اقتصاد

باحث ل”مدار21″: عدم تجديد عقد الغاز الجزائري “هدية” للمغرب

باحث ل”مدار21″: عدم تجديد عقد الغاز الجزائري “هدية” للمغرب

على بعد أسابيع من انتهاء العمل بعقد توريد الغاز لإسبانيا عبر الأنبوب الذي يمر على التراب المغربي، يحاول مسؤولون جزائريون التأكيد على أن عدم تجديد العقد “خسارة للمغرب”، خاصة بعد إعلان وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل الباريس، أنه تلقى تطمينات بعد لقائه بتبون قبل أيام، إلا أن خبراء اقتصاديون ينفون ذلك.

واعتبر الباحث الاقتصادي المغربي، النجيب الصومعي، في تصريح لجريدة “مدار 21″، أن “الجزائر في طريقها لخسارة زبون مهم وهو إسبانيا، وفي طريقها لخسارة منظومة لوجستية لتموين السوق الإسباني، وبالتالي خسارة قدرات إعادة التموقع في الأسواق بعد جائحة كوفيد 19، على اعتبار أنها وقبل أزمة كورونا خسرت 30 في المائة من السوق الطاقية الإسبانية، والطريقة التي تتعامل بها مع أنبوب الغاز الذي يمر بالمغرب في الفترة الأخير، يؤكد أنها لن تستطيع إعادة ما خسرته”.

ومن المقرر أن ينتهي العمل بالعقد الذي يربط الجزائر بالمغرب في 31 أكتوبر الجاري.

ويتوجس الرأي العام الإسباني من فصل شتاء بارد هذه السنة، إذا ما تراجعت واردات البلاد من الغاز الجزائري، الذي يصل بتكلفة أقل من ذلك الذي يصلها من القارة الأميركية، وهو ما يشير إليه الباحث الاقتصادي :” إسبانيا غيرت الجزائر قبل أشهر واتجهت إلى السوق الأمريكية، وهي سوق غازية أكثر تنافسية، حيث كانت تستعين في ما مضى ب 60 في المائة من الغاز الجزائري وقبل الجائحة، تقلص الأمر إلى 30 في المائة”.

ويضخ خط الأنابيب، التابع للشركة المغاربية الأوروبية، والذي دشن لأول مرة سنة 1996 ويمتد على طول 1400 كلم، 12 مليارا من الأمتار المكعبة سنويا “تأخذ الرباط حصة تقدر بمليار متر مكعب، ما يمثل 97 في المئة من احتياجاتها، بأسعار تفضيلية”.

وقال الصومعي إن المغرب لن يجد صعوبة في التوجه إلى أسواق أخرى، من أجل التموين من الغاز “لأنه يمتلك شراكات استراتيجية مع مجموعة من الدول، ويستورد الغاز بطريقة سائلة، لذلك فالجزائر الخاسر الأكبر من عدم تجديد العقد”.

وأردف المتحدث ذاته : “المغرب يمتلك قدرات أحفورية كبيرة، يمكن من خلالها تدبير الحاجيات المرتبطة بالمنصات الطاقية التي تحتاج إلى الغاز، كما يمتلك سمعة قوية في الأسواق، ويمكنه التوجه بسهولة إلى السوق العالمية ويمكنه أيضا أن ينوع شركائه، سواء من ناحية المحور الغازي الطاقي الإفريقي أو المحور الطاقي الأمريكية أو المحور الطاقي لمنظومة شرق المتوسط والعمق الخليجي”.

وأوضح الباحث الاقتصادي أن ما تقوم به الجزائر، فيما يخص قرار عدم تجديد العقد، بمتابة “هدية” للمغرب، خاصة في ظل تغييرات كبيرة تشهدها خارطة الغاز بالمنطقة، مما سيتيح إمكانيات أكبر لأنبوب الغاز المغربي النيجيري والذي سيمكن من تغطية 12.5 مليار متر مكعب إضافية ستحتاجها إسبانيا بأثمنة تنافسية، مما سيمكن من تقوية منظومة لوجيستية أعمق وأكثر أمنا في العلاقة مع أوروبا، نظرا لحاجياتها الطاقية الكبيرة، مقابل ضعف الأنبوب المباشر بين الجزائر وإسبانيا، حيث لا تتعدى إمداداته في أحسن الأحوال 8 متر مكعب سنويا”.

وتعتمد الجزائر على أنبوب “ميدغاز” وهو خط أنابيب غاز طبيعي بين الجزائر وإسبانيا، افتتح في الأول مارس 2011، ويبدأ من حقل حاسي الرمل جنوبي الجزائر، ويمتد القسم الأول منه إلى ميناء بني صاف، شمال البلاد، بينما يبدأ القسم البحري من بني صاف إلى موقع الإنزال الأرضي في شاطئ ألمرية الإسباني، حيث يتصل مع خط أنابيب غاز ألمدينة.

وأكد نجيب الصومعي، أن المغرب يمتلك بدائل متعدد، خاصة أن له قدرات تمويلية مهمة، وله درجة اسثتمار عند جل مؤسسات التصنيف الائتماني، وبالتالي قدراته في تعبئة الموارد بشكل أكبر وأرخص مقارنة بكل الدول الإفريقية”.

يشار أن وزير الطاقة الجزائري، محمد عرقاب، كان قد أكد في غشت الفارط،، أن إمدادات الغاز الطبيعي الجزائري نحو إسبانيا ستتم عبر أنبوب “ميدغاز” العابر للبحر المتوسط.

بالمقابل، كشفت أمينة بنخضرا، في وقت سابق، وفي حوار لـ “ماروك لوجور” التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الرباط ستحافظ على عمل خط الغاز الجزائري، وقالت إن “إرادة المغرب في الحفاظ على طريق التصدير هذا قد تم تأكيدها بوضوح وثبات على جميع المستويات لأكثر من ثلاث سنوات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News