رياضة

كيف تسبب التلقيح ضد كورونا في إفساد متعة الجماهير بكأس إفريقيا؟

كيف تسبب التلقيح ضد كورونا في إفساد متعة الجماهير بكأس إفريقيا؟

لم تكن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم واللجنة المنظمة تتوقع أن تشهد مباريات كأس إفريقيا للأمم بالكاميرون عزوفا جماهيريا كبيرا أثر بشكل كبير على سمعة كرة القدم بالقارة السمراء، سيما بعد الجدل الكبير الذي رافق رفض الأندية الأوروبية تسريح محترفيها للمشاركة في المسابقة بسبب كورونا، والشكوك التي حامت حول تأجيل المسابقة بسبب الفيروس التاجي.

ورغم أن التوقعات لم تكن عالية بخصوص الحضور الجماهير إلى ملاعب “كان” الكاميرون بسبب الموجات الجديدة لفيروس كورونا وظهور متحور “أوميكرون”، ما دفع “الكاف إلى تحديد الحضور الجماهيري للمباريات في 80 بالمئة من الطاقة الاستيعابية للملاعب في مباريات المنتخب المضيف، الكاميرون، و60 بالمئة بالنسبة لباقي المنتخبات، إلا أن المنظمين لم يضعوا في حسبانهم إجراء غالبية المباريات أمام مدرجات شبه فارغة.

باستثناء مباريات “الأسود غير المروضة”، أجريت كل مباريات دور المجموعات في ظل غياب جماهيري كبير، حتى لمنتخبات قوية مثل المغرب وكوت ديفوار وغانا ومصر وتونس. قد يعود السبب بالأساس إلى الوضع الوبائي الخارج عن السيطرة في مجموعة من الدول الإفريقية الشيء حال دون تنقل الجماهير إلى الكاميرون، سيما أمام إغلاق البحرية والجوية في العديد من البلدان، على غرار المغرب.

بيد أن الحضور الجماهيري المحلي الضعيف أثر بشكل كبير على صورة النسخة الـ33 من الكأس الإفريقية، رغم أن أسعار التذاكر (أرخص تذكرة بـ60 درهما مغربيا) راعت القدرة الشرائية للكاميرونيين والأزمة التي يمر منها البلد بسبب تداعيات الجائحة.

بهذا الصدد، يرى الدولي الكاميروني السابق، جوزيف أنطوان بيل، أنه لا يمكن تعليق ظاهرة المدرجات الفارغة في كأس إفريقيا على أسعار التذاكر لأن “أثمنتها ليست مرتفعة”.

وأضاف في تصريحات لموقع “إر إف إي” الفرنسي أن “الجماهير لا تتزاحم على ولوج الملاعب بسبب أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم رضخت لضغوطات الاتحاد الدولي للعبة وفرضت التلقيح شرطا لدخول الملاعب.. لكن الكاميرونيين يرفضون التلقيح لأنها (اللقاحات) لم تخضع لفترة تجريبية كافية، هذا هو السبب الحقيقي لخلو مدرجات ملاعب كأس إفريقيا”.

ودافع الحارس الكاميروني السابق عن موقفه بالقول: “الجميع يعرف شغف الجماهير الكاميرونية بكرة القدم، فكل المسابقات التي نظمت مؤخرا، على غرار كأس إفريقيا للسيدات 2016 وكأس إفريقيا للمحليين في 2020، أجريت أمام مدرجات ممتلئة، حتى عندما لا تكون المواجهات في العاصمة ياوندي ودوالا، بل وحتى في المباريات التي لا يكون فيها المنتخب الكاميروني طرفا”.

وأكد المتحدث أنه أمر غريب أن تدخل في مواجهة مع الأندية الأوروبية؛ قبل انطلاقة المسابقة، من أجل السماح للاعبين المحترفين بالمشاركة في كأس إفريقيا لتجدهم بعد ذلك يلعبون أمام مدرجات شبه فارغة، مضيفا “مشاهدة ساديو ماني (نجم ليفربول الإنجليزي) يلعب أمام 100 متفرج أمر لا يمكن تصوره، أيضا، رؤية رياض محرز (لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي) يلعب أمام 25 شخصا في دوالا، هذا مستحيل”.

الموقع الفرنسي، من خلال التصريحات التي استقاها من بعض الجماهير، أكد أن هناك هاجسا لدى الكاميرونيين من أن فرض التلقيح لدخول ملاعب كأس إفريقيا “فخ” لرفع نسب الملقحين، و”ابتزاز” لعشاق اللعبة من أجل مشاهدة المباريات من المدرجات، إذ لا تتجاوز نسبة المطعمين بالكامل في البلد 3.4 بالمئة من أصل 25 مليون نسمة.

في المقابل، تؤكد “إر إف إي” أن العزوف الذي تعاني منه مدرجات ملاعب “الكان” تقابله انتعاشة في مناطق المشجعين “فان زون”، المجانية، التي لا يتطلب الولوج إليها التلقيح أو فحوصات كورونا، ويحتشد فيها الآلاف لمشاهدة المباريات القوية في كأس الأمم الإفريقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News