إلباييس: قطع الجزائر علاقتها بالمغرب حوّل المنطقة لطنجرة ضغط حقيقية
اعتبرت صحيفة “ال باييس” الإسبانية أن قطع الجزائر علاقتها بالمغرب، حول المغرب الكبير إلى “طنجرة ضغط حقيقية”، وذلك بعد استقرار ملحوظ كانت تشهده المنطقة، مشيرة أن نتائج هذه القطيعة بين البلدين، “لم تتضح بعد.. لكنها قد تطال المنطقة بأكملها”.
ويشير المصدر ذاته، إلى أن الخلاف بين المغرب والجزائر، رفع منسوب التوتر في المنطقة، خاصة أنه تزامن مع أزمة داخلية تونسية وحرب بليبيا وانهيار بمنطقة الساحل.
وتؤكد “إل باييس” أنه وخلافا لما يسوقه مسؤولون جزائريون حول أسباب الصراع، إلا أن “هناك أسباب أعمق”، مستشهدة برأي الباحثة في معهد الكانو، هيزام اميرة فزناندز “اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء بدعم من الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، غير الوضع الراهن للصراع، إضافة إلى التطبيع بين المغرب وإسرائيل والذي أشعل وقودا لنيران العلاقات المتضاربة تاريخيا”.
الأستاذة في جامعة إكستر والخبيرة في شؤون المغرب العربي، ترى أن “انعدام الأمن الداخلي غير المتكافئ” بين البلدين أحد أسباب الصراع، “يبدو المغرب حاليا أقوى داخليا من الجزائر، حيث العلاقات تميل إلى التدهور “.
وفي السياق ذاته، اشارت الصحيفة إلى أن التوتر المتصاعد بين البلدين، وقطع العلاقة الديبلوماسية “لا يحمل أنباء طيبة” للمغرب الكبير، ولا لإسبانيا أو حتى الاتحاد الأوروبي، خاصة أن “المنطقة تواجه العديد من الأزمات التي تتطلب تنسيقا.. وسيكون أصعب بكثير عندما تغيب علاقات دبلوماسية بين بلديها الرئيسيين (المغرب والجزائر”.
ولمح المصدر ذاته لتخوف مسؤولين إسبان من تأثير قطع العلاقة بين الجارين، على إعادة العلاقة بين المغرب وإسبانيا وتطورها، “في مواجهة هذا السياق المسموم، يخشى أن تؤدي دوامة الاستفزازات إلى نوع من المواجهة العنيفة”، مشيرة إلى أنه حتى الآن، سجلت بالفعل “تحركات للقوات على الحدود”.
وعن أسباب الخلاف الحقيقية، أوضحت الصحيفة، أن سباق التسلح الذي انخرط المغرب والجزائر لسنوات، كان أحدها.
وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، قد أعلن أن بلاده قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، الثلاثاء الفارط، قائلا إن الجزائر قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب ما وصفها بـ”أفعال عدائية متواصلة” من المغرب ضد الجزائر.
ومن جانبها وصفت السلطات المغربية، إعلان الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية معها، بـ”القرار غير المبرر”.
ووفق بيان لوزارة الخارجية المغربية، ف”المملكة المغربية أخذت علما بالقرار الأحادي الجانب للسلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ابتداء من هذا اليوم.. وإذ يعرب المغرب عن أسفه لهذا القرار غير المبرر تماما بيد أنه متوقع، بالنظر الى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الاخيرة، وكذا تأثيره على الشعب الجزائري، فانه يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها”.
وأضافت الخارجية المغربية : “ومن جانبها، ستظل المملكة المغربية شريكا موثوقا ومخلصا للشعب الجزائري وستواصل العمل، بكل حكمة ومسؤولية، من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبناءة”.
