة يعينون مدى الحياة،  قد رفضت النظر في طعون تقدم بها دونالد ترامب لإلغاء نتائج الانتخابات في ولايات فاز فيها جو بادين الرئيس الحالي. وبالنسبة لترامب فعدم اصطفاف كافانو معه في هذه القضية الحاسمة بالذات يعتبر “خيانة عظمى” لكل ما قدّمه له.

وفي كتابه الأول عن رئاسة ترامب “نار وغضب” اعتمد الصحافي مايكل وولف على تسريبات من محيط الرئيس لكشف خبايا عدد من القرارات الهامة مثل قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس الذي تم بإيعاز من لوبيات صهيونية تبرعت لحملته، وعلاقاته بالسعودية وعقيدته في السياسة الخارجية القائمة على التضحية بالضعفاء.

وسبق لوولف، في حوار مع “بي بي سي”، أن قارن ترامب ب”الإمبراطور العاري” في الحكاية التراثية التي تشير إلى أن “الحقيقة واضحة للجميع حتى وإن أخفوا علمهم بها.. إذ لا يرتدي الإمبراطور شيئا لكن الكل يتكتم عن الأمر خوفا من أن يظن الآخرون أنهم حمقى أغبياء”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News