سياسة

السليمي: العلاقة بين المغرب والجزائر تستوجب عملية جراحية لاستئصال التعفن

السليمي: العلاقة بين المغرب والجزائر تستوجب عملية جراحية لاستئصال التعفن

في سياق أجواء التصعيد والقطيعة بين الجارين “التوأم”، يرى الصحفي التونسي والخبير بالشؤون المغاربية في مؤسسة دويتشي فيللي ( DW ) الألمانية منصف السليمي، أن العلاقات المغربية الجزائرية في حاجة إلى “عملية جراحية تستأصل التعفن وتعيد الحياة إلى مجراها الطبيعي”.

وشدد الإعلامي التونسي، في كلمة له على هامش ندوة علمية تحت عنوان ” المغرب والجزائر : رهان علي مستقبل مشترك”، من تنظيم مؤسسة الفقيه التطواني اليوم الخميس، على أن معرفته العميقة بالمجتمعين المغربي والجزائري  تجعله يوقن بأن “ما حدث ويحدث بين البلدين في 60 عاما من مشاكل واتفاقيات ترسيم لا توقع، وحروب ومشاكل حدودية لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يؤثر أو يضرب في عمق الترابط المجتمعي بين الشعبين، ذلك أنه وبالرغم من كل هذا ومع ذلك لازلنا نسمع شعار خاوة خاوة”.

ويقول السليمي أنه في أي “نايت كلوب” أو ملهى ليلي في الرباط يتصرف  المغربي وكأنه في الجزائر والعكس صحيح، مشيرا إلى أنه عندما ترفع موسيقى ” أغاني الراي يتفاعل الشباب المغاربة مع الإيقاعات ليس وكأنها من تلمسان أو وهران وغيرها بل  وكأنها منهم  وجزء من ذاكرتهم وثقافتهم”.

وأضاف ” الواقع الاجتماعي الشبابي المعاش يقول إن الشعبين يربطهما جبال من المشترك ومن الصعب تدميرها، لذلك أقول أن هذا الترابط بين الشعبين معجزة حقا، والمعجزة أن  لا تتمكن الأنظمة وبالرغم من الدمار السياسي، الدبلوماسي الإعلامي والاقتصادي أن تقترب او تلمس هذا الرافد الذي يجمع الشعبين ليبقى صامدا أبديا وهو الرافد الذي يتعين البناء عليه”.

وبخصوص مخارج الازمة بين البلدين التي وصلت حد القطيعة الدبلوماسية، يقول الإعلامي التونسي إن عودة العلاقات رهينة بعملية جراحية البلدين في حاجتها بشكل مستعجل.

ولتوضيح فكرته، يعتبر السليمي أن المغرب والجزائر جسم واحد ” أصيب بجروح وإصابات وتعفن وهو جسم واحد وليس اثنين، ويتعين أن نجري عملية  جراحية لحصر منطقة التعفن وفي مرحلة لاحقة نرى هل يتم استئصاله أو مداواته”.

وتابع المتحدث بالقول “أثار فضولي في 1988، عندما عادت العلاقات من جديد  بين البلدين بعد قطيعة دبلوماسية، كيف أن عبد الحميد المهري الذي كان سفيرا بباريس عين سفيرا بالرباط، فيما الحسن الثاني عين طبيبه الخاص عبد اللطيف بربيش سفيرا للرباط بالجزائر وكأن القائدان وقتها يريدان ائتمان هذه المهمة لتقريب الشعبين والبلدين لمقربيهم، وكأن فكرة العملية الجراحية مستمدة من ذلك الزمن ذلك أنه حرص الملك الحسن الثاني على تعيين طبيبه وصديقه المقرب الذي كان يحرص على سلامته، كما سلامة العلاقات بعد الحرب والقطيعة”.

ونبه المتحدث إلى أنه بات من الضروري الاستفادة من القنوات ووسائل التواصل لتشجيع الحوار، وخلق شبكات إعلامية لدعم التقارب بين البلدين ودحض مخاطر المواجهة ، بحيث يتعين إيصال رسالة في المجتمع المدني بأن سيناريو التصعيد لن يضر منطقة حدودية بل شعوب المنطقة ككل.

ولفت المتحدث إلى أن “من يشتغل في القطاع السياحي في بلده تونس يعتبر أن الازمة بين المغرب والجزائر هي في مصلحته، وهذا صحيح قد تفيد مرحليا، لكن على المدى الاستراتيجي لن تجلب استقرارا لتونس، وينبغي أن نمحو هذه الفكرة فنحن في حاجة لمصالحة تاريخية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News